![]() |
|
منتدى اللّغة العربيّة يتناول النّقاش في قضايا اللّغة العربيّة وعلومها؛ من نحو وصرف وبلاغة، للنُّهوضِ بمكانتها، وتطوير مهارات تعلّمها وتصحيح الأخطاء الشائعة. |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
دراسات وبحوث لغوية / النحو القرآني في ضوء نظرية المنهج اللفظي
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() النحو القرآني في ضوء نظرية المنهج اللفظي ج1 ينطلق هذا الموجز من مقاربة لغوية تقوم على أساس تنظيري يفترض ( أن للقرآن نحوا خاصا به ) يغاير ما ذكره النحاة الأوائل ، لأنهم جانبوا الصواب من حيث أنهم كانوا يظنون أنهم قريبون منه اذ اخضعوا القرآن لقواعدهم المتناقضة وكان ينبغي أن يحصل العكس أي تخضع القواعد للقرآن . أقول : قد لا يجد هذا القول قبولا لدى الدارسين لأنه يخالف ما اشتهر أو أنهم سيرمون هذه السطور بالابتعاد عن الصواب ، والانحراف عن ( منهج ) النحاة القويم الذي صار يقدس الى حد ما على الرغم من أنه يبزغ تارة ، وتارة يأفل ، أقول : هذا الكلام بناء على ما لمسته في سذاجة أذهان النحاة الذين لم يكونوا يريدون إلا إثبات قاعدتهم حتى ولو وقع التناقض في تلك القاعدة من حيث لا يشعرون ، لذلك ارتكبوا أفدح خطأ تاريخي حينما جعلوا آيات القرآن بشكل خاص واللغة بشكل عام تخضع لقواعدهم ، وكان يفترض أن تخضع القواعد لتلك الآيات وذلك الكلام . وهنا يحاول هذا الموجز تسليط الضوء على أحد المناهج اللغوية الحديثة التي تمكنت من رفض الكثير من التمحلات النحوية التي ابتدعها النحاة ظانين خيرا بها ، ذلك هو المنهج اللفظي الذي ابتكره ونظر له ووضع أسسه بالاعتماد على قراءات تراثية وحداثوية رجل يدعى ( عالم سبيط النيلي ) إذ حل به عبر سلسلة من المؤلفات في هذا الميدان الإشكالات اللغوية التي نتجت عنها الكثير من الإشكالات الاعتقادية التي شقت عصا المسلمين قديما وحديثا وأبعدتهم عن الصواب الذي دعاهم القرآن الى توخيه من خلال معطيات كثيرة لعل أهمها الإرث اللغوي الضخم الذي تركه النحاة العرب . أقول : ولعل ما جاء به هذا العالم الشاب فيه الكثير من التجديد الذي قد يعترض عليه الدارسون بشكل واسع إلا أن اللذة تكمن في كونه ولج الباب الذي كان علماء النحو الأوائل يحيطونه بشيء من التقديس والتعظيم حتى يكون سببا للإقبال على بضاعتهم التي صنعوها بالاعتماد على كلام جل قائليه استبعدوا الحديث النبوي الشريف وقالوا إن ألفاظه فيها اضطراب واختلال ، وكأنهم لا يفقهون قول الرسول الأعظم ( ) (( اؤتيت جوامع الكلم )) أي كل ما يمكن التحدث به من الألفاظ والمعاني ، فظنوا أن بعض الألفاظ هي من تدليس المدلسين الذين اشتهروا بهذه الصفة وتناقلت أخبارهم كتب الجرح والتعليل ، ولكن الأمر غير ذلك فألفاظ الحديث النبوي الشريف ومعانيه كلها صحيحة فصيحة ، ولكن ما ورد في النهي عن تدوين الحديث ، واعتبار ذلك النهي سنة هو الذي أوقع هذا المشكل الذي لم يحل الا عند علماء القرن السابع والثامن الهجريين كابن مالك . وهنا تدعونا الحاجة الى أن نعرض لأسس ذلك المنهج ومحدداته ومبادئه ـ كما أقرها صاحبه ـ ومن ثم نعرض لبعض التطبيقات النحوية التي يظهر المنهج اللفظي تناقضها وجورها الكبير على لغة التنزيل . أقول : لقد أقر المنهج اللفظي جملة من المبادىء التي تبناها وجعلها من مقدماته وهي: 1. مبدأ عدم الاختلاف في القرآن ، إذ ( يؤمن المنهج أن القرآن يخلو من أي اختلاف بصفة مطلقة )(1) . 