كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية حول صلاة الضحى

[متبع السلف]

قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى (22/285)
(..وَمِنْ هَذَا الْبَابِ " صَلَاةُ الضُّحَى " فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَكُنْ يُدَاوِمُ عَلَيْهَا بِاتِّفَاقِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِسُنَّتِهِ وَمَنْ زَعَمَ مِنْ الْفُقَهَاءِ أَنَّ رَكْعَتَيْ الضُّحَى كَانَتَا وَاجِبَتَيْنِ عَلَيْهِ فَقَدْ غَلِطَ . وَالْحَدِيثُ الَّذِي يَذْكُرُونَهُ { ثَلَاثٌ هُنَّ عَلَيَّ فَرِيضَةٌ وَلَكُمْ تَطَوُّعٌ : الْوِتْرُ وَالْنَحْرُ وَرَكْعَتَا الضُّحَى } حَدِيثٌ مَوْضُوعٌ ؛ بَلْ ثَبَتَ فِي حَدِيثٍ صَحِيحٍ لَا مُعَارِضَ لَهُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُصَلِّي وَقْتَ الضُّحَى لِسَبَبِ عَارِضٍ ؛ لَا لِأَجْلِ الْوَقْتِ : مِثْلَ أَنْ يَنَامَ مِنْ اللَّيْلِ فَيُصَلِّيَ مِنْ النَّهَارِ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً وَمِثْلَ أَنْ يَقْدَمَ مِنْ سَفَرٍ وَقْتَ الضُّحَى فَيَدْخُلَ الْمَسْجِدَ فَيُصَلِّيَ فِيهِ . وَمِثْلَ مَا صَلَّى لَمَّا فَتَحَ مَكَّةَ ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ وَهَذِهِ الصَّلَاةُ كَانُوا يُسَمُّونَهَا " صَلَاةَ الْفَتْحِ " وَكَانَ مِنْ الْأُمَرَاءِ مَنْ يُصَلِّيهَا إذَا فَتَحَ مِصْرًا فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّمَا صَلَّاهَا لَمَّا فَتَحَ مَكَّةَ . وَلَوْ كَانَ سَبَبُهَا مُجَرَّدَ الْوَقْتِ كَقِيَامِ اللَّيْلِ لَمْ يَخْتَصَّ بِفَتْحِ مَكَّةَ ؛ وَلِهَذَا كَانَ
مِنْ الصَّحَابَةِ مَنْ لَا يُصَلِّي الضُّحَى ؛ لَكِنْ قَدْ ثَبَتَ فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - قَالَ : { أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثِ : صِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَنَامَ } . وَفِي رِوَايَةٍ لِمُسْلِمِ : { وَرَكْعَتَيْ الضُّحَى كُلَّ يَوْمٍ } " . وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ { يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلَامَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْيٌ عَنْ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنْ الضُّحَى } . وَفِي صَحِيحِ مُسْلِمٍ عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ : { خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أَهْلِ قُبَاء وَهُمْ يُصَلُّونَ الضُّحَى فَقَالَ : صَلَاةُ الْأَوَّابِينَ إذَا رَمَضَتْ الْفِصَالُ مِنْ الضُّحَى } . وَهَذِهِ الْأَحَادِيثُ الصَّحِيحَةُ وَأَمْثَالُهَا تُبَيِّنُ أَنَّ الصَّلَاةَ وَقْتَ الضُّحَى حَسَنَةٌ مَحْبُوبَةٌ . بَقِيَ أَنْ يُقَالَ : فَهَلْ الْأَفْضَلُ الْمُدَاوَمَةُ عَلَيْهَا ؟ كَمَا فِي حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ أَوْ الْأَفْضَلُ تَرْكُ الْمُدَاوَمَةِ اقْتِدَاءً بِالنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ هَذَا مِمَّا تَنَازَعُوا فِيهِ . وَالْأَشْبَهُ أَنْ يُقَالَ : مَنْ كَانَ مُدَاوِمًا عَلَى قِيَامِ اللَّيْلِ أَغْنَاهُ عَنْ الْمُدَاوَمَةِ عَلَى صَلَاةِ الضُّحَى كَمَا كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْعَلُ وَمَنْ كَانَ يَنَامُ عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ فَصَلَاةُ الضُّحَى بَدَلٌ عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ . ا.هـ

[htc.ws]

شكرا جزيلا
على الموضوع المفيد
بارك الله فيك

[محب السلف الصالح]

بارك الله فيك أخي


جزاك الله كل خير

[تصفية وتربية]

بارك الله فيكم على الإفادة ورحم الله شيخ الإسلام
نسأل الله أن يُعلّمنا ما جهلنا وأن ينفعنا بما علّمنا
يبدو أن المسألة فيها تفصيلات كنتُ أجهلها وتحتاج لمزيد بحث
والله الموفق

[متبع السلف]

كلام شيخ الإسلام يجمع لك شتات الموضوع ففيه التحقيق للمسألة ، والذي تغيب عن كثير ممن يتمسك بالسنة.
ولمزيد توضيح فقد ثبت عن عائشة أنها ما رأت النبي عليه السلام يصلى الضحى وهي إحدى زوجاته وتعلم منه ما لايعلمه غيرها ، ومع ذلك نفت عنه فعلها ، وهذا يدل على عدم مداومة النبي عليه الصلاة والسلام عليها ، وقد ثبت عن بعض الصحابة عدم فعلها ومنهم ابن عمر ونقل ذلك عن ابن مسعود.

