[size="5"]
الحمدُ لله وحده، والصلاةُ والسلام على من لا نبيَّ بعده وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:
هذا، والجدير بالملاحظة أنَّ عودة المغرضين إلى ما انقطعوا عنه برهةً من الزمن مِن توظيف أقلامهم ومنابرهم الإعلامية لإظهار المنهج السلفيِّ وعلمائه في صورة الخطر الأكبر على البلاد والعباد يدلُّ دلالةً واضحةً على أليمِ وقعِ آثار السلفية ونتاجها العلميِّ والدعويِّ عليهم وعلى أمثالهم من الحركيِّين
الذين رَضَعُوا لِبانَ الحزبية حتى نَشَزَت منها عظامُهم وفُتِقت منها أمعاؤهم،
فجاءت مؤلَّفاتُ المشايخ وكتبُهم الداعيةُ إلى الحقِّ وتصفية الدين مِن شوائب الخرافات وانزلاقات الحركات المنحرفة لتفطِم رضاعَهم وتُلقمهم ما به النَّشأةُ السليمة والتربيةُ الرشيدة،
ولكنَّهم لفظُوا الفطامَ ورفضُوا اللِّقاحَ وأبَوْا إلاَّ مقابلةَ الإكرام بالنكران والجميلِ بالإساءةِ والحقِّ والرحمة بالصراخ والعويل،
وكما قيل: «الصراخ على قدر الألم»، فاصرُخوا واصرُخوا فلن يزيدكم صراخُكم إلاَّ تعبًا وكللاً، ومآله بحَّةٌ في الصوتِ ووعكةٌ في الكلام وضيقٌ في الصدر حسدًا وكمدًا.
حَسَدُوا الفَتَى إِذْ لَمْ يَنَالُوا سَعْيَهُ فَالقَوْمُ أَعْدَاءٌ لَهُ وَخُصُومُ
كَضَرَائِرِ الحَسْنَاءِ قُلْنَ لِوَجْهِهَا حَسَدًا وَبُغْضًا إِنَّهُ لَدَمِيمُ
[/size]