أبشر الجميع أننا نعيش حياتنا الدنيا بحظوظ متقاربة وسنخرج منها بحظوظ متقاربة أيضا ، رغم ما يبدوا في الظاهر من بعض الفوارق ، فالله يأخذ بقدر ما يعطي ويعوض بقدر ما يحرم وييسر بقدر ما يعسر...ولو دخل كل منا قلب الآخر لأشفق عليه ولرأى عدل الموازين الباطنية برغم اختلال الموازين الظاهرية ، ولما شعر بحسد ولا بحقد ولا بزهو ولا بغرور...
فأصحاب الأموال الذين يشترون بمالهم كل ما يحلمون به قد تجدهم يشكون الكآبة والوسواس والأرق والقلق بينما ينعم غيرهم ممن يشتكون قلة ذات اليد بنوم عميق لا تقطعه الكوابيس من أول ما يضعون رؤوسهم على الوسائد إلى توقظهم تخمة النوم....والذي أعطاه الله زوجة بارعة الجمال تجده يحصي عليها حركاتها وسكناتها ويفقده الشك طعم الإستمتاع بها...والذي أعضاه الله قوة بدنية خارقة جعلته يستعرض عضلاته على خلق الله أصابه تضخم في القلب نتيجة تضخم في العضلات...والحاكم الذي يملك الأقدار والمصائر والرقاب قد لا يملك نفسه فتجده عبدا لشهوته خادما لأطماعه ذليلا أمام شهواته...
ولأجل هذا كله يا من أصبح الإدماج هاجسهم ينامون على ترنيمته ويستيقظون على وقعه...اطلبوا حقكم في الإدماج وأجملوا في الطلب..اطلبوه بعزة الأنفس واسعوا في العيش بالضمير وتعاشروا بالفضيلة فلا غالب في الدنيا ولا مغلوب في الحقيقة ، والحظوظ كما قلنا متقاربة في باطن الأمر ومحصولنا من السعادة والشقاء متقارب برغم الفوارق بين الطبقات...فلا داعي للأنانية لمن يرجون إدماجا ولا داعي للحسد لمن لا يرجونه....ولن يموت الواحد منا حتى يستوفي رزقه وأجله..فليطمئن الجميع..