[تصفية وتربية]

عُدتُ على عجل لكتاب "زاد المعاد" للإمام ابن القيّم -رحمه الله- باب صلاة الضحى، قال -رحمه الله-:
(ومن تأمل الأحاديث المرفوعة وآثارَ الصحابة، وجدها لا تدل إلا على هذا القول، وأما أحاديثُ الترغيب فيها، والوصيةُ بها، فالصحيح منها كحديث أبي هريرة وأبي ذر لايدل على أنها سنة راتبة لكل أحد، وإنما أوصى أبا هريرة بذلك، لأنه قد روي أن أبا هريرة كان يختار درس الحديث بالليل على الصلاة، فأمره بالضحى بدلاً من قيام الليل، ولهذا أمره ألا ينام حتى يوتر، ولم يأمر بذلك أبا بكر وعمر وسائر الصحابة).
وكلامه هذا أتى مُوافقًا لكلام شيخه -رحمهما الله-.

[تصفية وتربية]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة متبع السلف

كلام شيخ الإسلام يجمع لك شتات الموضوع ففيه التحقيق للمسألة ، والذي تغيب عن كثير ممن يتمسك بالسنة.
ولمزيد توضيح فقد ثبت عن عائشة أنها ما رأت النبي عليه السلام يصلى الضحى وهي إحدى زوجاته وتعلم منه ما لايعلمه غيرها ، ومع ذلك نفت عنه فعلها ، وهذا يدل على عدم مداومة النبي عليه الصلاة والسلام عليها ، وقد ثبت عن بعض الصحابة عدم فعلها ومنهم ابن عمر ونقل ذلك عن ابن مسعود.

بارك الله فيكم
وهذا نقل آخر من زاد المعاد حول ما تفضلتم به الآن:
(قالوا: وفِعل الصحابة رضي اللّه عنهم يدل على هذا، فإن ابن عباس كان يُصليها يوماً، ويدعها عشرة، وكان ابنُ عمر لا يصليها، فإذا أتى مسجد قُباء، صلاها، وكان يأتيه كلَّ سبت وقال سفيان، عن منصور: كانوا يكرهون أن يُحافظوا عليها، كالمكتوبة، ويصلون ويَدعون، قالوا: ومِن هذا الحديثُ الصحيح عن أنس، أن رجلاً من الأنصار كان ضخماً، فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: إني لا أستطيع أن أُصليَ معك، فصنع للنبي صلى الله عليه وسلم طعاماً، ودعاه إلى بيته، ونضح له طرفَ حصير بماء، فصلى عليه ركعتين قال أنس: ما رأيته صلى الضحى غير ذلك اليوم رواه البخاري).

جزاكم الله خيرًا على إفادتكم

[متبع السلف]

في المصنف لابن أبي شيبة باب من كان لا يصلي الضحى ونقل ذلك عنهم بأسانيدهم فليرجع إليه من أراد الاستزادة .

[تصفية وتربية]

جزاكم الله خيرًا على إفاداتكم
اِستفدتُ كثيرًا وتعلّمتُ أمورًا كنتُ أجهلها فلله الحمد من قبل ومن بعد
بارك الله فيكم

[ابن باديس سنة]

السلام عليكم ورحمة الله بارك الله فيكم حياكم الله وحمى حماكم

أسأل الله أن يعلمنا ماينفعنا لي طلب أرجو أن يؤخذ بعين الاعتبار

مارأيكم لو بدأنا بالعلم بالله ودينه ورسوله وياحبذا لو طالت المدة ثم ننتقل إلى معرفة التوحيد آكد فرض وواجب على العبيد والصلاة المفروضة فوق السبع المقبيات إحواني زد على هذا من أراد التعلم فلايركز على كثير النسخ وليعمل على صياغة الافكار على مكتسباته وماخصلم من بسيط العلم فبركته في إنفاقه والسلام عليكم

[متبع السلف]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن باديس سنة

السلام عليكم ورحمة الله بارك الله فيكم حياكم الله وحمى حماكم

أسأل الله أن يعلمنا ماينفعنا لي طلب أرجو أن يؤخذ بعين الاعتبار

مارأيكم لو بدأنا بالعلم بالله ودينه ورسوله وياحبذا لو طالت المدة ثم ننتقل إلى معرفة التوحيد آكد فرض وواجب على العبيد والصلاة المفروضة فوق السبع المقبيات إحواني زد على هذا من أراد التعلم فلايركز على كثير النسخ وليعمل على صياغة الافكار على مكتسباته وماخصلم من بسيط العلم فبركته في إنفاقه والسلام عليكم

