لا يخفى على كل متتبع للواقع التربوي في ولاية الجلفة - على غرار باقي ولايات الوطن - أنه عرف انتكاسات كبيرة ، مست العديد من النواحي ؛ التربوية منها والإدارية ، ويجمع بعض المهتمين على أن المشكلة أخلاقية بالدرجة الأولى ، تتمظهر في سلوكات مَرَضية ، وعلى سبيل المثال : تحور المبادئ والقيم ، خاصة عندما ، تقبل الامتحانات وأخص بالذكر المهنية منها ، فأنت ترى معلمين وأساتذة همهم الأول والأخير البحث عن المسوغات التي تمكنهم من الغش ، أو دفع الرشاوى ، ولقد صدمت عيناي يوما مشاهد في غرفة الامتحان يندى لها الجبين وترتعد لها الفرائص ، وتكاد العينان تذرفان الدموع لما وصلنا ليه من انحطاط وتدن ، ترى هؤلاء يلهثون وراء البحث عن الوسطاء والوجهاء من أجل إيداع أموالهم ( العشرين و الثلاثين أو الأربعين)حسب البضاعة المراد ابتياعها ، فالمنظرون الحداثيون للرشوة قد جعلوا لها أسعارا وأثمانا ، وهذا دليل على مابلغه هؤلاء من تنظيم وتقعيد ، وهم قد حازوا قصب السبق ، وصار لهم شأو كبيرا لدى العارفين بكنه السوق وخباياها ، أما عن أولئك الذين أصيبوا بأمراض نفسية ، يتدرج بهم الشيطان من أجل إيقاعهم في شرك الحرام ، فحدث ولا حرج ، منهم من يقول : أنا لم أدفع الرشوة ، بل عندي ( معرفة ) مكنتني من بلوغ مرادي ، ولا يدري كل هؤلاء القوم أنهم يسبحون في مستنقعات ، وهم بفعلهم هذا قد وقعوا في المحرمات ، حرموا أبناءهم لذة الحلال ، وباتوا يتألمون ، كلما تذكروا شناعة ما قاموا به ، تخطوا رقاب زملائهم ، ووقعوا في الرذيلة ، وهم متناسون أن هؤلاء لن يسمحوا في حقهم ، ومنهم من يرفع يديه لاجئا إلى العدالة الإلهية التي بيدها الخلاص في الدنيا والآخرة .
واسمحوا لي خوتي الكرام أن أتضرع لى الله داعيا بأن يعوض كل من حرم حقه في الدنيا والآخرة وأن يعاقب كل من افتك حقوق الآخرين ، ويجعلها عليه وبالا وعذابا . وإلى كل الشرفاء في التعليم أتوجه حاثا ومدعما إياهم بأن لا يتركوا الباب مفتوحا على مصراعيه لهؤلاء ، بدعوى غياب النزاهة ؛ شاركوا في المسابقات وقفوا حاجزا منيعا ضد فعلاتهم الخسيسة . وتأكدوا أن الله يوفق كل ذي نية حسنة ، وغاية نبيلة . فالله في عونكم ، وعليه قصد السبيل .