هذه رسالة أحببت أن أرفعها في هذا المنتدى بناء على ما وعدت به، و هي لشيخنا و حبيبنا و أخينا الحنبلي خالد حمد علي نوصلها بإذن الله بمن تصوف و لبس الخرقة من كل المذاهب بإذن الله، و قد تعمدت أن أنقل كلام أخينا الفاضل خالد عن علماء مذهبه، لعلمي بأن المنكرين على السادة الصوفية يتلبسون بلباس المذهب الحنبلي رغم قلة بضاعتهم فيه، و ليتنا يوما نرتقي إلى هذه الدرجة العلية و نكون عند الله من المقبولين...
الحمدُ للهِ ربِّ العالميْن، والصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى سيِّد الأنبيَاء والمُرسَليْن ، وَعَلى آلِهِ وصحبِهِ الطَّاهرين ، ومَنْ اهتدى بهديهم إلى يَومِ الدِّيْن .
أمَّا بَعْدُ :
فهذِهِ مَقَالَةٌ مُوْجَزَة غايَة الإيْجَاز ، ذكرْتُ فيْها مَنْ تصوَّفَ وسَلَك ولبِسَ الخرقة مِن السَّادَة الحنَابِلَة الفُضلاء، إعلامَاً للجاهل ، وتذكيْرَاً للغافل ، وإفحَامَاً للمُعَانِد .
وقبْلَ أنْ أشرَعَ في ذكرِهم ، لابُدَّ أنْ نأتي على ذكرِ مُقدِّمتيْن :-
المُقدّمَة الأولى : لا بُدَّ أنْ يُعلمَ أنَّ التصوفَ ضرْبَان :-
الضرْبُ الأوَّل : تصوّفٌ شرْعيٌّ صحيح ، مَبنيٌّ عَلى كتابِ اللهِ وسُنَّةِ رَسولِهِ صلَّى اللهُ عليْه وسَلَّم ، وهذا هو الأصلُ، وَعَليْه سَارَ الأئمة الأوَل.
قالَ إمَامُ أهل التصوّف الجُنيْد _رحمَهُ اللهُ_ كمَا في "طبقات الصوفيّة" للسلمي "ص/159" : (مذهبنا هذا مقيد بأصول الكتاب والسنة)
وقال أيضاً في نفس الصفحة : (الطرق كلها مسدودة على الخلق إِلا على من اقتفى أثر الرسول عليه الصلاة والسلام، واتبع سنته ولزم طريقته، فإِنَّ طرق الخيرات كلها مفتوحة عليه)
وقال الشيخ عبد الوهاب الشعراني رحمه الله تعالى في "لطائف المنن" (1/2) : (إِن طريق القوم محررة على الكتاب والسنة كتحرير الذهب والجوهر، فيحتاج سالكها إِلى ميزان شرعي في كل حركة وسكون)
وقال الشيخ أحمد زروق رحمه الله تعالى في قواعده: (وكل شيخ لم يظهر بالسنة فلا يصح اتباعه لعدم تحقق حاله، وإِن صح في نفسه وظهر عليه ألف ألف كرامة من أمره) ["قواعد التصوف" للشيخ أحمد رزوق ص76].
فانظر يَا رَعاكَ اللهُ إلى سَادَةِ القوم يَنصُّون عَلَى أنَّ التصوف قائمٌ عَلى الكتَابِ والسُّنَّة لا غيْر .
وحيْثُ قلنا : (الكتاب والسنة) فلا نعني بها تلكَ الفهومَ الظاهريَّة الجوفاء في فهمِ نصوصِ الشريْعَة ، بل القصدُ أنَّ الكتابَ والسُّنّة هما المَرجعان الأساسيّان لكن وفقَ فهم الأئمَّة الثقات فحسب.
