الكذب في ديننا الحنيف ذميم وبغيض ويزري بصاحبه إذ الكذاب بلا كرامة في الدنيا والآخرة، ويكفي أن الكذب قرين النفاق العملي أما في الفكر الغربي الحديث الذي انبهر به عميان البصيرة، فإن الكذب حرية شخصية وسلوك فردي وهو مقبول إذا تماشى مع المصلحة وإلا فهو مستهجن ومرفوض إذا أضر بالمصلحة، وهو في السياسة ركن جوهري فالمهم المنفعة وكما يقال الغاية تبرر الوسائل ولعل النكتة المنسوبة إلى رئيس الوزراء البريطاني الشهير ونستون تشرشل توجز الحقيقة وتؤكد تغلغل الكذب في السياسة الغربية.حيث يروى أن تشرشل مر بقبر فوجد عليه شاهدة تقول: هنا يرقد السياسي البارع والرجل الصادق فلان... فقال تشرشل: هذه أول مرة أرى فيها شخصين مدفونين في قبر واحد!!! أي أن التقاء الصدق بالسياسة مستحيل لدى القوم لكن التغريبيين لدينا تفوقوا على سادتهم وتجاوزوا قبحهم، عندما نقلوا الكذب الوضيع من الممارسة السياسية إلى الحقل الثقافي، بل إنهم جعلوا الكذب ذاته ثقافة يتبنونها ويروجون لها ولا يجد أحدهم أدنى غضاضة إذا واجهه الناس بأنهم كشفوا أكاذيبه،..فهو ينطبق عليهم القول إذا لم تستحي فاصنع ما شئت