الاعتدال صفة حميدة هو التوسط في الأمور كلها؛ سواء كان الأمر دينيا أو دنيويا، فالعبادات مثلا يجب أن تخلو من الغلو والتنطع أو الإهمال والتفريط، لا إفراط في ذلك ولا تفريط، والاعتدال في النفقات يجب أن يكون بين السيئتين الإسراف والتقتير، يجب أن يكون القوام بين ذلك لا إسراف ولا تقتير(1)، الإنفاق فوق الحاجة مذموم والتقتير غير محمود، وخير الأمور أوسطها، والاعتدال مطلوب في الأكل والشرب والنوم والعمل والراحة وما إلى ذلك.
الاعتدال فضيلة مستحبة في الأمور كلها، وخلق ينبغي أن يتحلى به المسلم في كل مجالات حياته، يتحلى به في عبادته وفي أمور دنياه، ولا يكلف نفسه ما لا طاقة لها به، قد يؤدي عدم الاعتدال إلى التشدد والتعنت والعناد والمشاحنة وبالتالي إلى الفوضى وعدم التحكم في الأمور فينتج عن ذلك ما لا تحمد عقباه بحيث يدفع الثمن المتسبب فيها وغير المتسبب، اللهم لا تجعلنا فتنة للذين آمنوا واجعلنا من الذين يحسنون الصنع ولا تجعلنا من الذين يحبون التنطع.