هل تظنُّونَ أنَّ الفِلسطينيِّينَ قد ذُبِحُوا فقط على أيدي اليَهودِ في دير ياسينَ وكفرِ قاسمٍ وغزَّةَ وجِنينَ وأمثالِها؟! لا فقَد ذُبِحُوا في الدَّاخلِ على أيدي اليَهودِ، وذُبِحَ أضعافُهُم على أيدي حُلَفاءِ اليهودِ ووُكلائِهم في الخارجِ، فقد ذُبِحُوا في أيلولَ الأسوَدَ في الأردُنِّ، وفي أيَّامِ الحربِ الأهليَّةِ في لُبنانَ، إلى مجازرِ مُنظّمَةِ أملَ الشّيعيّةِ، مُروراً بِمجازرِ النُّصَيريَّة الأسَديَّةِ في المخيَّماتِ الفلسطينيَّةِ في لُبنانَ خاصَّةً في تلِّ الزّعتَر، وصَبرا وشاتِيلا، عدا الموتَ البطيءَ في مُخيَّماتِهِمُ الّتي تفتَقِرُ لِأبسَطِ مُقوِّماتِ الحياةِ الإنسانيَّة, ثُمَّ جاءَ احتلالُ العِراقِ وما تَبِعَهُ مِن قتلٍ وتشريدٍ لِفلسطينِيِّي العراقِ على أيدي عِصاباتِ الشِّيعَةِ، كلُّها أحداثٌ شاهدةٌ على مأساةٍ مُستمِرَّةٍ ومَذبَحَةٍ لا تتوقَّفُ !!.
وها نحنُ أولاءِ نعيشُ فَصلاً جديداً لَمأساةٍ جديدةٍ لِلفلسطينِيّينَ في مُخيَّماتِ سوريا، إِذْ إنَّ أصابعَ الأسَدِ سَرعانَ ما اتّجَهَت إلى اتّهامِ الفِلسطينيّينَ، وها هوَ جيشُ الإجرامِ والعُدوانِ في سوريا يَخوضُ حرباً ضروساً ضدَّ المُخيَّماتِ الفلسطينيّةِ في دمشقَ ودرعا والرّملَ في اللّاذقيةِ وكأنَّ السّيطرةَ على دمشقَ وتَحريرَها لا يتمُّ إلّا عبْرَ تدميرِ مُخيَّمِ اليرموكِ وتشريدِ أهلِهِ، فقَصْفُ مُخيَّمِ اليرموكِ بالطّيَرانِ الحربِيِّ لا يتوقّفُ، لِيمتزِجَ الدَّمُ الفِلسطينِيُّ والسّوريُّ على أرضِ سوريا كما امتَزَجَ على أرضِ فِلسطينَ، والقاتِلُ في الحالَتَينِ واحدٌ وكلٌّ مِنهُما يريدُ أن يُسيطِرَ على الأرضِ والتَّاريخِ والثَّروةِ .....عدوٌّ مُشتَرَكٌ والدَّاعِمُ واحدٌ أيضاً... إنَّهُ النِظامُ الدَّولِيُّ، ولا عجَبَ فاليَهودُ والنُّصيرِيَّةُ هُما خَطّانِ أحمَرانِ لا يَجوزُ المساسُ بِهِما وهُما خَطَّا الدِّفاعِ عنِ المصالحِ الأمريكيَّةِ والغربيَّةِ في المنطقةِ, وهُما خنجَرانِ مسمومانِ في قلبِ العالَمِ الإسلامِيِّ !!
هذا وتُقدَّرُ أعدادُ القتلى في المُخيَّماتِ الفِلسطينيّةِ في سوريا بأكثَرَ مِن ألفِ شَهيدٍ بإذنِ اللهِ وآلافٍ عدّةٍ منَ الجرحَى، وأكثَرَ مِن خَمسةٍ وثلاثينَ ألفَ مُعتَقَلٍ فِلسطينِيٍّ لدى الأجهِزَةِ الأمنيَّةِ السُّوريّةِ؛ حيثُ يصِلُ إجمالِيُّ عددِ الفِلسطينِيّينَ في مُخيَّماتِ سُوريا للّاجئينَ الفِلسطينيّينَ إلى خمسِمِئَةٍ وثَمانينَ ألفاً مُعظَمُهم في اليرموكِ.
وقد اضطُرَّ الكثيرُ منَ اللّاجئينَ الفِلسطينيّينَ إلى الهربِ مِن مُخيّماتِهِم في سوريا، والتَجَؤُوا إلى المُخيَّماتِ الفِلسطينيّةِ في لُبنانَ، معَ ضيقِ تلكَ المُخيَّماتِ وحالَتِها المأساويَّةِ .
شَتاتٌ جديدٌ على أيدِي النُّصيريّةِ حُلَفَاءِ اليهودِ، يُذكِّرُهُم بشتاتِهِمُ الأوَّلِ مِن أرضِهِم وتاريخِهِم في فِلسطينَ، ومازالَتِ المُخيَّماتُ الفِلسطينيَّةُ في سوريا تُقصَفُ وتُدَمِّرُ بكلِّ أصنافِ الأسلِحَةِ الحلالِ والحرامِ، وما فَتِئَت تُلملِمُ جِراحَها وتدفِنُ موتاها.
ومازالَت عصاباتُ النّظامِ السُّوريّ ِبِمُسانَدةِ مُرتَزقةِ المُجرِم أحمد جبريل– الجبهة الشَّعبيّة لِتحريرِ فِلسطينَ – الأداةِ الأولى للنّظامِ النُّصَيريِّ تقومُ بعمليَّةِ «عقابٍ جماعيٍّ» للمُخيَّماتِ الفِلسطينيّةِ، وكأنَّ الطَّريقَ والسّبيلَ لِتحريرِ فِلسطينَ لا يكونُ إلّا على أطلالِ مُخيَّمِ اليرموكِ !! فباسمِ فِلسطينَ وقضيَّتِها يُحرَقُ الأطفالُ وتُقتَلُ النِّساءُ!! أهذهِ هيَ المقاوَمَةُ والممانعَةُ؟!
إنَّما يُعانيهِ الفِلسطينيُّونَ في العِراقِ وسوريا على أيدي الميليشياتِ الشِّيعيَّةِ في العراقِ والنُّصيريَّةِ في سوريا، لا يقلُّ وحشيَّةً وظُلماً عمَّا يُعانيهِ أهلُهُم في مُخيَّماتِ قِطاعِ غزَّةَ ورفَحَ وخانِ يونُسَ وبيتِ حانونَ وجِنينَ وبَلاطةَ وغَيرِها بأيدي اليهودِ الغاصِبينَ، فالمجرمونَ في سوريا والعراقِ الّذين أباحوا الدَّمَ الفِلسطينِيَّ لا يَختلفونَ كثيراً عن إخوانِهِم منَ اليهودِ المغتَصبِينَ لِفِلسطينَ !
نسألُ اللهَ تعالى أن يَحقِنَ دماءَ الفِلسطينيّينَ في مُخيَّماتِ سوريا ودماءَ إخوانِهِمُ السُّوريّينَ، وأن يُزيلَ الظُّلمَ والظّالِمينَ عن بلاد الشَّامِ، منَ اليهودِ والرّافِضَةِ أجمعينَ، إنَّهُ على كُلِّ شيءٍ قديرٌ.
الفِلسطينيُّونَ ...... مأساةٌ مُستمرَّةٌ
ومَذبَحةٌ لا تتوقَّفُ !!