إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-07-15, 15:44   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
حسناء العابدة
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية حسناء العابدة
 

 

 
إحصائية العضو










B9 إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني

إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لا يعرفني


ذكر ابن أبي الدنيا عن الفضيل بن عياض قال: "أوحى الله إلى بعض الأنبياء: " إذا عصاني منيعرفني سلطت عليه من لايعرفني".. الجوابالكافي31، حلية الأولياء 1/91
هذا الأثريحتوي أمرين:
-ذكر عصيان من يعرف الله تعالى
-ذكر تسلط من لا يعرف الله تعالى على منعصى الله تعالى وهو عارف به..

فمن الذي يعرف الله تعالى؟، ومن الذي لا يعرفالله تعالى؟، وكيف يتسلط هذا على ذاك؟..
الذي يعرف الله تعالى هو الذي تعرف عليهبنعمه الدنيوية والدينية:
-فأما النعم الدنيوية فهي مجتمعة في شيئين:
الأمن والشبع..
قالتعالى: {فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وآمنهم منخوف}..
-نعمة الأمن من أكبر النعم لا يعرفها إلا الخائف، وتتبين هذه النعمة وتكتمل، إذااطلع الإنسان على أحوال الخائفين، الذين لا يجدون الأمن، ممن تهدم مساكنهم، ويشردونمن ديارهم، ولا يجدون ملجأ، ولا يأمنون على أنفسهم وأهليهم وأعراضهم وأموالهم.. فالأمن في ذاته نعمة، والأعظم من ذلك أن نرى ونسمع ونقرأ عن أحوال من لا يملكونالأمن، ويعيشون الخوف كل ساعة، فبذلك ندرك قدر هذه النعمة.
-ونعمة الشبع نعمة كبرى،يقابلها الجوع والفقر، وكل يوم نطلع على أحوال الفقراء والجوعى من حولنا، ما يذكربهذه النعمة، إن بعضهم يأكل العشب لايجد غيره، وبعضهم يأس من القوت، فبادره بحفرقبره ينتظر الموت، فالجوع اليوم في كل مكان، حتى حولنا.
فهاتان النعمتان يتعرفالله بهما إلى عباده، لتكون تذكيرا بحقه في الطاعة: {فليعبدوا رب هذا البيت الذيأطعمهم من جوع وآمنهم من خوف}، فمن عصاه بعدما تعرف عليه بنعمه الدنيوية، سلط اللهعليه من لايعرف ربه ولايخافه..
- وأما النعم الدينية:
فهي أكبر من نعم الدنيا، وأعظمهاالإسلام، فمن هدي إليه فقد هدي إلى الخير كله، قال تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلامدينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين}..
ثم تليها في النعمة الهداية إلىأتباع سنة النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه رضوان الله عليهم من بعده، فمتبعهم هوالناجي من النار، فقد أخبر النبي فقال: (ستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين ملة،كلها في النار إلا واحدة)، هي تلك المتبعة لسنة النبي صلى الله عليه وسلموأصحابه..
ثم بعد ذلك إذا عرف الإنسان الحلالوالحرام، فقد قامت عليه الحجة، وصار في عداد من يعرف الله تعالى، فلا عذر بعد ذلكفي العصيان، فإن عصى فقد تعرض لسخط الجبار فلا يأمن من تسلط من لا يعرفالله.
وأعظم من أولئك نعمة، وأكثرهم معرفةبالله تعالى، من يسر الله له طلب العلم، بوجود العلم والعلماء، وكفاه هموم الدنيا،وفرغه للتعلم، فعلم الحلال والحرام والمكروه والمستحب والمباح، فتفقه في الدين وفهمأمر الله تعالى، وعرف ذرائع الخير وذرائع الشر، ووقف على مقاصد الشريعة وآدابها ،وقرأ سير الغابرين وأخبار الصالحين والهالكين.. حتى تبين له ما يفعل وما يذر ومايتقي، وماينفع وما يضر، فكان بمنزلة من آتاه الله آياته، فمثل هذا الحجة عليه قائمةأتم قيام،..
فمثله لايوعظ، بل يعظ، فإن عصى وأصر وضل فقد تعرض لأمر خطير، وقدقيل: "شر الضلال ضلال بعد هدى"، وفي هذا جاءت النصوص متوعدة الذين يقولون مالايفعلون، قال الله تعالى:
{
يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون * كبرمقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون}.
* * *
إن معصية من أتم الله عليه نعمة الدين وعرف ربه حقالمعرفة ليست كغيره، وقد ضرب الله لذلك أمثلة، من ذلك: الأنبياء، وزوجاتالأنبياء.
- فأما الأنبياء..
فإن الله أعلى منزلتهم، ورفع شأنهم، واصطنعهم لنفسه، وأعطاهمالآيات والمعجزات، وشرح صدورهم بالإيمان، ونور صدورهم بمعرفته، ووعدهم الأجرالجزيل، فأتم عليهم النعمة، فليس لهم بعدها إلا الطاعة، ثم حذرهم من المعصية أشدتحذير، وتوعدهم بعقوبة مضاعفة، فقال تعالى:
ذلك هدى الله يهدي به من يشاء منعباده ولو أشركوا لحبط عنهم ما كانوا يعلمون
وقال: {ولقد أوحي إليك وإلىالذين من قبلك لئن أشركت ليحبطن عملك ولتكونن من الخاسرين}..
وقال في حق نبيناصلى الله عليه وسلم خاصة:
{
وإن كادوا ليفتنونك عن الذي أوحينا إليك لتفتري عليناغيره وإذاً لاتخذوك خليلا* ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذاًلأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات ثم لاتجد لك علينا نصيرا}
وقال: {ولو تقول علينابعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين* فما منكم من أحد عنهحاجزين}.
- وأما زوجات النبي صلى الله عليهوسلم فيقول الله لهن:
{يا نساء النبي من يأتمنكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا}
، ويقول: {يا نساء النبي لستن كأحد من النساء إن اتقيتن فلاتخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبهمرض}،
فهن عشن في بيت النبوة، فسمعن الآيات والحكمة:
{
واذكرن ما يتلى فيبيوتكن من آيات الله والحكمة}..
فشربن معاني الخير، وانشرحت صدورهن بالإيمان،نزلت عليهن السكينة والرحمة، وأحاط بهن الخير من كل جانب، وكف الشر فلم يجد طريقا،فليس لهن بعد ذلك عذر في المعصية، فأبواب الخير مشرعة، وأبواب الشر مغلقة، فما تفتحإلا بشقاوة نفس.. وحاشاهن ذلك، رضوان الله عليهن.

وهكذا كل قوم اختصهم اللهتعالى بنعمه على من سواهم، فإن الحساب يكون على ذلك الاختصاص، فالاختصاص وإن كاننعمة، فإنه من وجه آخر فتنة ومحنة، كالذي يرزقه مالاً ليرى فيم ينفعه، وملكا ليرىكيف به بين العباد، فإن أحسن أحسن الله إليه مرتين، مرة على الطاعة، ومرة على شكرالنعمة:
{
ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين وأعتدنا لهارزقا كريما}..
وإن أساء عوقب مرتين، مرة جزاء المعصية، ومرة جزاء كفرانالنعمة.
* * *
أما الذي لا يعرف الله تعالى، فهو الفاجر والظالموالحاقد والظالم، الذي لا يخاف الله تعالى، ولا يؤمن به، ولا يرعوي عن فعل شيء منالموبقات، فإذا تسلط فلا رحمة ولا شفقة، كأولئك الذين يقتلون الأبرياء من الأطفالوالشيوخ والنساء والضعفاء، ويعتدون وينتهكون، ولا يتأثمون ولا يتحرجون، قد نزعتمنهم كل معاني الإنسانية، والذين لا يرقبون في مؤمن إلاّ ولا ذمة، الذين إن ثقفواالمؤمنين بسطوا إليهم أيديهم وألسنتهم بالسوء، وقد علمنا النبي صلى الله عليه وسلمأن ندعو الله تعالى أن يكفهم عنا، في الدعاء المشهور:
(
ولا تسلط علينا بذنوبنامن لا يخافك ولا يرحمنا).
أغلظ رجل على وكيعبن الجراحفدخل فعفر وجهه بالتراب، ثم خرج فقال: " زد وكيعا بذنبه، فلولاه ما تسلطت عليه".. سير أعلام النبلاء 9/155
* * *
قال ابن كثير في حوادث سنة 615هـ (البداية والنهاية 13/81):
"وفي رجب منها أعاد المعظم ضمانالقيان والخمور والمغنيات، وغير ذلك من الفواحش والمنكرات، التي كان أبوه قدأبطلها، بحيث إنه لم يكن أحد يتجاسر أن ينقل ملء كف خمر إلى دمشق إلا بالحيلةالخفية، فجزى الله العادل خيرا، ولا جزى المعظم خيرا على ما فعل، واعتذر المعظم فيذلك بأنه إنما صنع هذا المنكر لقلة الأموال على الجند، واحتياجهم إلى النفقات فيقتال الفرنج، وهذا من جهله، وقلة دينه، وعدم معرفته بالأمور، فإن هذا الصنيع يديلعليهم الأعداء، وينصرهم عليهم، ويتمكن منهم الداء، ويثبط الجند عن القتال، فيولونبسببه الأدبار، وهذا مما يدمر، ويخرب الديار، ويديل الدول، كما في الأثر: (إذاعصاني من يعرفني، سلطت عليه من لا يعرفني)".

