دواء القلوب القاسيـــــــــــــتة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

دواء القلوب القاسيـــــــــــــتة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2009-07-07, 09:19   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
alkannass
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية alkannass
 

 

 
إحصائية العضو










B11 دواء القلوب القاسيـــــــــــــتة

دواء القلوب القاسية
دورس التخيل
أخي هل تشتكى من قسوة قلبك هل قلبك لا يخشع عند قراءة القرءان ولا فى الصلاة ولاعند ذكر الله هل عيناك لا تدمع من خشية الله هل تحب الدنيا وتكره ذكر الموت ؟
هيا بنا نعرف ماذا فعل السلف الصالح لعلاج هذه الأمراض ونأخذ العلاج الذي أخذه السلف الصالح هل اشتقت لمعرفة العلاج ؟
فى القرن الثالث الهجري شعر الناس بقسوة القلب مع الفارق بين حالهم وحالنا الآن ففكر الإمام الحارث بن الأسد المحاسبي فى العلاج ووصل إليه وهو

قام بعمل سلسلة من الدروس أسماها دروس (التوهم ) التخيل كان يجلس الناس في صمت وكل واحد يتخيل أن ما يقوله الإمام يقع عليه ويقوم الإمام بشرح حال البشر عند الممات ويوم القيامة وأهوالها ودخول النار ونعيم الجنة فرقت القلوب وخشعت للرحمن واشتاقت وعملت للجنة هيا بنا نبدأ سوياً سلسلة دروس التخيل

الدرس الأول الدرس االسادس
الدرس الثانى الدرس السابع
الدرس الثالث الدرس الثامن
الدرس الرابع الدرس التاسع
الدرس الخامس الدرس العاشر
الدرس الأخير









 


آخر تعديل alkannass 2009-07-07 في 09:34.
قديم 2009-07-07, 09:21   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
alkannass
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية alkannass
 

 

 
إحصائية العضو










B11

الدرس الأول
قدوم ملك الموت ليقبض روحك

عليك الآن أن تضع نفسك في كل ما تسمع وتخيل انه يحدث لك أنت جالس بين أولادك او مع أصحابك تلهو * تلعب * تخالط المحرمات * أو في المسجد او في البيت تصلى * تقرأ القرءان او فى العمل* وفجأة ظهرت لك ملائكة الموت فإن كنت من العصا ه أتت لك ملائكة سود الوجوه معهم كفن من نار وينزعون روحك من جسدك فتتقطع معها العروق وأنت لا حول لك ولا قوة تريد التوبة تريد أن تصلى كلا كلا فأنت وقت ذاك لا تملك من أمرك شيء
تخيل نفسك ، وقد صرعت للموت صرعة ، لا تقوم منها إلا إلى الحشر إلى ربك ؛ فتوهم نفسك في نزع الموت ، وكربه ، وغصصه ،وسكراته ، وغمه وقلقه ؛ وقد بدأ الملك يجذب روحك من قدمك ؛ فوجدت ألم جذبه من أسفل قدميك ، ثم تدارك الجذب ، واستحث النزع ، وجذبت الروح من جميع بدنك ؛ فنشطت من أسفلك متصاعدة إلى أعلاك حتى إذا بلغ منك الكرب منتهاه ، وعمت آلام الموت جميع جسمك ، وقلبك وجل ، محزون مرتقب ، منتظر للبشرى من الله عز وجل بالغضب أو الرضا ، وقد علمت أنه لامحيص لك دون أن تسمع إحدى البشريين من الملك الموكل بقبض روحك.

فبينا أنت في كربك ، وغمومك ، وألم الموت بسكراته ،وشدة حزنك ، لارتقابك إحدى البشريين من ربك ، إذ نظرت إلى صفحة وجه ملك الموت بأحسن الصورة أو بأقبحها ، ونظرت إليه ماداً يده إلى قلبك ، ليخرج روحك من بدنك ؛ فذلت نفسك ؛ لما عاينت ذلك ، وعاينت وجه ملك الموت ، وتعلق قلبك بماذا يفجؤك من البشرى منه

إذا سمعت صوته بنغمته ، أبشر يا ولي الله برضا الله وثوابه ، أو أبشر يا عدو الله بغضبه وعقابه ، فتستقين حينئذ بنجاحك وفوزك ،ويستقر الأمر في قلبك ، فتطمئن إلى الله نفسك ، أو تستقين بعطبك وهلاكك ، ويحل الإياس قلبك، وينقطع من الله عز وجل رجاؤك وأملك ؛ فيلزم حينئذ غاية الهم والحزن أو الفرح والسرور قلبك ، حين انقضت من الدنيا مدتك ، وانقطع منها أثرك ، وحملت إلى دار من سلف من الأمم قبلك .










