حديث: «خمسة عشر عقوبة ل
ومدى صحَّته»
موجبات الكُفر الكتاب ممَّن يُؤمنوا
سُئِلَ الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز ـ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى ـ: هناك ورقة تُوزع في بعض الدَّوائر الحكوميَّة وفي المنتديات، مكتوبٌ فيها: "رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ تهاونَ في الصَّلاة عاقبهُ اللهُ بخمسة عشر عقوبة، منها في الدُّنيا ست، وثلاث عند الموت وثلاث في القبر، وثلاثة الَّتي تُصيب يوم القيامة، أمَّا السِّتة الَّتي تُصيبه في الدُّنيا فهي: ينزع الله البركة من عمره، لا يرفع الله له دعاء إلى السَّماء، يمسح الله سيما الصَّالحين مِنْ وجهه إلى آخر هذه السِّت، وفي الثَّلاث عند الموت يقول: إنه يموت ذليلاً، إنه يموت خائفاً".
يقولُ الَّذي يُوزعها: كنتُ أُوزعها وأنا لا أدري عَنْ صحَّتها مِنْ عدمه، أرجو إفادتي إذا كانت صحيحة هذه الأشياء عَن رسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فأنا أستمرُ في توزيع هذه الورقة؟
فقالَ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى: بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ، الحمدُ للهِ، والصَّلاةُ والسَّلامُ على رسُول الله، وعَلَى آلِهِ وأصْحابِهِ ومن اِهْتدى بهداه، أمَّا بَعْــدُ: فهذه الورقة الَّتي يوزعها بعض النَّاس وتحمل هذا الحديث الَّذي يُروى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في «عقوبة تارك الصَّلاة بخمسة عشر عقوبة، ستة في الحياة..» إلى آخره.
هذا الحديث: ذكر أهل العلم أنَّهُ باطلٌ وأنَّهُ موضوعٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وليس بصحيح، فلا يجوز توزيعها ولا يجوز تعليقها في الجدران؛ لأنَّ هذا الحديث غير صحيح، وليس بثابت عَنِ النَّبِيِّ عليه الصَّلاة والسَّلام، وقد نبَّه الحافظ ابن حجر رَحِمَهُ اللهُ في «لسان الميزان» على أنَّ هذا الحديث باطل، ونبَّه عليه أيضًا الذَّهبي رَحِمَهُ اللهُ في «الميزان» وبيَّن أنَّهُ باطلٌ، وقد وقعَ للذَّهبي رَحِمَهُ اللهُ في «الكبائر» مثل هذا الحديث، في كتابه المعروف «الكبائر»، وكان هذا مِنْ تساهله رَحِمَهُ اللهُ.
والصَّوابُ: أنَّ هذا الحديث باطلٌ ولا يجوز نشره ولا توزيعه بين النَّاس، بل يجب إتلاف الأوراق الَّتي يكون فيها هذا، لأنَّهُ مكذوبٌ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وليسَ لهُ صحَّة، واللهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ.
وقبل ذلكَ أوراقٌ تُوزعُ بين النَّاس وتُكتب بين النَّاس، منها: ورقةً يذكرُ فيها أنَّ خادم النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رأى رُؤيا، وأنَّ فيها كذا وكذا وكذا، هذه باطلة أيضًا، لا صحَّة لها ولا أساس لها.
وقد كتبنا فيها ردًّا على صاحبها وبينَّا بطلانها، وأنَّ هذا الخادم لا وجود له، وأنَّ هذه الرُّؤيا لا صحَّة لها، بل هي باطلة، فينبغي التَّنبُّه لهذه الأكاذيب وهذه الأشياء الَّتي يُوزعها بعض النَّاس.
وهكذا أوراق يُوزعها بعض النَّاس: فيها ذكر آيات، وفيها أنَّ مَنْ وقعت في يده يكتبها ويُوزعها على كذا وكذا، ولا يجوز له تركها، هذه أيضًا باطلة، كلُّها لا أساسَ لها، ولا يجوز الأخذ بهذه الأشياء الَّتي لا أساسَ لها مِنَ الصِّحَّة.اهـ.
([« فتاوى نورٌ على الدَّرب »])