تجربة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لم تكن رحلتي الي جزر الهاواي
و لا على شؤاطيء نهر الراين
بل قضيتها في بيتي المتواضع و لكنها كانت اجمل رحلة في حياتي
كانت بدايتي للحياة و لست أبالغ لو قلت ذلك لكنها الحقيقة
في غرفتي المتواضعة و أمام حاسوبي الصغير
كنت اقبع يوميا و ارتحل بعيني يمينا و شمالا و أغوص في المواقع و كم قضيت لساعات فقط أدردش مع هذا و ذاك دون هدف محدد دقائق ,بل ساعات ضاعت دون حساب لها حتى جاء اليوم الذي كنت أتصفح فيه إيميلي و إذا برسالة من أخت تخبرني عن وجود دورة لحفظ القرآن في 30 يوما و فعلا دخلت الموقع لتبدأ أول خطوات طريق النجاح و تبدأ رحلتي لحفظ كتاب الله
نعم كان أسم الدورة ملفت و مفاجيء في نفس الوقت " دورة تغيير العقل حفظ القران في 30 يوميا " نعم جذبني العنوان و تمنيت من أعماق قلبي أن أخوض التجربة بقوة.
و كانت الامور سبحان الله مسهلة في بداية الامر سجلت في الدورة تم قبولي و بدأت تدريبات المبديئة للقبول بشكل نهائي في الدورة و كل الامور كانت ميسرة بحمد الله ,
و بدأت الدورة لكن سبحان الله بدأ كل شيء يحاربني . العائلة , العمل .
كنت شبه متفرغة عن العمل قبل موعد الدورة , وفي نفس أسبوع الدورة جاءتني وظيفة جديدة رغم أني كنت انتظر القبول في الوظيفة على أحر من جمر , لكن تمنيت لو تتأجل حتى أكمل الحفظ و بداية العمل يعني تقلص ساعات حفظي وأصبح الوقت ضيقا و لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل حاربني حتى جسدي و كان أكبر أعدائي لم يرحمني عاندني و ارتميت طريحة الفراش أصارع المرض لأيام و الدموع ملئت وسادتي اختلطت دموعي بين دموع ألم المرض و دموع ابتعادي عن الدورة و حفظ القران
لكن من تمسك بحبل الله لا يضيع و الحمد لله سرعان ما قاومت المرض و انتصرت عليه بل و كنت أحفظ و الألم تنهك جسدي لكن لم أبالي لان لذة الحفظ أعظم و أجمل و لأن الهدف أسمى
و بحمد لله استطعت حفظ كتاب الله
و الشكر و الحمد و الثناء لله رب العزة الذي أمدني بالعون لإكمال الحفظ رغم بعض الظروف التي خيمت و شوشت علي , الذي حماني و حرسني طيلة فترة الحفظ .
و الشكر الجزيل الموصل بالامتنان لربان السفينة و قائد المعركة , نعم قائد المعركة لأننا كننا نصارع بين حفظ كتاب الله و بين كل منغصات الحياة و مشاكله و المنتصر من يظفر بحفظ كتاب الله و انتصرنا بعون الله
نعم الشكر الكبير لأستاذنا الفاضل أبو زياد الذي منحنا أجمل الفرص و أروعها على الإطلاق
و دعواتنا له بالتوفيق و أن ينير الله كل دروبه كما أنار دروبنا و زاده الله الرفعة و العلو في الدنيا و الآخرة
و أشكر الأخوات الحبيبات بيان و أفق و فتح الله عليكم الخير و البركات و كانت للمساتكن أثر كبير علينا ,
و اشكر كل الإخوة و الأخوات المشاركين معي في الدورة و أخص الأخت أم أحمد لأن لكلمتها صدى على نفسي .
و كل من كان لها فضل علىَّ و لو بكلمة صغيرة
ها هي تجربتي وضعتها أمامكم علها تكون دافعا لكم و تكون بداية لأحدكم ليحقق هدف كان لا يقدر على تحقيقيه
أختكم في الله
القدس