حرقة الموت

[كوثر تيارتية]

حرقة الموت

ها انا ارتجف خوفا من غدر الزمان
ها انا كلي دموعا من فراق الاحباب
ها انا اودعكم و قلبي تملأه الاهات
كيف لي ان افارقكم و انتم منتم لي احلى الاصحاب و الله لو ان الموت بيدي لمحيته من قاموس الحياة و لو كان الموت قراري لطلبت بعض الانتظار
لكن يا رفاقي هذه هي الحياة فيها الممات يا حبذا لو انكم تزوروني كل ساعات يا حبذا لو انكم تطمئنونني كل لحظات و تملؤن وقتي بالأفراح و تطردون كل آهات الالام
آه كم كنت اتهرب من هذا الفراق
يا ليتك يا امي لم تري هذا الوداع الذي تتركك فيه ابنتك قبل فوات الاوان اليوم الذي تري فيه روحك في آخر المطاف الذي تبكي فيه جراحك على رفيقتك
اليوم الذي ترثين انيستك في الهناء اليوم الذي تخاطبينها لكن بدون سماع الجواب اليوم الذي تتهرب منه كل الامهات اليوم الذي تحسين بخروج قلبك من جسمك
يا امي ها انا ذاهبة و كلي اشواق لحنان صدرك ها انا اغادرك الى مكان لا وجود للأحباب و لا لكي يا حب حياتي و نورها يا امي ياليتهم يمهلونني بعض الوقت لأعيد لك ذكرياتنا الجميلة لأمضي معك كل اللحظات المتبقية يا امي كم اشتقت لمرآك و تقبيل رأسك و ضمناك و اقول لك كم اهواك
ابي يا سندي في الحياة يا تاج راسي الذي اعتز به انا اعتذر لك من هذا الفراق لكنه فوق مجهود الحياة هل هذا هو ما اخبرتني به؟هل هذا هو الممات؟ هل هذا هو فراق الاهل و الخلان؟ابي كن امالا للحياة بعد مماتي كما علمتني ابي انا اركع عند قدميك و اشكرك على العلم النافع الذي زودتني به انا ارجوك ان تخبر من يحملني الى قبري ان يحملني على مهل و ان تكون انت ورائي لكي تحميني كما وعدتني في محياي قول لهم ان لا يسرعوا في دفني اخبرهم انني اريد وداع الجيران فانا راحلة الى مكان جديد الى عالم اخر الى اشخاص جدد
اخبر اهلي و امي و اخوتي انني جميلة بالثوب الابيض كان املي ان اخرج من بيتك بالثوب الابيض و احبابي يهللون و يرقصون و يفرحون لي لكن الايام غدرتنا و خرجت من بيتك بالثوب الابيض لكنه يدعى الكفن
ابي هذه ستكون خاتمة كلماتي احبك يا سندي في الحياة و يا نور ي في الممات