آخر تعديل alkannass 2009-07-07 في 09:38.
قديم 2009-07-07, 09:23   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
alkannass
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية alkannass
 

 

 
إحصائية العضو










B11

الدرس الثانى

كيف حالك ياأخى بعد الدرس الأول ! المهم أتدرى أين أنت الآن أنت محمول على أربع أين يذهبون بك إلى قبرك إلى بيت الدود إلى بيت الوحشة إلى بيت الظلمة إلى حفرة من النار أو روضة من الجنة لقد سيق بك إلى القبر وأغلق عليك وعادت لك الروح وجاءك ملكي الحساب وسألاك عن الله وعن دينك وعن الرسول فبما ذا تجيب إسمع جواب العصاه الغافلين عن ذكر الله يقولون ( ها ها لا أدرى )
تخيل نفسك حين استطار قلبك فرحاً وسروراً ، أو ملئ حزنا وعبرة وبفترة القبر ، وهول مطلعه ، وروعة الملكين وسؤالهما فيه عن إيمانك بربك ؛ فمثبت من الله جل ثناؤه بالقول الثابت ، أو متحير شاك مخذول .

تخيل أصواتهما حين يناديانك لتجلس لسؤلهما إياك ليوقفاك على مساءلتهما ، فتوهم جلستك في ضيق لحدك ، وقد سقطت أكفانك على حقويك ، والقطنة من عينيك عند قدميك.

فتوهم ذلك ، ثم شخوصك ببصرك إلى صورتهما وعظم أجسامها ، فإن رأيتهما بحسن الصورة ، أيقن قلبك بالفوز والنجاة ، وإن رأيتهما بقبح الصورة ، أيقن قلبك بالهلاك والعطب .

فتوهم أصواتهما وكلامهما بنغماتهما وسؤالهما ، ثم هو تثبيت الله إياك إن ثبتك ، أو تحييره إن خذلك .

تخيل جوابك باليقين أو بالتحير أو بالتلديد والشك .

فتوهم إقبالهما عليك إن ثبتك الله عز وجل بالسرور وضربهما بأرجلهما جوانب قبرك بانفراج القبر عن النار بضعفك .

ثم توهم وهي تتأجج بحريقها ، وإقبالهما عليك بالقول ، وأنت تنظر إلى ما صرف الله عنك ؛ فيزداد لذلك قلبك سروراً وفرحاً ، وتوقن بسلامتك من النار بضعفك

تخيل ضربهما بأرجلهما جوانب قبرك ، وانفراجه عن الجنة بزينتها ونعيمها ، وقولهما لك : يا عبد الله انظر إلى ما أعد الله لك ، فهذا منزلك ، وهذا مصيرك.

فتخيل سرور قلبك وفرحك بما عاينت من نعيم الجنان وبهجة ملكها ، وعلمك أنك صائر إلى ما عاينت من نعميها وحسن بهجتها.

وإن تكن الأخرى ، فتوهم خلاف ذلك كله من الانتهار لك ، ومن معاينتك الجنة ، وقولهما لك : انظر إلى ما حرمك الله عز وجل ، ومعاينتك النار ، وقولهما لك : انظر إلى ما أعد الله لك ، فهذا منزلك ومصيرك.

فأعظم بهذا خطراً ، وأعظم به عليك في الدنيا غماً وحزناً ؛ حتى تعلم أي الحالتين في القبر حالك ، ثم الفناء والبلاء بعد ذلك ؛ حتى تنقطع الأوصال ؛ فتفنى عظامك ، ويبلى بدنك ، ولا يبلى الحزن أو الفرح من روحك ؛ متوقعاً روحك ، متطلعاً للقيام عند النشور إلى غضب الله عز وجل وعقابه ، أو إلى رضا الله عز وجل وثوابه ، وأنت مع توقع ذلك معروضة روحك على منزلك من الجنة أو مأواك من النار.فيا حسرات روحك وغمومها ! ويا غبطتها وسرورها !