والغايَة مِنْ هذا التصوّف تربيَة النفس ، وَمُجَاهدَة آفاتها وأمرَاضها، والأخذُ بزمَامِها وخطامِها ، والسلوك بها إلى اللهِ جلَّ في عُلاه، فإنَّ السُّلوكَ إلى اللهِ عزَّوَجلَّ غايَة الأوليَاء السَّالكين ، والوصولَ إليْهِ أملُ السَّادَة العَارفيْن ، فبِهِ تتمُّ تزكيَةُ النفُوس ، ويُقطعُ مِن أمرَاضها الرؤوس ، قالَ اللهُ عزَّ وجل : {قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا (9) وقد خابَ مَنْ دسَّاها} ، فأثنَى الباري سُبْحَانه عَلى مَنْ سَعَى في تزكيَة نفسِهِ ، ورَامَ إصلاحَها ، وذمَّ مَنْ أطلَقَ لنفسِهِ العَنَانَ ، ودسَّها في سيئات الأعمَال .
الضربُ الثاني : تَصوّفٌ مَبنيٌّ عَلى الضلالات والخُزعبلات، لا حظ لَهُ مِنَ الكتابِ والسُّنة وقوَاعِد الشريْعَة، وهذا حَالُ كثيْر مِن أدعياءِ التصوّف في هذا الزَّمَان، يُلبِّسون ويُدلسون ، وإلى الحقِّ لايَهدُون ، فهذا الضربُ ننزّه الأئمة الثقات عنْه .
المُقدِّمَة الثانيَة : فيْمَا يَتعلّق بطريْقةِ هذِهِ الرِّسَالَة أو المَقالَة، فإنِّي نهجتُ فيْهَا سبيْلَ الإيْجَاز والإختصَار ، وأهملتُ الأطنَابَ والإكثار، لأنَّ غايَتي مِن ذلِك التنبيْه عَلى أسمَاءهم وأعدَادِهم ، وألحقتُ بذلك ذكرَ موَاليْدِهم ووفيَّاتهم ، ومَا تيسَّر وقلَّ مِن أخبَارِهم ،وذكرتُ أيضاً مَا يَدلُّ عَلَى تصوفهم وسلوكهم بنصِّ الأئمَّة الأعلام،والحقُّ أنّي عجلتُ في إخرَاجها ، وذلِكَ خشيَة إهمَالها،وبمَا أنَّ غايتَها الإعلام فلا مَلام .
هذا وإنَّي لا أقول إني جمَعتُ في هذِهِ الرِّسَالَة فأوعيْت ، كلا ، بل قدْ خلَّفتُ خلفي الكثيْر، ولذلِك جعلتُ هذه المَقالَة هي الجزء الأوّل ، وسيَعقبها بإذنِ اللهِ مَا تيسَّر .
سائلاً اللهَ عزَّوجل الإعَانَة ، واللطف في الأمر كلِّهِ ، وأنْ يَجعلَ مَا اكتبُهُ خالصَاً لوجههِ الكريْم ليْسَ قالصَاً .
وَمَا مِن كاتبٍ إلا ويَفنَى 00000 ويُبْقي الدهرُ مَا كتبَتْ يَدَاهُ .
فلا تكتب بيَدكَ غيْرَ شيءٍ 00000 يَسُّرك في القيَامَةِ أنْ ترَاهُ .
• عبْدُ الغنِي بن عبْدِ الوَاحِد بِن علي بن سُرور بن نافع بن حسن بن
جعفر الجمّاعيْلي المَقدسي ، الحافظ ، المُحدّث ، الفقيه ، الزّاهد ، الورع شيْخ الإسلام ، ومُفتي الأنام (صاحبُ كتاب "الكمَال")
قال الحَافظُ ابنُ رَجبٍ في "ذيْل الطبَقات" (4/7) : { وُلِدَ بجمّاعيل ، مِنْ أرْض نابلس مِنَ الأرْض المُقدّسَة ، سنة إحدَى وأرْبعيْن وَخمْسُمَائةٍ } .
قال ابْنُ النجّار : { حدّثَ بالكثيْر ، وَصنّف التصانيف الحسنة في الحديث ، وكان غزير الحفظ ، مِن أهل الإتقان والتجويد ، قيّماً بجميع فنون الحديث ، عارفَاً بقوانيْنِهِ ، وأصولِهِ ، وعللهِ ، وصحيحه وسقيمه ، وناسخه ومنسوخه ، وغريْبِهِ ، وشكلِهِ ، وفقهه ، ومعانيه ، وضبط أسماء أحوَالهم } .
قال ابنُ رَجبٍ الحنبلي في "ذيل الطبقات" : { وَقدْ جمَعَ فضائلَ الحافظ وسيْرَتَهُ الحَافظُ ضيَاءُ الدين في جزأين } .
جَاءَ في "المَنْهج الأحمَد" للإمَام العُليْمي (2/191) : { قالَ الموَفّق : لبسْتُ أنَا والحَافِظُ عبْد الغني الخرْقة مِن يَدِ شيْخ الإسْلام عبْد القادِر ، واشتغلنا عليْهِ بالفقِهِ ، وَسمعْنَا مِنْهُ ، وانتفعنَا بصحبَتِهِ ، وَلمْ نُدْرك مِن حيَاتِهِ غيْرَ خمْسيْنَ ليْلة } .
• موفق الدين عبدالله بن أحمد بن محمد بن قدامة بن مقدام بن نصر بن
عبدالله المقدسي ثمّ الدمشقي الصالحي .
قال الإمَامُ العُليميُّ في "المَنهج" (2/361) : { الفقيه ، الزاهد ، الإمام ، الربّاني ،إمامُ أهل السنّة ، مفتي الامة ، شيخ الإسلام ، سيّد العُلمَاءِ الأعلام ، علمُ الزهّاد ، أوحدُ العبَاد ‘ إمَام المُحدّثين ، آخر المُجْتهدِيْن } .
وُلدَ في شعبان ، سَنة إحْدَى وأربعين وخمسمائة بجمّاعيْل .
وقدِمَ دمشقَ مَعَ أهلِهِ ، وله عشر سنين ، فقرأ القرآن ، وحِفظ "مختصر الخرقي ، واشتغل ، وسمع من والدِه ، وأبي المكارم بن هلال ، وأبي المعالي بن صابر ، وغيرهم .
أقوالُ العُلمَاءِ فيْهِ :
قال أبوعمرو بن الصلاح : مَا رأيْتُ مِثلَ الشيْخ المُوفّق .
وقال الشيْخ : عبْد الله اليونيني : مَا أعتقد أنَّ شخصَاً ممّن رأيتُه÷ حَصَلَ لهُ مِنَ الكمَال في العُلوم والصّفات الحميْدَة التي يَحْصلُ بها الكمَال سِوَاهُ .
وقال أبو بكر محمد بن معالي بن غنيْمَة : مَا أعرف أحَداً في زمَاني أدرَكَ دَرَجة الاجتهاد إلا المُوفّق .
وقال تقيُّ الديْن بن تيْميّة : ما دخلَ الشام بعد الأوزَاعي أفقه من الشيخ المُوفّق .
ولَهُ مُصنّفاتٌ كثيْرَة جدّاً ، أشهرُها كتابُ " المُغنِي " الذي انتشر نفعُهُ في الأمْصار ، وأثنى عليْهِ عُلمَاءُ الأقطار ، حتّى قال سُلطانُ العُلماء العز بن عبد السّلام : لمْ تطبْ نفسي بالفتيا حتّى صار عندي نسخة المُغنِي .
جَاءَ في "المَنْهج الأحمَد" للإمَام العُليْمي (2/191) : { قالَ الموَفّق : لبسْتُ أنَا والحَافِظُ عبْد الغني الخرْقة مِن يَدِ شيْخ الإسْلام عبْد القادِر ، واشتغلنا عليْهِ بالفقِهِ ، وَسمعْنَا مِنْهُ ، وانتفعنَا بصحبَتِهِ ، وَلمْ نُدْرك مِن حيَاتِهِ غيْرَ خمْسيْنَ ليْلة .
كانتْ وَفاتُهُ يوْمَ السبْت ، يوم الفطر ، سنة عشرين وستمائة ، وَدفِنَ مِنَ الغدِ بجبَل قاسيون ، خَلْفَ الجَامِع المظفرى ، في مَقبرتهم المَشهُورة .
• مُحمّد بن أحمَد بن عبد الله بن عيْسَى بن أبي الرِّجال أحمَد بن بن مُحمّد اليونيني البَعليُّ .
قال الإمَامُ ابنُ كثيْر _رحمَهُ اللهُ_ في " البدَايَة والنّهايَة" (13/212) :
{ تقيُّ الدّين الفقيه، الحنبلي ، الحَافظ ، المُفيْد ، البَارع ، العابِد ، النّاسِك ، سمِعَ الخشوعيَّ، وحنبلاً ، والكندي ، والحافظ عبد الغني المَقدسي ، وكانَ يُثنِي عليْهِ ، وتفقّه على المُوفّق، ولزم الشيخ عبد الله اليونيني فانتفع بِهِ، وكانَ الشيْخُ عبد الله يُثني عليْه ويُقدّمَهُ ويَقتدِي بِهِ في الفتاوى.
وقد لبسَ الخرقة مِن شيْخ شيْخِهِ عبد الله البطائحي، وبرَعَ في علم الحَديْثِ ، وحفظَ الجمْعَ بيْنَ الصحيْحين بالفاءِ والواو، وحفظَ قطعَةً صالِحَة مِن مُسنَدِ الإمَام أحمَد، وكانَ يَعرفُ العربيّة ، أخذَها عن التّاج الكندِي، وكانَ النّاسُ يَنتفعُونَ بِهِ بفُنونِهِ الكثيْرَة ، ويَأخذونَ عنْهُ الطرُق الحسَنَة } .
وقالَ الإمَامُ ابنُ مُفْلِحٍ _رحمَهُ اللهُ_ في "المَقصد الأرشَد" (2/357) :
{ولبس خرقة التصوف من الشيخ عبد الله البطائحي- صاحب الشيخ عبد القادر – ولزم صحبة الشيخ عبد الله اليونيني الزاهد، صاحِب الأحوَال والكرَامات ، الذي يُقال له : أسدُ الشام } .
وُلِدَ سَنَة اثنتين وسبعين وخمسمائة ، وتوفي ليلة تاسع عشر رمضان سنة ثمان وخمسين وستمائة .
• يوسف بن عبدالرحمن بن علي بن محمد بن علي بن حمَّاد بن
الجوزي ، القرشي ، التيمي ، البكري ، البغدادي ، الفقيه الأصولي ، الوَاعظ .
ولِدَ في ليْلة سَّابِع عشر ذي القعدة سنة ثمانين وخمسمائة ببغداد ، قال العُليْميُّ في "المَنْهج الأحْمَد" (2/57) : { وَلبِسَ الخرْقةَ مِنَ الشيْخ ضيَاء الدين عبدالوهَّاب بن سكينة} .
ثمَّ قالَ : { كانَ مِنَ العُلمَاء الأفَاضل ، والكبَراء الأمَاثل ، أحدُ أعلام العلم ، وَمَشاهيْر الفضل ، ظهرَتْ عليْهِ آثارُ العنَايَة الإلهيّة مُذ كان طفلاً ؛ فعُنيَ بِهِ وَالدُهُ ، وَأسْمَعه وَدرَّبَهُ من صغرِهِ عَلى الوَعْظ ، وَبُوركَ لهُ في ذَلِك ، وصَارَ لَهُ القَبُولُ التَّام ، وَبانتْ عليْهِ آثارُ السَّعادة} . ا.هـ
• مُحمَّد بن أحْمَد بن عبْد الله بن عيْسَى بن أبي الرجال بن علي اليونيني
البعلي .
وُلِدَ في سَادِس رَجب ، سَنَة اثنتين وَسَبْعين وَخمْسُمائة بيونين ، من قرى بعلبك ، وَتوفي ليلة التاسع عشر رمضان ، سنة ثمان وخمسين وستمائة ، ببعليك .
قال العُليميُّ في "المَنهج الأحْمَد" (2/66){ الشيخُ ، الفقيه ، المُحَدّث ، الحافظ ، الزّاهد ، العارف ، الرَّباني ، تقي الدين ، أبو عبد الله ابن أبي الحسين . أحَدُ الأعْلام ، وَشيْخ الإسْلام } .
وقال لإمَامُ الحَافظ شمْسُ الدين الذهبي في "سيَر أعلام النبلاء" 17/6) : { وَلبسَ خرقة التصوّف ، مِنَ الشيخ عبدالله البطائحي ، صاحب الشيخ عبد القادر } .
