أحلام السكن

[عمارفون1]

أحلام السكن
حملت قادوما حادة لتقطيع الخشب و أخفيتها داخل قشابيتي البالية و توجهت صوبا إليه في مكان عمله فهو مسؤول مرموق خسيس دنيء .. توجهت إليه مغلية مراجلي يشحن حقدي عليه مواعيده الكاذبة طيلة ثمان سنوات و كيف كان يبتزني و أنا كالأحمق أصدقه و أبذل له ما حصلته من كد يدي ؛ قلت يعطيني سكنا لائقا .. و في كل توزيع للسكنات لا يطلع اسمي .. أشكو إليه فيعدني بالتوزيع القادم إنشاء الله : لا تيأس يا رجل خلّي إيمانك بالله قوي ؛ إن نقاطك مرتفعة و أنت مؤهل للاستفادة فلك خمس أولاد و عاطل عن العمل و ليس لك مداخيل ؛ صدقني ستخرج في القائمة القادمة رسمي ...و أنا بنفسي أسعى لك فيها (هات هات قيمة باكي دخان) و انزع من رأسك هذه الأفكار السوداوية ... آه ثم آه كيف كان يخدرني بحديثه لولا ذاك الموظف الجديد في الدائرة فقد أعلمني أن ملفي لا يوجد أصلا ضمن ملفات طالبي السكن – كان هذا الخبر بمثابة قنبلة فجرت ما تبقى من جسدي - ... سأقتله ... سأشرب من دمه ... سأمزقه شر ممزق ...
لم ينكرني حارس البوابة فأنا معروف لديه من كثرة مجيئي .. بل لم ينكر حتى اشتمالي بطريقة مريبة و كذلك العمال داخل المصلحة و حتى السكرتيرة الجميلة لم تشك بي بل أومأت لي بالدخول فهو في انتظاري كالعادة ... و ما إن وضعت يدي على باص الباب حتى ارتعشت ، قلت اثبتي فالرب واحد و الموت واحد و لن أرجع حتى أشفي غليل ...فتحت الباب رآني و هو على الهاتف يغازل إحداهن فأشار بالدخول فتوجهت إليه صوبا خلف مكتبه فدار و استغرب لكن عاجلته بإخراج القادوم ... رآه ... صاح : ماذا تفعل يا مجنون ... أفعل ما يجب أن يفعل منذ زمن طويل ...خذ ..خذ..خذ .. تلقاني بكفه فقطعتها فانقذفت منها الدماء مسكها بيده الأخرى و مال لكن عاجلته بالضرب على رأسه في وجهه في عنقه تلطخ المكتب وقع من على الكرسي و أنا أنهال عليه ضربا ... ضربا ... خذ أيها المجرم خذ صاحت بي زوجتي قدور قدور اصح اصح ماذا دهاك ... قمت من نومي و أنا أحك يدي على بعضهما محملقا عيني و ألحس الدم : قتلتو يا ام الخير قتلتو و اشربت من دمو . أنظري رأت كفي تملؤهما الدماء و وجهي و قميصي و حتى فراشي و أنا في هول من أمري ... فزعت صاحت بأعلى صوتها صيحة مزعجة قوية روعتني ففطنت على وقع ضجة عند جيراني سببها سيارة الإطفاء جاءت من أجل أخذ جاري حمد التعيس فدائما يأخذونه بسبب ارتفاع الضغط ..
عمار بوزيدي
19/12/2013