آخر تعديل alkannass 2009-07-07 في 09:40.
قديم 2009-07-07, 09:25   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
alkannass
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية alkannass
 

 

 
إحصائية العضو










B11

الدرس الثالث

كيف حالك ياأخى بعد الدرس الثانى ! المهم أتدرى أين أنت الآن أنت تسمع الصيحة فتقوم من قبرك تخيل لقد خرجت من قبر ك عليك غبار كثيف عريان لايسترك شىء انظر للخلائق من حولك لقد تشققت الأرض وخرجو جميعاً هيا بنا نتخيل ما يحدث لنا يوم الحشر
حتى إذا تكاملت عدة الموتى ، وخلت من سكانها الأرض والسماء ؛ فصاروا خامدين بعد حركاتهم ، فلا حس يسمع ، ولا شخص يرى ؛ وقد بقي الجبار الأعلى كما لم يزل أزلياً واحداً منفرداً بعظمته وجلاله ، ثم لم يفجأ روحك إلا بنداء المنادي لكل الخلائق معك للعرض على الله عز وجل بالذل والصغار منك ومنهم.

توهم كيف وقوع الصوت في مسمعك وعقلك ، وتفهم بعقلك بأنك تدعى إلى العرض على الملك الأعلى ؛ فطار فؤادك ، وشاب رأسك للنداء ؛ لأنها صيحة واحدة للعرض على ذي الجلال والإكرام والعظمة والكبرياء .

فبينا أنت فزع للصوت اذ سمعت بانفراج الأرض عن رأسك وثبت مغبراً من قرنك الى قدمك بغبار قبرك قائماً على قدميك شاخصاً ببصرك نحو النداء وثار الخلائق كلهم معك ثورة واحدة وهم مغبرون من غبار الأرض التى طال فيها بلاؤهم

فتوهم نفسك بعريك ، ومذلتك ، وانفرادك بخوفك ، وأحزانك ، وغمومك ، وهمومك في زحمة الخلائق ، عراة حفاة ، صموت أجمعون بالذلة والمسكنة والمخافة والرهبة ، فلا تسمع إلا همس أقدامهم والصوت لمدة المنادي ، والخلائق مقبلون نحوه ، وأنت فيهم مقبل نحو الصوت ، ساع بالخشوع والذلة ؛ حتى إذا وافيت الموقف ازدحمت الأمم كلها من الجن والإنس عراة حفاة ؛ قد نُزع الملك من ملوك الأرض ،ولزمتهم الذلة والصغار ، فهم أذل أهل الجمع وأصغرهم خلقة وقدراً بعد عتوهم وتجبرهم على عباد الله عز وجل في أرضه .

ثم أقبلت الوحوش من البراري وذرى الجبال منكسة رؤوسها لذل يوم القيامة بعد توحشها وانفرادها من الخلائق ذليلة ليوم النشور لغير بلية نابتها ولا خطيئة أصابتها ، فتوهم إقبالها بذلها في اليوم العظيم ليوم العرض والنشور ، وأقبلت السباع بعد ضراوتها وشهامتها منكسة رؤوسها ذليلة ليوم القيامة حتى وقفت من وراء الخلائق بالذل والمسكنة والانكسار للملك الجبار ، وأقبلت الشياطين بعد عتوها وتمردها خاشعة لذل العرض على الله سبحانه ، فسبحانه الذي جمعهم بعد طول البلاء واختلاف خلقهم وطبائعهم وتوحش بعضهم من بعض ، قد أذلهم البعث وجمع بينهم النشور.

