قَبل أن أتوغَل فِي موضوعِي الذي أريدُ طَرحهُ
سَأشرحُ المثَاليةَ كمَا تترسخُ فِي ذهنِي
المثَالية مَرادفٌ آخَر للكمَال ، فَأن يكونَ
الشيءُ كَامِلاً ، أي مثَالياً فِي جمِيعِ صفاتهِ
وَ أنَا أعلمُ جيَّدَاً أنَّ الكمَال للهِ وَحدهُ .
لكن ، فُوجئتُ عَندَ دخُولِي العالَم الإفتراضِي
بِأناسٍ مثاليُّون ، لَم يقُولوا ذَلك أو أعلنُّوه
لكنني قَرأتهُ بينَ نصُوصهَم .
مثَلاً شخصٌ يُحب ، ويكتبُ عَن هذا الحُب
إن سَألهُ أحدٌ يردُ عَليهِ بَأنَّهُ يتدخلُ فِي شؤون الغَير
وَ كأنَّ الذي كتبَ معصُومٌ مِن الخطأ وَ مثَالي
هُو الذي أقحمَ الغيَرَ فِي شُؤونِهِ ، وَ تدّخل غَيركَ
لا يعنُي أنَّهُ أقل مِنكَ مقَاماً .
مِثَالٌ آخَر شخصٌ يكتبُ عَن نفسِه كأنَّهُ نَبِي أو
رَسُول ، لا يرتكبُ المعاصِي أبداً ، كأنَّهُ يخاطبُ
صِغَار عقَول لا يستطيعُون التمييز ، عفَواً
هِذهِ مثَاليةٌ مصطنعةٌ ظَاهِرة !!
لَا أقصدُ مِن كلامِي أن يخبرنَا أحدهم
فِي مَاذا يخطِئ ، أو أن يجاهِر بالمعصِية
أقصدُ أن نكفَ عَن وصفِ أنفسَنا بجميلِ الكلام
الذِي يجعلنَا مثاليين ، وَ نكتفِي بَأن نصمتَ
عَن وصفِ أنفسَنا .
أيضَاً فِي النقَاشَات ، تكثُر المثَاليةُ هنَا
أن نجاوبَ بالحلِّ المثَالِي ، الذي يعتقدُ الكلُّ
أننا سنطبقُه وَ نسِير عَليهِ ، رغَم أننا نطبقُ
شيئاً مِن بعدٍ آخَر ، رُغَم أننا نتناقشُ فِي
عَالمٍ إفتِراضِي نَادِراً ما يعرفُ أحدَنا الآخَر
لَذا فالتحررُ مِن المثَالية الزَائفة لن يكونَ صعباً
لسنا مثَاليين كمَا نظَن ، قَد نفكرُ بِحلُولٍ
مثَالية ، وَ لكن التطبيق يبقى هُو الملمُوس
وَ المحسُوس وَ الذِي يخبرُنَا أنَّ المثَالية غَير
موجودةٌ أصَلاً .
أنتظرُ آرائكم