![]() |
|
النقاش و التفاعل السياسي يعتني بطرح قضايا و مقالات و تحليلات سياسية |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
سلسلة الدروس المصرية: بقلم الشيخ عبد الغني العمري حفظه الله
![]() |
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() الدروس المصرية (مقدمة)
|
||||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 2 | |||
|
![]() الدروس المصرية (2) - مفردات الواقع المصري 1. الدولة: الدولة المصرية كسائر الدول العربية، تسير نحو نموذج الدولة الحديثة في الفكر الغربي. والسلطة فيها بين الحكومة ومجلسي الشعب والمستشارين والقضاء، تستقي مبادئها من الفكر الغربي كل على قدره وبما يناسب اختصاصه. ومؤسسة الرئاسة فيها، كانت قبل التغيير الأخير (في عهد مبارك ومن قبله)، تخضع لتأثير الأمزجة الشخصية وتجاذبات المصالح الفردية والعائلية بالخصوص؛ فيما يشبه إدارة المزرعة أكثر مما يندرج ضمن مفهوم الحكم بالمعنى السياسي. أما الحكومة، فكانت في أغلب الأحيان حكومة تسيير أعمال، في غياب سياسات قطاعية حقيقية. وكما هي الحال في أنظمة الاستبداد، فإن أهم وزارتين في الحكومة تكونان وزارة الداخلية، ووزارة الخارجية. الداخلية من أجل التحكم في الأوضاع، بما يُبقي النظام في حال استقرار حسب ما يراه هو؛ والخارجية، للحفاظ على علاقات ودية مع من بيدهم القوة العالمية الاقتصادية والعسكرية. أما مجلس الشعب، فقد كان يهيمن عليه الحزب الوطني في تمثيلية ديموقراطية هزلية. والمعارضة فيه، كانت شكلية، تُكمّل الإخراج الدرامي للمسرحية، أكثر مما تمثل الشعب. وأما القضاء، فكان يُعيّن الكبار كما هو الشأن في المحكمة الدستورية العليا، من قِبل الرئيس تعيينا؛ مما يطعن في استقلاليته بما لا يدع مجالا لأدنى شك. كل هذا مع الحفاظ على بعض النقاء في المستويات السفلى منه، حتى لا يتفطن العامة الذين يكون أكثر تعاملهم معه، إلى حقيقة ما هو كائن. وأما الشعب، فهو في أغلبه مسلم سني توصيفا، مع أقلية نصرانية تحظى بنفوذ في مجال المال والثقافة أكبر من حجمها بكثير. لكن الحقيقة، هي أن الشعب منقسم بين إسلامي وعلماني؛ وهذا التوصيف أصح من الذي قبله. غير أن الفرق بين الإسلامي والعلماني إن استثنينا النصراني، هو فرق في الحقيقة بين نسبة الإسلام وبين نسبة العلمانية عند كل منهما؛ لأنه لا يخلو في الأغلب أحدهما عنهما معا. وهذا الوضع المعقد، هو الأصل في عدم سهولة إيجاد صيغة للحكم ترضي الجميع بعد الإطاحة بمبارك وتنصيب مرسي. وأما الوطن، الذي هو أرض مصر، فإن معناه تم تضخيمه كشأن كل الأنظمة التي اعتمدت التلبيس والتدليس، حتى طغى على معنى الدين وغيره من المعاني في كثير من الأحيان. كانوا يريدون من وراء "الوطنية" المحرفة، أن يُكفَوا ما يخشونه من محاسبات بالمعايير الدينية أو العقلية. فكانت النتيجة تشوّها في الإدراك عند الناس، واضطرابا في المفاهيم، زاد من سوء الحال. إذا سمعت المصري يتكلم عن مصر، خلته يتكلم عن الأرض الموعودة، أو عن الوثن المعبود لديهم. فمن "أم الدنيا" إلى "المهم أن الشخص مصري" (يعنون أنه لا يهم أن يكون المرء مسلما أو نصرانيا)، إلى "الدم المصري" الذي لا يجب أن يراق، وكأنه وحده الدم المحرم. كل هذا يزيد الخلط، ويشوش العقائد والمبادئ، مع أنه إلى عهد قريب لم يكن له أي مصداقية في الواقع... 