حتى إذا تكاملت عدة أهل الأرض من انسها وجنها وشياطينها ووحوشها وسباعها وأنعامها وهوامها واستووا جميعا في موقف العرض والحساب ، تناثرت نجوم السماء من فوقهم ، وطمست الشمس والقمر ، وأظلمت الأرض بخمود سراجهما وإطفاء نورهما . فبينا أنت والخلائق على ذلك إذ صارت السماء الدنيا من فوقهم ، فدارت بعظمها من فوق رؤوسهم ، وأنت بعينك تنظر إلى هول ذلك ، ثم انشقت بغلظها خمسمائة عام ، فيا هول صوت انشقاقها في سمعك ، ثم تمزقت وانفطرت بعظيم هول يوم القيامة ، والملائكة قيام على أرجائها ، وهي حافات ما يتشقق ويتفطر ، فما ظنك بهول تنشق فيه السماء بعظمها ، فأذابها ربها حتى صارت كالفضة المذابة تخالطها صفرة لفزع يوم القيامة ، كما قال الجليل الكبير : ( فَإِذَا انشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ ) [الرحمن: الآية 37] وقال تعالى : ( يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ (8) وَتَكُونُ الجِبَالُ كَالْعِهْنِ (9)) : [ سورة المعارج : الآيتان 8،9]

فبينا ملائكة السماء الدنيا على حافتها إذ انحدروا محشورين إلى الأرض للعرض والحساب ، وانحدروا من حافتيها بعظم أجسامهم وأخطارهم وعلو أصواتهم بتقديس الملك الأعلى الذي أنزلهم محشورين إلى الأرض بالذلة والمسكنة للعرض عليه والسؤال بين يديه.

فتوهم تحدرهم من السحاب بعظيم أخطارهم ، وكبير أجسامهم ،وهول أصواتهم ، وشدة فرقهم ، منكسين لذل العرض على الله عز وجل.

حدثني يحي بن غيلان قال : حدثنا رشدين بن سعيد عن ابن عباس بن ميمون اللخمي عن أبي قبيل عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( لله عز وجل ملك ما بين شفري عينيه مائة عام ) . فيا فزعك وقد فزع الخلائق مخافة أن يكونوا أمروا بهم ،ومسألتهم إياهم : أفيكم ربنا ؟ ففزع الملائكة من سؤالهم إجلالاً لمليكهم أن يكون فيهم ، فنادوا بأصواتهم تنزيها لما توهمه أهل الأرض : سبحان ربنا ليس هو بيننا ولكنه آتٍ من بعد ، حتى أخذوا مصافهم محدقين بالخلائق منكسين رؤوسهم لذل يومهم.

فتخيل وقد تسربلوا بأجنحتهم ونكسوا رؤوسهم في عظم خلقهم بالذلة والمسكنة والخشوع لربهم ، ثم كل شيء على ذلك وكذلك إلى السماء السابعة ، كل أهل سماء مضعفين بالعدد ، وعظم الأجسام ، وكل أهل سماء محدقين بالخلائق صفاً واحداً .

حتى إذا وافي الموقف أهل السماوات السبع والأرضين

السبع كسيت الشمس حر عشر سنين وأدنيت من رؤوس الخلائق قاب قوس أو قوسين ، ولا ظل لأحد إلا ظل عرش رب العالمين ، فمن بين مستظل بظل العرش ، وبين مضحو بحر الشمس ، قد صهرته بحرها ، واشتد كربه وقلقه من وهجها ، ثم ازدحمت الأمم وتدافعت ، فدفع بعضها بعضاً ، وتضايقت ، فاختلفت الأقدام ، وانقطعت الأعناق من العطش ،واجتمع حر الشمس ، ووهج أنفاس الخلائق ، وتزاحم أجسامهم .

ففاض العرق منهم سائلاً حتى استنقع على وجه الأرض ، ثم على الأبدان على قدر مراتبهم ومنازلهم عند الله عز وجل بالسعادة والشقاء ، حتى إذا بلغ من بعضهم العرق كعبيه ، وبعضهم حقويه [خصره] ، وبعضهم إلى شحمة أذنيه ،ومنهم من كاد أن يغيب في عرقه ، ومن قد توسط العرق من دون ذلك منه.

عن عمير بن سعيد قال : جلست إلى ابن عمرو [ ابن العاص ] وأبي سعيد الخدري ، وذلك يوم الجمعة فقال أحدهما لصاحبه : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم : يقول : ( أين يبلغ العرق من ابن آدم يوم القيامة ؟ فقال أحدهم : شحمة أذنيه ، وقال الآخر : يلجمه ، فقال ابن عمر : هكذا ، وخط من فيه إلى شحمة أذنيه ، فقال : ما أرى ذلك إلا سواءا ).

