قلت في زمن مضى كلمات شعرية استهللتها بحكاية أحوال الدنيا , فقلت :
على الدار أرياح تجــــيء و تذهب *** فتترك أخبارا , و إنك تلعب
سبرتك أعواما و ما فيك خصلـــة *** تبقَى و لكن دائما تتقلــــــب
....ثم عرجت على ما يعرج عليه الشعراء - قبلا و بعدا - و لا ينصرفون عنه سواء : تصريحا أو تلميحا ,فقلت - و قد سميت هذه الكلمة : خاطرة الشام - :
نسيبي خلف البحر جاءت رياحــــه *** مع الشرق في برد : يعل و يطرب
أنا مغربي الدار مال فؤاده *** إلى الشام حيث الناس لم يتغربوا
إلى '' جلق '' الفيحاء تهفو مطيتي *** إلى أهلها الأبرار , نفسي تقرب
أحن و دمع العين يخشى تعسفا *** و في النفس يخشى النار إذ هي تحطب
عدوان قوامان بالصلح بغية *** لحزني و سلوى شوقهم تتلهب
يخيل أني في البسوس تطاولت *** أياييمه حتى عساني التشيب
كذا سنة الأشعار تأتي حزونها *** و ذا غزلي قد عادني فهو يندب
فلست ببدع في الجماعة محدث *** و لكنه المر القديم المهذب
و لكنكم لا تفقهون مقالتي *** و يا ليته يختار للشعر طيب
و من فوه معلول يدوق شرابه *** مريرا , و هذا الماء حلو و أعذب
إذا جاء يوم فيه ألقى أحبتي *** سأرتاخ لا أبكي و لا أتكرب
و ما كربي بعد التثام شتيتها *** و عيني على الحوراء تقرا و تكتب
و ما كربي بعد التقاط زهورها *** و اسود من زين الحرير مشعب
حلفت لكم بالله أعظم حلفة *** أفيكم محب الخير يسعى و يطلب ؟
فمالي دواء غير لقيى أحبتي *** فهل مستطيع أو كريم مجرب ؟
جزى الله خيرا من أتانا بشقنا *** و شكري موصول له و مهذب ...
'' على بحر الطويل , و روي الباء المضمومة ...''