لماذا يهمل الجزائريون الجانب الجمالي لمنازلهم ؟ - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتدى الأسرة و المجتمع > أرشيف منتديات الاسرة و المجتمع

أرشيف منتديات الاسرة و المجتمع هنا توضع المواضيع القديمة والمفيدة

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

لماذا يهمل الجزائريون الجانب الجمالي لمنازلهم ؟

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2014-02-09, 12:18   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
Virgile
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية Virgile
 

 

 
إحصائية العضو










Bounce لماذا يهمل الجزائريون الجانب الجمالي لمنازلهم ؟

تغيب لمسات الجمال عن شوارع وأحياء الجزائر خاصة في المناطق الشمالية للوطن،
فالكثيرُ من المنازل غير مكتملة البناء، وهي عبارة عن آجر أحمر مُنفر للنظر، إذ لا هَمّ
للجزائريين عند بناء سكناتهم إلا التباهي بعدد الطوابق، ففي كل سنة يضيفون طابقا،
مع أن الطوابق السابقة غير مهيأة، فيتركونها دون طلاء، وفي أقصى الحالات
"يرمون" عليها بعض الجير الأبيض، فتجد فيلا بأربعة طوابق مطلية بالجير.


تنتشر هذه الظاهرة بكثرة في الأحياء التي تشهد حركية تجارية، على غرار حي الحميز
والسمار بجسر قسنطينة، فالتجار هناك يركزون على تحسين طوابقهم السفلية التي بها
محلات تجارية، مهملين الطوابق العلوية.
ونادرا ما يستعين الجزائريون بخبراء ديكور، فشكل سكناتهم متشابه من الداخل والخارج
وهي خالية من الإبداع، فخارجاً شكلها مربع، بطابق سفلي به أكثر من محل تجاري،
وسلالم تبنى خارج المسكن، إلى درجة أن أصحاب المنزل يتبللون شتاءً عند صعودهم
الدرج، أما داخلا فالغرف متقابلة يفصل بينها رواقٌ طويل، ينتهي بمرحاض وحمام مع
شرفات بسيطة تغطيها أواني زهور غريبة، فتجد أواني عبارة عن دلاء زيت فارغة أو
علب طماطم أو عصير.
أما طريقة تغطية الشرفات فهي الكارثة، فترى فيلا بطوابق عديدة، لكن شرفتها مغطاة
بـ"الباش" وأخرى بها إزار ممزق، اسْوَدّ لونه جراء الحر والمطر، والغالبية عبارة عن
"باروداج" وإسمنت مسلح أو مَعْرض للملابس المغسولة.


والغريب في بعض الأحياء أنك ترى فيلات فخمة متجاورة وبها محلات تجارية تُدرّ
الملايين على أصحابها، لكن الطرقات المقابلة لها مهترئة و"محفّرة"، فلو تضامن السكان
وساهم كل واحد بمبلغ بسيط من المال لأصلحوا أحوال حيهم. لكنهم ينتظرون مصالح
البلدية لتصلح طرقهم ولو بعد سنوات، بمبرر أنهم "ما يصرفوش على الدولة".
كما يغيب تنسيق الألوان؛ ففي شارع واحد تجد عشرات المنازل المتجاورة، كل واحد
مطلي بطلاء مختلف، فهذا منزلٌ أزرق والذي أمامه مطلي أبيض والثالث بني، حتى
العمارات في حي واحد مختلفة الألوان. والغريب أن بعض الشقق في العمارات أصبحت
تغيِّر لون طلائها الخارجي فتبدو مثل "خانة" في عمارة. أما الحدائق فمن آخر اهتمامات
الجزائريين، حيث يفضلون بناء محل على إنشاء حديقة.
والسؤال المطروح لِمَ لا تفرض السلطات على المواطنين استعمال لون مُوحَّد عند طلاء
منازلهم، حتى يظهر التناسق والجمال في شكل الأحياء، ولِمَ لمْ يطبق إلى حدّ الساعة
قانون إلزام المواطنين بإكمال بناءاتهم المتواجدة على حواف الشوارع الرئيسية؟

وفي الجزائر غالبية السكنات الجميلة والمقرات الفخمة والشوارع العريضة موروثة عن
العهد الاستعماري. ولمن يريد رؤية الفن في البناء والتنسيق في الألوان، ما عليه إلا
التجول في شوارع تونس خاصة السياحية، فجميع منازل التونسيين البسيطة والفخمة
مَطلية بلون أبيض، بينما طُليت أبواب محلاتهم بالأزرق الفاتح، في منظر يريح العين
ويسرّ القلب، ويبنون مداخل منازلهم على شكل أقواس، وشرفات تحملها أعمدة إسمنتية
جميلة، ويستعملون حتى البلاط المزخرف على جدران المنزل الخارجية، ولا يستغني
التونسيون أبدا عن الحدائق الصغيرة والمشاتل أمام المنازل، وفي كثير من مناطق تونس
لا تجد منزلا يتعدى الطابقين إلا نادرا، حيث تُفرض عليهم السلطات البناءات الأرضية.


وللتذكير، كان رئيس الفيدرالية الوطنية لحماية المستهلك، زكي أحريز وفي تصريحات
سابقة لـ"الشروق"، دعا إلى ضرورة فرض شروط من طرف الدولة على التجار
وأصحاب الفنادق والمطاعم وحتى المواطنين، لفرض لمسة الطابع العمراني الإسلامي والمغربي
في البناءات، قصد إرساء ثقافة عصرية دون مسح حضارتنا الممتدة عبر
العصور.
وتأسف المتحدث لغياب ثقافة الديكور لدى الجزائريين، ما جعل الشباب يعزف عن
دراسة فن الديكور، مُطالبا ببرمجة لقاءات ودورات لإخراج مهنة مهندس الديكور إلى
النور، وتطوير العمران.
وتحدث أحريز عن إهمال كثير من المؤسسات الجزائرية، لديكور قاعات العمل
والاستقبال، ما يؤثر سلبا في نشاط ومردودية الموظفين. لأن غياب اللمسات الفنية عن
المؤسسات والمنازل يشعر الفرد بالدونية والاكتئاب. كما أن تناسق الألوان له تأثير هائل
في حياة الشخص حسب دراسات علماء النفس، فهي تؤثر في الحالة النفسية للشخص
سلبا وإيجابا ما ينعكس على أسلوبه وتعاملاته في الحياة، وتؤثر في سلوك الطفل.

جريدة الشروق









 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
لماذا, لمنازلهم, الدلالي, الخاوة, الجزائريون, يهمل


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 19:06

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc