تلقى الولاة، الأسبوع الماضي، مراسلة من وزارة الداخلية تأمرهم فيها بتشديد الحراسة وضمان تغطية أمنية على مستوى المؤسسات التربوية. وحسب نص مراسلة، تحوز ”الخبر” على نسخة منه، بعث بها وال بالوسط تحت رقم 452 مؤرخة في 13 نوفمبر الجاري إلى مديرية التربية، فإنّه يدعو فيها إلى ”ضمان مداومة معززة دون انقطاع”. تحرّكت وزارة الداخلية بناء على طلب من وزارة التربية لتشديد الإجراءات الأمنية بمحيط المؤسسات التربوية، في ظل تزايد الاعتداءات على التلاميذ والموظفين، وصلت فيها الأوضاع إلى وقوع جرائم قتل، وغزو كبير لمختلف الأسلحة البيضاء داخل المؤسسات التربوية. كما طلب الولاة من مديري التربية، بناء على تعليمات من وزارة الداخلية، بمراقبة مدى فعالية الأجهزة الأمنية، وتعزيز الحراسة وضمان المداومة المستمرة لحماية مرافق المؤسسات التربوية، وثاني إجراء يتعلق بوضع هاتف المؤسسة في متناول المداوم للاتصال في حالة أي طارئ، مع ضرورة ”الإشعار الفوري” بناء على أهمية الإنذار. ويتعرّض، حسب المراسلة، مديرو المؤسسات التربوية المطالبون بـ”التنفيذ”، إلى عقوبات وتطبق عليهم الإجراءات القانونية اللاّزمة، نظرا لكون المراسلة دعت هؤلاء إلى إيلاء العملية ”اهتماما بالغا” من أجل التنفيذ الصارم والفعّال. وتأتي هذه التعليمات في ظل تزايد رهيب للاعتداءات داخل وخارج المؤسسات التربوية، وتناول فضيع لمختلف الأسلحة البيضاء في الأوساط التربوية، وكانت آخر حادثة منع التدريس بمدارس منطقة عين المالحة بجسر قسنطينة في العاصمة. وقبلها بقليل، اقتحام ثانوية بولاية البليدة من طرف مجموعة شباب مدججين بالأسلحة البيضاء واعتدوا على تلميذ وموظّف. كما صدرت هذه التعليمات الجديدة بعد عودة ملف توفير الأمن في محيط المؤسسات التربوية إلى الواجهة بقوّة، ليستحضر وعود المسؤولين المعنيين بضمان التغطية الأمنية لحياة 8,3 مليون تلميذ متمدرس في الأطوار التعليمية الثلاثة و470 ألف أستاذ ومعلّم، باتوا لا يؤمنون على أنفسهم لا داخل مؤسساتهم التربوية ولا خارجها. ويحمّل مسؤول من وزارة التربية مسؤولية حماية التلاميذ وتوفير التغطية الأمنية إلى ولاة الجمهورية، باعتبارهم المكلفين قانونيا بهذه المسألة، مشيرا إلى أن دور الوزارة هو تشييد أكبر قدر ممكن من المؤسسات التربوية للقضاء على الاكتظاظ. وقال المتحدث لـ”الخبر”، إنّ الوزارة أشعرت الجهات المعنية بتوفير الأمن في محيط المدارس، لكن الاستجابة ما تزال ضعيفة. وسبق لاتحاد جمعيات أولياء التلاميذ تسجيل 330 حالة وفاة بسبب الاعتداءات وحوادث المرور في محيط المؤسسات التربوية، ودق الاتحاد على إثره ناقوس الخـــطر باعتبار الرقم ”خطيرا ومخيفا”، يتطلب الاستعداد من طرف كل الجهات المعنية لمكافحة الاعتداءات. -