وقال كذلك: (البداية والنهاية 2/34): "وقال وهب بن منبه:
أوحى الله إلى نبي من أنبياء بني إسرائيل، يقال له أرميا، حينظهرت فيهم المعاصي:
أن قم بين ظهراني قومك، فأخبرهم: أن لهم قلوبا ولا يفقهون،وأعينا ولا يبصرون، وآذانا ولا يسمعون، وأني تذكرت صلاح آبائهم فعطفني ذلك علىأبنائهم، فسلهم:
كيف وجدوا غب طاعتي؟..
وهل سعد أحد ممن عصانيبمعصيتي؟..
وهل شقي أحد ممن أطاعني بطاعتي؟..
إن الدواب تذكر أوطانها فتنزعإليها، وان هؤلاء القوم تركوا الأمر الذي أكرمت عليه آباءهم والتمسوا الكرامة منغير وجهها:
أما أحبارهم فأنكروا حقي..
وأما قراؤهم فعبدوا غيري..
وأمانساكهم فلم ينتفعوا بما علموا..
وأما ولاتهم فكذبوا علي وعلى رسلي، خزنوا المكرفي قلوبهم، وعودوا الكذب ألسنتهم..
وإني أقسم بجلالي وعزتي لاهيجن عليهم جيولالا يفقهون ألسنتهم، ولا يعرفون وجوههم، ولا يرحمون بكاءهم، ولأبعثن فيهم ملكا جباراقاسيا، له عساكر كقطع السحاب، ومواكب كأمثال الفجاج، كأن خفقان راياته طيرانالنسور، وكأن حمل فرسانه كر العقبان، يعيدون العمران خرابا، ويتركون القرىوحشة..

فياويل أيلياوسكانها:
كيف أذللهم للقتل، وأسلط عليهمالسبا.. وأعيد بعد لجب الأعراس صراخا، وبعد صهيل الخيل عواء الذآب، وبعد شرافاتالقصور مساكن السباع، وبعد ضوء السرج وهج العجاج، وبالعز ذلا، وبالنعمة العبودية،وأبدلن نساءهم بعد الطيب التراب، وبالمشي على الزرابي الخبب، ولأجعلن أجسادهم زبلاللأرض، وعظامهن ضاحية للشمس، ولأدوسنهم بألوان العذاب..
ثم لآمرن السماء فتكونطبقا من حديد، والأرض سبيكة من نحاس، فإن أمطرت لم تنبت الأرض، وإن أنبتت شيئا فيخلال ذلك فبرحمتي للبهائم..
ثم أحبسه في زمان الزرع، وأرسله في زمان الحصاد، فإنزرعوا في خلال ذلك شيئا سلطت عليه الآفة، فإن خلص منه شيء نزعت منه البركة..
فإندعوني لم أجبهم، وإن سألوا لم أعطهم، وإن بكوا لم أرحمهم، وإن تضرعوا صرفت وجهيعنهم". رواه ابن عساكر بهذا اللفظ.
(إذا عصاني من يعرفني سلطت عليه من لايعرفني)









 


 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 04:51

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc