الغيرة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > القسم الاسلامي العام > أرشيف القسم الاسلامي العام

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

الغيرة

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2008-10-15, 19:26   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
جمال هشماوي
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية جمال هشماوي
 

 

 
إحصائية العضو










B9 الغيرة

الغيرة
الحمد لله الموصوف بكل كمال، والمنزه عن كل نقص، وأشهد أن لا إله إلا الله له ما وصف به نفسه العلية من غير كيف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله وخيرته من خلقه وسيد أصفيائه وأوليائه وإمام أنبيائه، وبعد:
أخرج البخاري في صحيحه كتاب النكاح باب الغيرة عن سعد بن عُبادة لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غير مصفح. فقال النبي صلى الله عليه وسلم : "أتعجبون من غيرة سعد؟ لأنا أغير منه، والله أغير مني". وأخرج عن ابن مسعود قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "ما من أحد أغير من الله من أجل ذلك حرم الفواحش وما أحد أحب إليه المدح من الله". وعنده عن عائشة رضي الله عنها قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "يا أمة محمد، ما أحد أغير من الله أن يرى عبده أو أمته تزني، يا أمة محمد لو تعلمون، ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيرًا"(1). ففي الرواية الأولى ذكر النبي صلى الله عليه وسلم رتبتين من مراتب الغيرة أدناهما رتبة سعد بن عبادة ولنتدبر قوله حيث قال: لو رأيت رجلاً مع امرأتي لضربته بالسيف غيرَ مصْفِح بكسر الفاء على أنها صفة للضارب وحالاً منه وبفتح الفاء على أنها صفة للسيف، أي يضربه بحد السيف وليس بعرض السيف، أي يضربه ضربًا يقتله، حتى نقل ابن حجر في الفتح عند شرحه للحديث قال: تمسك بهذا التقرير- أي من الرسول لسعد رضي الله عنه- من أجاز فعل ما قال سعد وقال: إن وقع ذلك ذهب دمُ المقتول هدرًا نقلاً عن ابن المواز من المالكية(2).
هذه غيرة سيد الأوس رضي الله عنه والتي كانت علامة وشارة مميزة له حتى قال أصحابه من الأنصار فيما ذكره ابن حجر اعتذارًا يا رسول الله لا تلمه فإنه رجل غيور والله ما تزوج امرأة قط إلا عذراء ولا طلق امرأة فاجترأ رجل منا أن يتزوجها من شدة غيرته.
هذه غيرة سعد رضي الله عنه، وهي الأدنى والأقل من غيرة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم فوق كل ذلك غيرة من ليس كمثله شيء وهو السميع البصير، حيث أثبت الحديث وغيره من أحاديث الباب هذه الصفة لله تعالى، والواجب إثباتها على الحقيقة اللائقة به سبحانه كسائر صفاته من غير تكييف ولا تمثيل ولا تحريف ولا تعطيل، كما قال تعالى: ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ، ولثبوت هذه الصفة لله تعالى تجلت كما وردت رواية ابن مسعود السابقة: "ما من أحد أغير من الله تعالى من أجل ذلك حرم الفواحش". فقد تجلت في تحريم الفواحش وكما في رواية أبي هريرة عند البخاري قال رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم : "إن الله يغار وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرَّم الله"، وأما الغيرة في حق الآدمي فهي مشتقة من تغير القلب وهيجان الغضب بسبب المشاركة فيما به الاختصاص وأشد ما يكون ذلك بين الزوجين. قاله عياض رحمه الله(3).
وليس معنى هذا أن القلب لا يتغير إلا عند رؤية الفاحشة فقط إنما نقلت السنة الشريفة ما هو أقل من ذلك بكثير منها ما رواه البخاري عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنها قالت: كنت أنقل النوى من أرض الزبير على رأسي فجئت يومًا والنوى على رأسي، فلقيت رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم ومعه نفر من الأنصار فدعاني ثم قال: إخْ إخْ ليحملني خلفه فاستحييت أن أسير مع الرجال وذكرت الزبير وغيرته وكان أغير الناس، فعرف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أني قد أستحييت فمضى فجئت الزبير فقلت: لقيني رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وعلى رأسي النوى ومعه نفر من أصحابه فأناخ لأركب فاستحييت منه وعرفت غيرتك، فقال: والله لحملك النوى كان أشد عليّ من ركوبك معه، قالت: حتى أرسل إليّ أبو بكر بعد ذلك بخادم تكفيني سياسة الفرس فكأنما أعتقني(4).
فهذه هي الحرة العفيفة بنت صديق الأمة تحترم غيرة زوجها فلا تركب خلف النبي صلى الله عليه وسلم وإن كانت لا تحل له صلى الله عليه وسلم ، في هذه الحالة لوجود السيدة عائشة رضي الله عنها تحته صلى الله عليه وسلم ، والحديث يثبت وجود الغيرة عند الزبير رضي الله عنه لأمرين أولهما: الركوب خلف النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكن الأشد من ذلك والأكبر هو ابتذال أهله فيما يشق من الخدمة وأنفة نفسه من ذلك لا سيما إذا كانت ذات حسب فقال: حملك النوى أشد من ركوبك معه صلى الله عليه وسلم ، أين هذا السمو والغيرة من الرجال والنساء اليوم، تركت المرأة مع سائق أو مالك السيارة دون محرم ودون جمع من الناس، دون غيرة من رجالها أو زوجها، وكذلك تكون مبتذلة في الأسواق والطرقات دون غيرة من زوجها أو أولادها، فكان حمل أسماء رضي الله عنها النوى، والخدمة الشاقة لفرس الزبير رضي الله عنه أمر عسير على نفسه ولكن السبب في هذا الصبر من جانب الزبير على ذلك هو شغله بالجهاد مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم وغيره من الأمور التي يكلف بها.
ولعظم حب الصحابة للنبي صلى الله عليه وسلم كانوا يغارون على زوجاته وهن أمهاتهم وكان أعظمهم قدرًا في ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي وافقه ربه في ذلك لما قاله البخاري عن أنس قال عمر بن الخطاب يا رسول الله يدخل عليك البر والفاجر فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله آية الحجاب وهي كما يقول ابن كثير قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستئنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحيي منكم والله لا يستحيي من الحق وإذا سألتموهن متاعا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله ولا أن تنكحوا أزواجه من بعده أبدا إن ذلكم كان عند الله عظيما









 


 


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 06:57

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc