الجثة وعيد الميلاد

[kada70]

ها هو رمحك في الكلام ، وهاهو اللحم الطري حيث تسكن الوردة التي حولتك عشتارا جديدا في فصول البرد، لم تكن تعرف طريقك ولم يكن هذا الوطن الذي لفيته في حقيبتك عند السفر المباغث، كانوا احدى عشرة حارسا للنوايا وكنت المذبوح في الحاجز المزيف، طار دمك عند مرور السكين على عنق الوردة فشخرت شخرة الموت
بقيت
للعراء لحما نتنا
فعافك الوحش وعافتك الطيور الجارحة
غطاك الليل وعرت لحمك شمس الفجيعة ولم يسمع حشرجاتك غير الكائنات التي تسكن باطن الأرض
كان الدود يتهيء لحفلة عيد الميلاد
بدأ العد التنازلي لساعة الصفر وأنت لازلت لاتعرف جسدك من رأسك المفصول
حدقت في الفراغ
كان الليل لطخة سوداء أصابت بؤبؤة العين
فلم تبصر غير الفراغ الأسود وبعض النقاط التي بدت تتحرك كعيني مارد
تائه

حاولت تحريك جسدك من بعيد
لعلك ستعود لسيرتك الأولى لكنك فشلت
لا أحد في الجوار يسمع أنين الوطن الذبيح غير عواء الذئاب
وصفير هوام الليل وأنت كما أنت جثة في مهب العراء
بدأت في الصراخ لم يسعفك صوتك المبحوح
فجاءك النمل وجاءتك الديدان
تحمل شموعها في الظلام
وبدأت حفلة عيد الميلاد في النمو
رأيتهم يوقضون شموعا على لحمك الطري
وأبصرت روحك تنسحب وحيدة
لتتوحد مع ضوء القمر