4 . فرض اختبارات, تقيس اللغة العربية الفصحى,
على موظفي الدولة, والمعلمين, وخريجي الجامعات, وكل من يدخل الدولة ...
وتصميم, وإجراء دورات تشمل مهارات اللغة,
وبمستويات متعددة, لمساعدة من لا يتجاوز الحد الأدنى من اللغة العربية الفصحى.
كما يفرض على معلمي اللغة العربية, والخطباء, ومدرسي القرآن مستوى أعلى فيها.
5 . إعداد برامج تلفزيونية خاصة بتنمية اللغة العربية الفصحى.
6 . منع تدريس, أو التدريس, بأية لغة أخرى غير العربية,
في كل التخصصات, وفي كل المدارس والجامعات.
ويستثنى من هذا التخصصات اللغوية, في التعليم العالي,
بقصد إيجاد العدد الكافي من متقني اللغات الأجنبية التي تحتاجها الدولة,
للترجمة مثلا, وحمل الدعوة.
7. تشجيع حركة الترجمة والتعريب,
من أجل أخذ العلوم, والاكتشافات, والاختراعات, من الأمم الأخرى,
بدل أن يدرسها المسلمون بلغات تلك الأمم, وكتابة كل العلوم باللغة العربية فقط.
8 . فتح المساجد للتعليم, وجعلها رائدة في حلقات العلم اللغوي الشرعي.
9 . وضع خطة شاملة لتحفيظ القرآن الكريم للمسلمين, وخصوصا الصغار,
حتى يشبوا في بيئة لغوية سليمة, تتكلم اللغة الفصيحة,
بشكل تلقائي (بالسليقة). إضافة إلى تحفيظ الأبناء ديوان العرب,
الذي هو الشعر, وخاصة الشعر الجاهلي, الذي يمثل مختلف الأنماط والأشكال اللغوية,
ليصبح, مع القرآن, مقياسا آليا وطبيعيا للناطق بالفصحى.
ورحم الله الفاروق حين أوصى:"عليكم بديوان العرب."
إن الأمة لم تفصل بين لغتها والإسلام, إلا بعد أن ضعفت فكريا,
وانهارت ككيان سياسي, وما أن تقوم دولة الخلافة,
حتى يعود مجد اللغة العربية الذي ساد. فالعلاقة بين الإسلام,
واللغة العربية, علاقة فريدة لا تشبهها أية علاقة بين المبادىء واللغات,
ذلك أن الإسلام لا يفهم, ولا يفقه إلا بها,
فالوحي نزل بها قرآنا عربيا
:{إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} يوسف2 ,
وهي لغة السنة, ولغة الاجتهاد, ولغة الدولة الإسلامية,
فهي إذن من متعلقات الهوية الإسلامية, التي لا يستغنى عنها.
ولذلك إذا لم تمزج الطاقة العربية بالطاقة الإسلامية,
فسيظل الانحطاط يهوي بالمسلمين. يقول ابن تيمية, رحمه الله,
موضحا الترابط بين الإسلام,
واللغة العربية:"فتعلم اللغة العربية من الدين, ومعرفتها فرض واجب,
فإن فهم الكتاب والسنة, فرض, ولا يفهمان إلا بفهم اللغة العربية,
وما لا يتم الواجب إلا به فهو واجب.
" ويقول الشافعي رحمه الله:"إن الله فرض على جميع الأمم تعلم اللسان العربي
بالتبع لمخاطبتهم بالقرآن, والتعبد به."
وعليه, فليعلم المسلمون اليوم أن لغتهم العربية,
المجني والمتآمر عليها, هي أشرف وأعظم لغات الأرض,
حين قدر الله أن تكون لغة القرآن.
ذكر أبو الحسين أحمد بن فارس في كتاب "الصاحبي في فقة اللغة"
(باب لغة العرب أفضل اللغات وأوسعها) مشيرا إلى قوله تعالى:
{لتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ }الشعراء195,
فقال:"فلما خص - جل ثناؤه - اللسان العربي بالبيان,
علم أن سائر اللغات قاصرة عنه, وواقعة دونه.
فإن قال قائل: فقد يقع البيان بغير اللسان العربي,
لأن كل من أفهم بكلامه على شرط لغته فقد بين.
قيل له: إن كنت تريد أن المتكلم بغير اللغة العربية قد يعرب عن نفسه,
حتى يفهم السامع مراده, فهذا أخس مراتب البيان,
لأن الأبكم قد يدل بإشارات وحركات له على أكثر مراده,
ثم لا يسمى متكلما, فضلا عن أن يسمى بينا, أو بليغا.
وإن أردت أن سائر اللغات تبين إبانة اللغة العربية فهذا غلط." وهذا الإتحاد العضوي
بين العربية والإسلام قدم خدمة جليلة في فهم الإسلام,
وأدائه, لما فيهما من القدرة على التأثير والتوسع والانتشار.
أما قدرة اللغة العربية على التأثير,
فذلك لسعة ما فيها من المفردات, التي تمكن من تصوير الواقع تصويرا دقيقا,
ففي اللغة العربية, على سبيل المثال, سبعون اسما للأسد ليست مترادفة.
وأما قدرة العربية على التوسع, فإن ما احتوته اللغة العربية من قواعد,
في النحت والاشتقاق والتعريب والتشبيه,
يجعلها تتسع لما يستجد من أشياء, ووقائع, وأحداث.
فعملية التعريب, وهي أخذ الأشياء المستجدة بأسمائها, التي سميت بها,
وإخضاعها فقط للميزان الصرفي,
لتصبح الكلمة عربية الوزن, أكثر من كافية.

وأما الانتشار, فإن اللغة العربية, لاقترانها بالإسلام,
وكونها لغة القرآن, ولا يقرأ إلا بها,
فمن البديهي أن تنتشر في كل قطر يصل إليه الإسلام.
يقول العقاد, رحمه الله:"ولقد قيل كثيرا: إن اللغة العربية بقيت لأنها لغة القرآن,