عن خيثمة [ بن عبد الرحمن ] عن عبد الله [ بن عمر بن الخطاب ] قال : ( الأرض كلها نار يوم القيامة ،والجنة من ورائها يرون كواعبها وأكوابها ، والذي نفس عبد الله بيده إن الرجل ليفيض عرقاً حتى يسيح في الأرض قامته ، ثم يرتفع حتى يبلغ أنفه ، وما مسه الحساب ، قال : فقالوا : مما ذلك يا أبا عبد الرحمن ؟ قال : فقال مما يرى الناس يلقون) .

عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الرجل ( وقال عليُّ مرة إن الكافر ) ليقوم يوم القيامة في بحر رشحه إلى أنصاف أذنيه من طول القيام ) [ متفق عليه].

عن عبد الله رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الكافر يلجم بعرقه يوم القيامة من طول ذلك اليوم ( وقال عليّ من طول القيام قالا جميعاً ) حتى يقول : رب ارحمني ولو إلى النار ) [ أخرجه الطبراني وأبو يعلى والبيهقي ]

وأنت لا محالة أحدهم ، فتوهم نفسك لكربك ، وقد علاك العرق ، وأطبق عليك الغم ، وضاقت نفسك في صدرك من شدة العرق والفزع والرعب ، والناس معك منتظرون لفصل القضاء إلى دار السعادة أو إلى دار الشقاء ؛ حتى إذا بلغ المجهود منك ومن الخلائق منتهاه ، وطال وقوفهم لا يكلمون ولا ينظرون في أمورهم ، فما ظنك بوقوفهم ثلاثمائة عام لا يأكلون فيه أكلة ، ولا يشربون فيه شربة ، ولا يلفح وجوههم روح ولا طيب نسيم ، ولا يستريحون من تعب قيامهم ونصب وقوفهم حتى بلغ الجهد منهم ما لا طاقة لهم به .

عن قتادة أو كعب [ بن مانع الحميري ] ، قال قال تعالى : (يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ (6)) : [ سورة المطففين ] قال : ( يقومون مقدار ثلاثمائة عام)

وقال سمعت الحسن البصري يقول : ( ما ظنك بأقوام قاموا لله عز وجل على أقدامهم مقدار خمسين ألف سنة لم يأكلوا فيها أكلة ، ولم يشربوا فيها شربة ، حتى إذا انقطعت أعناقهم من العطش ، واخترقت أجوافهم من الجوع ، انصرف بهم إلى النار ، فسقوا من عين آنية ، قد أنَّ حرها واشتد نفخها ؛ فلما بلغ المجهود منهم ما لا طاقة لهم به كلم بعضهم بعضاً في طلب من يكرم على مولاه أن يشفع لهم في الراحة من مقامهم وموقفهم لينصرفوا إلى الجنة أو إلى النار من وقوفهم ، ففزعوا إلى آدم ونوح ومن بعده إبراهيم ، وموسى وعيسي من بعد إبراهيم كلهم يقول لهم : إن ربي قد غضب اليوم غضباً لم يغضب قبله مثله ولا يغضب بعده مثله ، فكلهم يذكر شدة غضب ربه عز وجل وينادي بالشغل بنفسه فيقول : نفسي نفسي ، فيشتغل بنفسه عن الشفاعة لهم إلى ربهم لاهتمامه بنفسه وخلاصها).

لكل ينادي نفسي نفسي إلا النبي محمد صلى الله عليه وسلم

وكذلك يقول الله عز وجل ( يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُون (111) ) : [ سورة النحل ]

فتوهم أصوات الخلائق ،وهم ينادون بأجمعهم ، منفرد كل واحد منهم بنفسه ينادي : نفسي نفسي ، فلا تسمع إلا قول : نفسي نفسي .

فيا هول ذلك ! وأنت تنادي معهم بالشغل بنفسك ، والاهتمام خلاصها من عذاب ربك وعقابه ، فما ظنك بيوم ينادي فيه المصطفي آدم ، والخليل إبراهيم ، والكليم موسى ، والروح والكلمة عيسي ، مع كرامتهم على الله عز وجل ، وعظم قدر منازلهم عند الله عز وجل ، كل ينادي : نفسي نفسي ، شفقاً من شدة غضب ربه ، فأين أنت منهم في إشفاقك في ذلك اليوم واشتغالك بحزنك وبخوفك؟



حتى إذا أيس الخلائق من شفاعتهم لما رأوا من اشتغالهم لأنفسهم ، أتوا النبي محمداً صلى الله عليه وسلم ، فسألوه الشفاعة إلى ربهم فأجابهم إليها ، ثم قام إلى ربه عز وجل ، واستأذن عليه ، فأذن له ، ثم خر لربه عز وجل ساجداً ، ثم فتح عليه من محامده ، والثناء عليه بما هو أهله ، وذلك كله بسمعك ، وأسماع الخلائق ؛ حتى أجابه ربه عز وجل إلى تعجيل عرضهم ،والنظر في أمورهم .










آخر تعديل alkannass 2009-07-07 في 09:42.
قديم 2009-07-07, 09:25   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
alkannass
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية alkannass
 

 

 
إحصائية العضو










B11

الدرس الرابع

كيف حالك ياأخى بعد الدرس الثالث ! المهم أتدرى أين أنت الآن أنت فى أرض المحشر تنتظر قدوم الله وبدء الحساب تخيل ياأخى ماذا يحدث لنا
فبينما أنت مع الخلائق في هول القيامة وشدة كربها ، منتظراً متوقعاً لفصل القضاء ، والحلول في دار النعيم أو الحزن ؛ إذ سطع نور العرش ، وأشرقت الأرض بنور ربها ، وأيقن قلبك بالجبار ، وقد أتي لعرضك عليه حتى كأنه لا يعرض عليه أحد سواك ، ولا ينظر إلا في أمرك .

عن حميد بن هلال : قال ذكر لنا أن الرجل يدعى يوم القيامة إلى الحساب ، فيقال : يا فلان بن فلان ، هلم إلى الحساب ، حتى يقول ما يراد أحد غيري مما يحضر به من الحساب .

ثم نادى : يا جبريل ائتني بالنار ، فتوهمها وقد أتى جبريل ، فقال لها : يا جهنم أجيبي.

فتخيل اضطرابها وارتعادها بفرقها [ بخوفها] أن يكون الله عز وجل خلق خلقاً يعذبها به، فتوهمها حين اضطربت وفارت وثارت ، ونظرت إلى الخلائق من بعد مكانها ، فشهقت إليهم ، وزفرت نحوهم ،وجذبت خزانها ، متوثبة على الخلائق غضباً لغضب ربها على من خالف أمره وعصاه .

فتخيل صوت زفيرها وشهيقها ، وترادف قصبتها ، وقد امتلأ منه سمعك ، وارتفع له فؤادك وطار فزعاً ورعباً ، ففر الخلائق هرباً من زفيرها على وجوههم ، وذلك يوم التنادي ، لما سمعوا بدوي زفيرها ولوا مدبرين ، وتساقطوا على ركبهم جثاة حول جهنم ؛ فأرسلوا الدموع من أعينهم .

فتخيل اجتماع أصوات بكاء الخلائق عند زفيرها وشهيقها ، وينادى الظالمون بالويل والثبور ، وينادي كل مصطفى وصديق وشهيد ومختار وجميع العوام نفسي نفسي ، فتوهم أصوات الخلائق من الأنبياء فمن دونهم كل عبد منهم ينادي : نفسي نفسي ، وأنت قائلها ، فبينا أنت مع الخلائق في شدة الأهوال ووجل القلوب إذ زفرت الثانية ؛ فيزداد رعبك ورعبهم ، وخوفك وخوفهم ، ثم زفرت الثالثة ؛ فتساقط الخلائق لوجوههم وتشخص أبصارهم من طرف خاشع خفي خوفاً أن تلفهم فتأخذهم بحريقها ، وانتصفت عند ذلك قلوب الظالمين ، فبلغت لدى الحناجر كاظمين ، فكظموا عليها ، وقد غصت في حلوقهم ، وطارت الألباب ، وذهلت العقول من السعداء والأشقياء أجمعين ، فلا يبقى رسول ولا عبد صالح مختار إلا ذهل لذلك عقله.

فأقبل الله عز وجل عند ذلك على رسله ، وهم أكرم الخلائق عليه ، وأقربهم إليه ؛ لأنهم الدعاة إلى الله عز وجل ، والحجة على عباده ، وهم أقرب الخلائق إلى الله عز وجل في الموقف ، وأكرمهم عليه ؛ فيسألهم عما أرسلهم به إلى عباده ، وماذا ردوا عليهم من الجواب ، فقال لهم :

(ماذا أجبتم) فردوا عليه الجواب عن عقول ذاهلة غير ذاكرة ، فقالوا : ( يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لاَ عِلْمَ لَنَا إِنَّكَ أَنْتَ عَلاَّمُ الغُيُوبِ(109) ) [ سورة المائدة : 109] . فأعظم به من هول تبالغ من رسل الله عز وجل في قربهم منه وكرامتهم ، حتى اكهل عقولهم ، فلم يعلموا بماذا أجابتهم أممهم.

عن أبي الحسن الدمشقي ، قال : قلت لأبي قرة الأزدي : كيف صبر قلوبهم على أهوال يوم القيامة ؟ قال : إنهم إذا بعثوا خلقوا خلقة يقوون عليها.

قال أبو الحسن : قلت لإسحاق بن خلف قول الله عز وجل للرسل : (ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا ) ، أليس قد علموا ما ورد عليهم في الدنيا ؟ قال : من عظم هول السؤال حين يسألون طاشت عقولهم فلم يدروا أي شيء أجيبوا في الدنيا ، فهم صادقون حتى تجلي عنهم بعد ، فعرفوا ما أجيبوا . قال : فحدثت به أبا سليمان ، فقال : صدق إسحاق هم في ساعتهم تلك صادقون ، حتى تجلي عنهم فعرفوا ما أجيبوا . فقال أبو سليمان : ( إذا سمعت الرجل يقول لصاحبه بيني وبينك الصراط ، فاعلم أنه لا يعرف الصراط ، ولو عرفه ما اشتهى أن يتعلق بأحد ، فلا يتعلق أحد). عن مجاهد [ بن جبر] في قوله : ( يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم) قال : فيفزعون فيقولون : ( لا علم لنا

عن مجاهد في قول الله عز وجل : ( وَتَرَى كُلَّ أُمَّةٍ جَاثِيَةً كُلُّ أُمَّةٍ تُدْعَى إِلَى كِتَابِهَا اليَوْمَ تُجْزَوْنَ مَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ(28)) [ سورة الجاثية : 28] أي مستوفزين على الركب . قال : سمعت عبد الله [ بن عباس ] يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (كأني أراكم جاثين بالكوم دون جهنم) ، قال : سمعت عبد الله بن عمر يقول : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (من أحب أن ينظر إلى يوم القيامة فليقرأ: ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الجِبَالُ سُيِّرَتْ (3)) [سورة التكوير : 1-3].

وعن عمر بن ذر قال : من غدا يلتمس الخير وجد الخير ، أعلى تحملون جمود أعينكم وقسوة قلوبكم ؟ احملوا العي على إن لم أسمعكم اليوم واعظاً من كتاب الله عز وجل ، ثم قرأ ( إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (1) وَإِذَا النُّجُومُ انكَدَرَتْ (2) وَإِذَا الجِبَالُ سُيِّرَتْ (3) )[التكوير : 1-3] حتى إذا بلغ ( عَلِمَتْ نَفْسٌ مَّا أَحْضَرَتْ (14)) [ التكوير : 14] ( أو قال حتى ختمها ) ، قال ثم قال : اسمعوا إلى يا عرض الدنيا ، فأين أنت منهم في ذلك الموقف ؟ هل تطمع أن يبلغ بك الهول ما بلغ منهم ، بل أعظم مما بلغ منهم ، مما لا يطيقه قلبك ؛ فلا يقوم به بدنك ، فهذه عقولهم ذاهلة في ذلك الموقف ، فكيف بعقلك ، وما حل بك ، وأنت الخاطئ العاصي المتمادي فيما يكره ربك عز وجل؟

فتوهم نفسك لذلك الخوف والفزع والرعب والغربة والتحير إذا تبرأ منك الولد والوالد والأخ والصاحب والعشائر ، وفررت أنت منهم أجمعين ، فكيف خذلتهم وخذلوك ، ولولا عظم هول ذلك اليوم ما كان من الكرم والحفاظ أن تفر من أمك وأبيك وصاحبتك وبنيك وأخيك ، ولكن عظم الخطر ، واشتد الهول ؛ فلا تلام على فرارك منهم ، ولا يلامون ، ولم تخصهم بالفرار دون الأقرباء لبغضك إياهم ، وكيف تبغضهم أو يبغضونك ، وكيف خصصتهم بالفرار منهم ، أتبغضهم وإنهم لهم الذين كانوا في الدنيا مؤانسيك وقرة عينك وراحة قلبك ، ولكن خشيت أن يكون لأحد عندك منهم تبعة فيتعلق بك حتى يخاصمك عند ربك عز وجل ، ثم لعله أن يحكم له عليك ؛ فيأخذ منك ما ترجو أن تنجو به من حسناتك فيفرقك عنها فتصير بذلك إلى النار.










آخر تعديل alkannass 2009-07-07 في 09:43.
قديم 2009-07-07, 09:26   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
alkannass
عضو مميّز
 
الصورة الرمزية alkannass
 

 

 
إحصائية العضو










B11

الدرس الخامس

كيف حالك ياأخى بعد الدرس الرابع ! المهم أتدرى أين أنت الآن أنت واقف فى أرض المحشر تنظر إلى أهوال يوم القيامة تنتظر كتابك هل يقع فى يمينك أم شمالك ماذا تفعل تضع يدك الشمال وراء ظهرك والله إن كنت من أهل النار لسوف يأتيك كتابك وراء ظهرك * انظر
بينما أنت في ذلك إذ ارتفعت عنق من النار فنطقت بلسان فصيح بمن وكلت بأخذهم من الخلائق بغير حساب ، ثم أقبل ذلك العنق فيلتقطهم لقط الطير الحب ثم انطوت عليهم فألقتهم في النار فابتلعتهم ، ثم خنست بهم في جهنم فيفعل ذلك بهم.

ثم ينادي مناد : سيعلم أهل الجمع من أولى بالكرم ، ليقم الحمادون لله على كل حال ، فيقومون فيسرحون إلى الجنة ، ثم يفعل ذلك بأهل قيام الليل ، ثم بمن لم تشغله تجارة الدنيا ولا بيعها عن ذكر مولاه حتى إذا دخلت هذه الفرق من أهل الجنة والنار ، ثم تطايرت الكتب في الأيمان والشمائل ونصبت الموازين.

فتوهم الميزان بعظمه منصوباً ، وتوهم الكتب المتطايرة وقلبك واجف متوقع أين يقع كتابك في يمينك أو في شمالك . عن الحسن : (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان رأسه في حجر عائشة فنعس ، فتذكرت الآخرة ، فبكت فسالت دموعها على خد النبي صلى الله عليه وسلم ، فاستيقظ بدموعها فرفع رأسه ، فقال : ما يبكيك يا عائشة ؟ قالت : يا رسول الله ذكرت الآخرة ، هل تذكرون أهليكم يوم القيامة ؟ قال : ( والذي نفسي بيده في ثلاثة مواطن فإن أحداً لا يذكر إلا نفسه إذا وضعت الموازين ووزنت الأعمال حتى ينظر ابن آدم أيخف ميزانه أم يثقل ؟ وعند الصحف حتى ينظر أبيمينه يأخذ أم بشماله ، وعند الصراط) [رواه أبو داود]

وعن أنس بن مالك ، قال : يؤتي بابن آدم يوم القيامة حتى يوقف بين كفتي الميزان ، ويوكل به ملك ، فإن ثقل ميزانه نادى الملك بصوته يسمع الخلائق : سعد فلان بن فلان سعادة لا يشقي بعدها أبداً ، وإن خف ميزانه نادى الملك بصوته يسمع الخلائق : شقي فلان بن فلان شقاوة لا يسعد بعدها أبداً.










آخر تعديل alkannass 2009-07-07 في 09:45.
 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 08:12

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc