لعل الواقع يصرخ إننا بحاجة إلى تنظيف العقول قبل تغيير العباد...

[ابو اسامة زاكي 25]

بسم الله الرحمن الرحيم ، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين..وبعد ...
في وقت شاهد كوقتنا هذا المتزامن مع تعنت الوزارة في النقطتين المفصليتين "الملف الإستعجالي للآيلين للزوال، ولمن أصبح عنوانهم :فئات ما بعد 03 -06-2012م-" التي تمس خصوصا المصنفون على الرتب الآيلة للزوال... تتكرر ظواهر وحوادث يندي لها الجبين. ويخجل العقل حتى في التفكير فيها...
مظلوم ضاعت حقوقه. وما زال يناور... مظلوم سلبت الوصاية منه حقوقه ولازال يبدل كل جهده في أن يحتج على ممثلين عنه... لعله نسى أن له حتى كل الحق في إلغاء تمثيلهم والحلول محلهم...
مظلوم سلبت حقوقه، ولا زال يُعاند ويكابر ويرفض حتى الاحتجاج زعمًا أنه إنتقاما من ممثلين عنه ضيعوا حقوقه، ولعله نسي أو يتناسى أن الوزارة هي من ضيعت حقوقه، وأنها من ترك هؤلاء الممثلين يعبثون بمسلك المطالبة، ثم لعل ضعفه وحتى جبنه هو السبب في النهاية في كل هذا ...
قبل هذا... وذاك ... ويا للعجب، فالمظلوم هو رجل تربية يعلم ويعرف بقدر يغنيه عن السقوط في هذه المتناقضات ... وفي المقابل، ولعله الأكثر أهمية والأكثر حسرة،...
- ممثل نقابي يقبل بتمثيل المظلومين ... ولكنه ينأى بنفسه عن مواقع الشد، وحلبات الصراع المهني ... - ممثل نقابي بل أكثر هو منتدب ينسى أن انتدابه أصلا لأجل التفرغ لمرافقة الحلول الممكنة لمظالم هؤلاء الموظفين، بل لعله نسي أن راتبه يأتيه مقابلا لما يجب أن يبذله لأجل تذليل الصعاب للموظفين بل المظلومين منهم بالخصوص ...وحل مشاكل المستضعفين منهم...
نقابي ... قيادي... وتحصل على مقر النقابة بما فيه من تجهيزات وأثاث وحتى إمكانيات لتنظيفه وصيانته. وصبغه وحتى تجميله، على أن لا يُمنع عقد جلسة أو تجمع أو لقاء لأجل الدفع بمطالب الموظفين إلى الحل... وإلاَ كان يجب أن يُستنكر ويُشجب ويندد به بل وحق حتى أن يعاقب عليه تنظيميا هو أمثاله لهذا التهاون واللامبالاة.
مما هومعلوم بالضرورة،أن حقوق الموظفين أمانة في عنق من يتولى السهر على سير هذه المكاتب الولائية منها والوطنية قبل المقرات كهياكل دعم وإسناد ليس إلاَ...
مما هومعلوم بالضرورة،أن راتبه من الانتداب يحصل عليه التعبئة و الحشد و المؤازرة للمغبونين ...
ممثل نقابي مسؤول ومنتدب مكلف بأمانة التمثيل ،ويقبض راتبه مقابلا عنها. لكنه قد لايحضر و يا للعجب حتى لقاءات لممثلي موظفي القطاع في عز الشدة والمحنة...
وتستمر المهزلة ... وتمر الأيام ... وتتلاشى صفة النقابي النزيه الذي تحركه أوجاع وآلام الموظفين وخاصة البسطاء منهم ... وتترسم صفة النقابي الانتهازي الذي يصول ويجول في مواقع الوصاية ليس إلا لقضاء حوائجه وحتى إن تحرك فلأجل الظهور بموقف الواقف على شؤون المظلومين وهو ليس إلا لإشباع رغباته ونزواته بل وانتهازيته المقيتة ولا غير...
ورغم كل هذا ... وحتى نبدأ انطلاقة صحيحة بعيدا عن التجاذبات النقابية لأجل المنفعة النقابية يبقى طبعا حسب رأيي أنه لا بد من تفعيل لجنة إسقاط قانون العار ولتتبناه فئات ما بعد "03 جوان 2012م"... لأنها الرهان الحقيقي ... وما الباقي سوى قضية وقت وتسوى ... وعندها ستجد هذه الفئات نفسها وحيدة في جب المظالم ... ولعله سيستمر استغفالها من خلال استغلالها ليس إلا ... ورغم كل هذا سيبقى عنواني وعنوان كل نزيه شريف:

"بَدَأْنَا مَعًا ... وَلاَ بُدَ أَنْ نُكْمِل معًا... وسَنَبْقَى مَعًا... لِنَنْتَصِر أَوْ نَنْتَصِر ..."

علي من قسنطينة يسأل الله التوفيق والإخلاص والثبات...ماي 2014م...