وَقال بُرْهَانُ الديْن في "المَقصَد الأرشد" (2/356): { كانَ ذَا أحوال وَكرَامات وأورَاد وعبادات لا يخلُّ بِهِا ولا يؤخرها عن وَقتِها لورود أحدِ عليه ، ولو كان من الملوك ، وكان لا يَرى إظهار الكرامات ، وَيقول : { كمَا أوْجبَ الله على الأنبياء إظهار المُعجزَات أوْجبَ على الأوليَاء إخْفَاء الكرَامات } .
• علي بن محمد بن وضاح بن أبي سعد .
قال ابنُ مُفلح في " المقصد الأرْشَد" (2/261) : { الفقيه ، المحدُّث النحوي الزَّاهد الكاتب النحوي} .
ثمَّ قال : { وَسمعَ من الشيخ العارف علي بن إدريس اليعقوبي ، ولبس منه الخرقة } .
وَقال الإمامُ العُليمي في " المنهج الأحمد" (2/77) : { وَصحِبَ الصَّالحيْن ، وَلبسَ خرقة التّصوّف } .
• محمد بن عبدالله بن عمر بن أبي القاسم البغدادي .
ولد ليلة الثلاثاء ، ثالث عشر ذي القعدة ، سَنة ثلاث وعشرين وستمائة . وتوفي في تاسع جمادى الأخرى سنة سبع وسبعمائة ، ودُفنَ بمقبرة الإمام أحمد .
قال في " المقصد الارشد " (2/424) : { وَلبسَ خرقة التّصوّف} .
• محمد بن عبدالله الطرابلسي الأصل ، البعلي الشهرة ، الدمشقي .
وُلدَ بدمشق سنة 1104 هـ ، وتوفي سنة 1177.
قال في النعت الأكمَل (296) : { هو الشيخ الصّالح ، الصوفي ، أبو السّعادَات ، نِظام الدّين }.
•أحْمَد بن إبْرَاهيْم بن نَصْرَ الله بن أحمَد بن محمّد بن أبي الفتح بن هاشم القاضي ، الكِنَاني ، العَسْقلانِي الأصل ، القاهري ، الصالحي .
قال في "الضوءِ اللامِع" (1/205) : { وُلِدَ في سَادِس عشر ذي القعدة سَنَة ثمانِمَائة في المَدْرَسَة الصّالحيّة مِنَ القاهرَة ، وَنَشأ بِهَا في كَفَالةِ أمِّه لمَوتِ وَالدِهِ في مُدّة رضَاعِهِ } .
قال ابْنُ حُمَيْدٍ في " السّحب الوَابِلَة" (1/87) : { وَلبسَ خِرْقة التّصوّفِ مَعَ تلْقيْن الذكر مِنَ الزّيْن أبي بَكر الخَوَّافي ، وَكذَا صحِبَ البُرْهان الأدْكاوي وَلبسَهَا أيْضَاً مِنْ خالِهِ } .
•عبد الرحمن بن محمد بن عبدالرحمن بن يوسف بن عيسى بن تقي الدين عبدالواحد بن عبدالرحيم بن حمد بن عبد المجير القرشي ، العُمَري العُليْمي .
صاحبُ "المنهج الأحمَد في تراجم أصحاب الإمام أحَمَد" .
وُلِدَ بالقدس الشريف في ليلة يسفر صباحها عن يوم الأحد ثالث عشرى ذي القعدة سنة ستين وثمانمائة ، وتوفي سنة "928"هـ.
وَقدْ ذَكرَ الإمَامُ العليْميُّ _ رحمهُ اللهُ_ في كتابِهِ آنف الذكر ، أنَّهُ أخذَ الخرقة الشريْفة بسَندٍ عالٍ متصل إلى الشيخ عبد القادر الجيلاني ، كمَا في (2/186) حيْث قال : { وَقدْ أخذتُ الخرقة الشريفة بسندٍ عالٍ مُتصل بالسيّد الجليل محيي الدين عبد القادر الجيلي رضي الله عنه ، عن شيخنا الشيخ الإمام ، بقيّة العلماء الأعلام ، بركة الوجود والعبّاد ، وشيخ الإقراء بالقدس الشريف وبجميع البلاد ، شمس الدين أبي عبد الله محمد بن موسى بن عمران المُقرئ الحنفي ، تغمّدهُ اللهُ برحمتِهِ ، وأسكنه فسيح جنته ، ألبسنيها بيدِهِ المباركة في يوم الأحد بعد الظهر ، سادس عشر شعبان المُكرم ، سنة إحدى وسبعين وثمانمائة بالمسجد الأقصى الشريف ، شرفه الله وعظمه ، بباب الحديد من الجهة الغربيّة } أ.هـ المُراد .
•أحمَد بن عبد العزيز بن علي بن إبراهيم بن رُشيّد ، الشهاب القاهري.
قال في "الضوء اللامع" (1/349) : ( وُلدَ _ تقريْبَاً _ في أحد الجُمَادين سنة 861 بحدرة عكّا من القاهرة ، نشأ فحفظ القرآن وكتباً ، منها : "العمدة" ، و"المقنع" ، و"ألفية النحو"، و" الملحة" ، وجلُّ الطوفي ، و"الشاطبية" } .
قال الشعراوي كما نقله ذلك ابنُ حميدٍ في " السُّحب الوابلة " (1/159) : { وكان في أوّل عمره يُنكر على الصوفيّة ، ولمّا اجتمع بسيّدي علي الخوّاص وغيره أذعن لهم ، واعتقدهم ، وصار بعد ذلك يتأسف على عدَم اجتماعه بالقوم من أوّل عُمُرِهِ ، ثمّ فُتح عليه في الطريق ، وصار له كشفٌ عظيم قبل موتِهِ } .
توفي _رحمه الله_ في دمشق المحروسة سنة 949 هـ .
• أحمَد بن عبد الله بن أحمَد بن مُحمّد الحلبي الأصل ، البعلي الدمشقي.
وُلِدَ في ثامن رمضان سنة 1108 هـ ، وتوفي ليلة السبت 16 محرّم سنة 1189 .
قال الإمَامُ المُرَادِي كما في " سلك الدرر" (1/131) : { هو الشيخ ، الإمام ، الزاهد ، الورع ، الفقيه ، كان عالماً فاضلاً ، عاملاً بعلمِهِ ، ناسكاً ، خاشعاً ، متواضعاً ، بقيّة العُلماء العاملين ، فرضياً أصوليّاً ، لم يكن على طريقتِهِ أحدٌ ممن أدركناه ، مع الفضل الذي لا يُنكر } . ا،هـ .
ثمّ قال : { وأخذَ الطريْقة الخلوتيّة عن الأستاذ الشيخ محمد بن عيسى الكناني الصالحي الحنبلي ، والشيخ محمّد عقيلة المكي ، والشيخ عبد الله الخليلي نزيل طرابلس } .
• أحمد بن عطيّة بن عبد الحي القيّوم بن أبي بكر بن ظهيرة المكي .
وُلِدَ سنة 879 هـ بمكة المكرمة ، وتوفي سنة 942 هـ .
قال الشيخ جار الله بن فهد ، على ما نقله عنه ابن حميد في " السحب" ( 1/187) : { وأقبَل على التصوّف ، وسافر لأجلِهِ إلى مشايخ اليمن ، فأخذ عن الشيخ إسماعيل المشرع ، وأخيه الشيخ الجنيد ، وحصل له جذبٌ ثمّ أفاق فتقشف في لباسه ، ولزم مشايخ الأذكار مع جِدّة وسكون }
• أحمد بن علي بن سالم الدمشقي الخلوتي العُمري .
قال ابنُ حميدٍ في " السُّحب الوَابلة " (1/192) : { قال المُحبيُّ : كان خليفة الشيخ أيّوب ، والشيخ أيوب أخذ الطريقة الخلوتيّة عن العسّالي ، وكان ابن سالم من خيار عباد الله الصالحين ، وقرأ الفقه والعربيّة وغيرهما ، وله مشاركات جيّدة وأخذ التصوّف عن شيخِهِ ، وألف فيه تأليفاً نافعاً سمّاه " منهل الورّاد في الحثِّ على قراءة الأوراد " وآخر سمّاه " تحفة الملوك لمَن أراد تجريد السلوك" } .
توفي سنة 1086 هـ .