أليس في كلامك تناقضا وفقك الله ؟
فكيف نبدا بالعلم بالله ودينه ورسوله ... ثم ننتقل إلى التوحيد ؟
أليس معرفة الله تكون بالتوحيد كما قال حافظ الحكمي رحمه الله في منظومته؟
كأن في كلامك خلطا أو عدم فهم لما تريد.!!!!
ومن يرد نصح الآخرين في التعلم فليبدأ بنفسه أولا، ثم إذا استقام على طريق الطلب فلينصح غيره.
وموضوع النسخ إن كان استعماله بقدر لتسهيل الأمر فمالمانع أما أن يكون وسيلة تحصيل فلا إخال عاقلا يقول به.
وعلى كل حال أتمنى أن تستفيد مما ينشر ولا تهتم بكيف حصل ذلك فذاك من أسباب الحرمان من العلم أخي الحبيب
أتمنى أني لم أحرجك لكن هي سهمك رجعت عليك لأنك لم تحسن التصويب فتنبه وإن استزدت زدناك.

[بدائع الزهور]

نقل طيب اثابك المولى..وبوءت من الجنة مقعدا

[تصفية وتربية]

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة متبع السلف

ولمزيد توضيح فقد ثبت عن عائشة أنها ما رأت النبي عليه السلام يصلى الضحى وهي إحدى زوجاته وتعلم منه ما لايعلمه غيرها ، ومع ذلك نفت عنه فعلها

السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحقيقة أشكل عليّ قولكم هذا، فكيف نجمع بينه وبين ما رواه مسلم في صحيحه عن عائِشة -رضي الله عنها-: ( كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي الضُّحَى أَرْبَعًا ، وَيَزِيدُ مَا شَاءَ اللَّهُ) وما رواه الإمام أحمد عَنْ أُمّ ذَرّةَ قَالَتْ: رَأَيْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللّهُ عَنْهَا تُصَلّي الضّحَى وَتَقُولُ: مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ يُصَلّي إلّا أَرْبَعَ؟
سؤالي ليس عن مداومة النبّي -صلى الله عليه وسلم- على صلاة الضحى لأن هذا الأمر اتّضح ولله الحمد، ولكن عن نفي عائِشة -رضي الله عنه- أنها رأته يُصلّيها.
وجزاكم الله خيرًا

[شرقية]

بارك الله فيك علي الطرح الرائع

[متبع السلف]

قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (3/55.56) الطبعة السلفية
:
..وجاء عن عائشة في ذلك أشياء مختلفة أوردها مسلم : فعنده من طريق عبد الله بن شقيق : قلت لعائشة : أكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى ؟ قالت : لا ، إلا أن يجيء من مغيبه . وعنده من طريق معاذة عنها : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي الضحى أربعا ، ويزيد ما شاء الله . ففي الأول نفي رؤيتها لذلك مطلقا ، وفي الثاني تقييد النفي بغير المجيء من مغيبه ، وفي الثالث الإثبات مطلقا . وقد اختلف العلماء في ذلك : فذهب ابن عبد البر وجماعة إلى ترجيح ما اتفق الشيخان عليه دون ما انفرد به مسلم وقالوا : إن عدم رؤيتها لذلك لا يستلزم عدم الوقوع ، فيقدم من روي عنه من الصحابة الأثبات ، وذهب آخرون إلى الجمع بينهما . قال البيهقي : عندي أن المراد بقولها : " ما رأيته سبحها " ؛ أي داوم عليها . وقولها " وإني لأسبحها " ؛ أي أداوم عليها ، وكذا قولها : " وما أحدث الناس شيئا : " تعني المداومة عليها . قال : وفي بقية الحديث - أي الذي تقدم من روايةمالك - إشارة إلى ذلك حيث قالت : " وإن كان ليدع العمل وهو يحب أن يعمله خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم " . انتهى . وحكى المحب الطبري أنه جمع بين قولها : ما كان يصلي إلا أن يجيء من مغيبه . ، وقولها : كان يصلي أربعا ، ويزيد ما شاء الله . بأن الأول محمول على صلاته إياها في المسجد ، والثاني على البيت . قال : ويعكر عليه حديثها الثالث - يعني حديث الباب - ويجاب عنه بأن المنفي صفة مخصوصة ، وأخذ الجمع المذكور من كلام ابن حبان . وقال عياض وغيره : قوله : " ما صلاها " ؛ معناه : ما رأيته يصليها ، والجمع بينه وبين قولها : " كان يصليها " ، أنها أخبرت في الإنكار عن مشاهدتها ، وفي الإثبات عن غيرها . وقيل في الجمع أيضا : يحتمل أن تكون نفت صلاة الضحى المعهودة حينئذ من هيئة مخصوصة بعدد مخصوص في وقت مخصوص ، وأنه صلى الله عليه وسلم إنما كان يصليها إذا قدم من سفر لا بعدد مخصوص ، ولا بغيره كما قالت : يصلي أربعا ، ويزيد ما شاء الله .