2. مبدأ قصور المتلقي ، إذ ( يؤمن النهج أن المخلوق قاصر عن الإحاطة بكلام الخالق )(2) 3. مبدأ التغاير عن كلام المخلوقين ، إذ ( يؤمن المنهج بأن كلام الخالق مغاير لكلام المخلوقين ، وإن تشابهت بعض الألفاظ اتفاقا ) (3) ، ويستند هذا المبدأ على ثلاثة أسس هي : أ . أن اللفظ عند المخلوق له معنى اتفاقي ( اصطلاحي ) جرى عليه العرف ، أما في كلام الخالق فله معنى أصلي يسميه المنهج بـ( المعنى الحركي ) وهو أصل جميع المعاني وهذا جانب يتعلق بما يسمى بـ ( الدلالة القرآنية ) ، ويلغي الكثير من الآراء التي تعد حتى يومنا هذا من المسلمات في عد ألفاظ القرآن ألفاظا اصطلاحية . ب. أن العبارة القرآنية جزء من النظام القرآني كله ، بينما تكون العبارة التي يقولها المخلوق منتظمة ضمن أقواله ظاهريا وحسب ، مناقضة أحيانا لعباراته الأخرى (4) . ت . أن المعنى الاصطلاحي معنى وصفي لظاهر الشيء ، أما المعنى الحركي ، أي : القرآني فهو حقيقة الشيء أي : كنهه حينما كان موجودا بالقوة قبل أن يوجد بالفعل . 4. مبدأ خضوع المتلقي لنظام القرآني ، إذ يجب أن يخضع المتلقي لذلك النظام حتى يستطيع إدراك معارف القرآن (5) ، إذ يرى المنهج اللفظي أن ( اللفظ ـ مفرد كان أم حرفا ـ والترتيب أو التسلسل المعين للألفاظ في كل ترتيب هو جزء من هذا النظام ، والخطأ في تصور شيء منه في أي موقع يؤدي الى الخطأ في تصور فروع كثيرة ) (6) . 5. مبدأ التبيين الذاتي ، أي : يكون القرآن كاشفا عن أسراره بنفسه وليس بواسطة شيء آخر ، ومصداق ذلك ما يخبرنا به القرآن نفسه إذ يقول وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِين (7) (8) ، وفي هذا إثبات أن ( كل شـيء ) هو ( كل شيء ) وليس كما ذهب المفسرون الى أنه المشكل من أمور الدين فقط. 6. مبدأ الامتناع ، أي أن القرآن ممتنع عن قبول أي علم أو معرفة أخرى غير علمه ، ولهذا المبدأ فروع كما رآها صاحب المنهج هي : أ . حكمه على اللغة ، إذ ( القرآن يفسر كل لسان ، ولا يفسره لسان ) . ب . حكمه على العقائد . ت . حكمه على العلم ، إذ القرآن حاكم على العلوم غير محكوم بها . ث . حكمه على السنة النبوية الشريفة . وهذه هي أهم مبادىء المنهج اللفظي الذي هو ( منهج تحليلي لآيات القرآن الكريم يعتمد على قواعد معينة تخصه ، ويعمل بطريقة اعتمدها القرآن نفسه ، وله أسس وغايات ، ومبادىء وطرائق مختلفة عن مناهج التفسير ) (9) . ويأتي هذا الموجز على إظهار تصور المنهج اللفظي لقواعد النحو بشكل عام ، وقواعد النحو القرآني بشكل خاص ، فيرى صاحب المنهج أن العلم الذي يفتقر الى قواعد العلم وأصوله هو علم النحو (10) ولنا أن نعلق على هذا فنقول : ما قول المنهج في عشرا المؤلفات التي وسمت بـ( علم أصول النحو ) كالأصول لابن السراج ، والاقتراح فيعلم أصول النحو للسيوطي ؟ وهل هذا المنهج تصور الأصول على غير ما تصورها النحاة ، ثم يرى المنهج أن النحاة خالفوا فكرة الوضع إذ جاؤوا بالتراكيب اللغوية كشواهد على القاعدة ، إذ يتساءل المنهج عما إذا كانت تلك الشواهد مطابقة لما أراد الواضع أم لا؟ ثم يشير المنهج إلى أن الطريقة التي يفهم بها النحوي معنى التركيب هي التي تضع له قاعدة يدافع عنها (11)ووضع القاعدة على هذا النحو كما يرى المنهج يحمل خطورة جسيمة على اللغة عامة ،والقرآن خاصة ، إذ ما يثبته القرآن ينقضه الشعر ، وما يثبته بيت شعري ينقضه آخر ، بل ربما رواية أخرى ، وهكذا دواليك . ويرى المنهج في النحو العربي الذي طبقه النحاة على القرآن أنه كان مبنيا على أساس الشواهد العامة ، ثم طبقت على القرآن ( بالقوة القاهرة ) تقديرا ، وحذفا ، ونقلا لجمله الكاملة ، وبتقديم وتأخير لألفاظه ، وإزالة ألفاظ ، ووضع أخرى مكانها لأجل أن تطابق العبارة المقدرة للقواعد الموضوعة (12) . ويطرح المنهج سؤالا هو : كيف إذن نضع القواعد ؟ ثم يجيب عنه بالقول : إننا إذا وضعنا القواعد على أساس الشواهد فكأننا لم نفعل شيئا ، إذ هل تضبط القواعد على أساس الكلام ، أم يضبط الكلام على أساس القواعد ؟ يجيب المنهج أن النحوي يضبط ==== يتبع
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]() بوركت على الطرح المميز
|
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
أغنية, اللفظي, المنهج, النحو, القرآني, دراسات, وبحوث |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc