القيادة والرئاسة:
حين هَمَمْت بركوب السيارة، مد الابن يده وقال: هات يا أبي المفتاح، وأرِحْ نفسك من عَنَاء القيادة... ترددتُ في بداية الأمر، لكني راجعت نفسي وقلت: خُذْ يا بُني...حتى لا تقول أن أبي مثل رئيس أو مسؤول عربي ، يعدُ كل مرة بتسليم المشعل للشباب، لكنه سرعان ما ينكث عهوده، ويصبح ما قاله بليل، في النهار مجرد وهم وسراب... فحين تكون لدينا النية الصادقة في نقل المورث للشباب، يجب أن يتم بناءه جيدا لتحمل الصعاب، ثم نمنحه الفرصة الكاملة لمواجهة أعباء الحياة بثقة، ولا نُبالغ في الخَوْفِ من زلاته، لأن الله حين نفخ فينا من روحه، كان يعلم أنها ستستقر في جوف من طين وتراب... و الاعتقاد بأن القدرة على الفعل يختص بها من تعددت تجاربه في الحياة، غير صحيح في كل الحالات، فَرُب شيخ بطيئ التَعلُم لم يستوعب الدَرس إلا حِين امتلأ دلوه بالهَفَوات والزلات.