حين يأمرني أبي....
من أجل الظفر بمُتعة المُنافسة، ومشاركة الرفاق لعبة كرة القدم، كنت مُضطرا وأنا في المرحلة المتوسط إلى تنفيذ أوامر أبي رحمه الله قبل مغادرة البيت..فحين كان يُكلفني مثلا بنقل التمور إلى غرفة "الخزين" في الطابق الأول كنت أحمل ثلاثة صناديق من الحجم الكبير مملوءة بالتمور، دفعة واحدة، وأصعد بها مهرولا إلى السطح... أفعل ذلك لأن عددها كان كبيرا وأنا في عجلة من أمري...وكنت أنجز ما يطلب مني مع إحساس بالزهو، زهو مراهق مُفعم بالحياة، يستعرضُ قُوته أمام ذاته، وأمام من هم في الدار...
واليوم أيها الأصدقاء... أشعر بالأسف لأن الكثير من الشبان، أصبحوا يَصُم٘ون آذانهم حين يُكلفون من آبائهم أو أمهاتهم بأداء أبسط الأعمال..
فإن الشاب إذا أراد الفلاح عليه أن يقول لولديه نعم،دون تردد أو تسويف، فوالله ما شعرت بقوة أكبر، إلا حين كانت صورة أبي في قلبي أعظم، وخوفي من غضبه أكبر.