2. المرجعيات: إن الاختلاف في الرأي، لا يكون دائما عن تعمد المخالفة كما قد يُظن؛ ولكنه يكون نتيجة اختلاف المشهد. والمشهد يختلف من واحد إلى واحد بحسب قراءته؛ والقراءة تختلف بحسب مفاتيحها؛ والمفاتيح تختلف بحسب المرجعية. فمن أراد أن يقلل من الاختلاف في النظر، فعليه أن يوحد المرجعية بأعلى قدر ممكن. ولكن هذا، قليلا ما يتنبه إليه أصحاب الرأي؛ وينشغلون عنه بمغالبة الخصم بحق وبغير حق. وإن أردنا أن نصنف المرجعيات فإننا نُرجعها إلى أصلين وفروع: ا. مرجعية الوحي: وهذه هي التي يزعم الإسلاميون خصوصا أنهم أولى الناس بها. وقد يصدقون في بعض دون بعض. ذلك أن الائتمار بالوحي، لا يمكن أن يبلغه المرء إلا بعد استكمال تزكية نفسه، من الشوائب التي قد تحرف صلتها به. فلا يكفي أن يستدل المرء بآيات من القرآن وأحاديث نبوية، ليكون على الحق. ولا يكفي أن يكون على الحق، ليجعل من نفسه مرجعا للناس، يقودهم حيث يريد. وما استفحلت الفتنة في الأمة الإسلامية، حتى زعمت كل فرقة أنها أحق بفهم الوحي من غيرها. وقد يتمسكون بقول في الحق عبر القرون، مع العلم أن مراتب الحق قد تتعدد في الزمن الواحد؛ مما يدعو إلى أن يُقبل مِن كل ناطق به، وإن ظهرت مخالفته. والإسلاميون، إن كانوا تحت أنظمة الاستبداد قد اعتادوا التأكيد على المرجعية الإسلامية في مقابل غيرها، فإنهم مدعوّون اليوم، إلى معرفة الإسلام حق معرفته، ثم إلى إشاعة تلك المعرفة بين الناس. نعني أن ما كان يرجح كفتهم أمس، ما عاد ينفع في الخطاب اليوم. ولو أنهم اشتغلوا بالشق المعرفي في الدين أكثر مما اشتغلوا بالشق السياسي، لكَفوا أنفسهم وكَفوا الأمة شرا كبيرا. ولكن القدر لا يوافق التدبير دائما. والإخوان المسلمون أو سواهم، إن كانوا يظنون أن الخلافة الراشدة ستقوم بجهودهم فإنهم يكونون واهمين؛ لأنهم لا يعلمون حقيقة الخلافة ولا شروطها. هم يظنون أن الحكم بالشريعة، هو نفسه الخلافة؛ وهذا جهل! وإننا نرى أن هذه المسألة محورية في تفكيك خطاب الإسلاميين، إن كنا نريد أن نصل معهم إلى محل التقاء. والمساكين من أتباعهم (القواعد) لا يعلمون من الدين مصدرا ولا موردا، وإنما يأخذهم الحماس الكاذب (وقد يكونون صادقين في أنفسهم) إلى وضع أنفسهم رهن إشارة القائد إذا نادى بالجهاد. يظنون أنهم سيجاهدون ضد الكفار، وهم لن يقاتلوا إلا إخوة لهم، يختلفون عنهم في فهم الدين نفسه فحسب. وبسبب عدم الضبط الذي ذكرناه، فإننا نتوقع للإسلاميين الذين تولوا الحكم بعد أنظمة الاستبداد، فشلا فيما كانوا يرومون. لا نشك في حسن نواياهم، ولكننا لا نوافقهم على نظرتهم إلى الأمور دائما، ولا نقر لهم بعض أساليبهم. نقول هذا من حرصنا عليهم، وإن كنا نعلم أن القدر حائل بيننا وبينهم. ب. مرجعية العقل: ونقصد بمرجعية العقل كل ما هو إنساني (بشري)، وأصحاب هذه المرجعية هم من يُصطلح عليهم بالعلمانيين. العلمانيون قد يكونون مسلمين، لكن فهمهم للإسلام عليل، وتلقيهم عن المفكرين الذين لا دين لهم، خلَط عندهم العقائد والمبادئ. فهم (نعني بعضهم) صادقون فيما يقولون، وإن كانوا جاهلين بقراءة الصورة. وزاد من إصرارهم على ما هم عليه، تنبههم إلى سقطات الإسلاميين ومصادمتهم لأبسط قواعد العقل في معاملاتهم أحيانا. فظنوا أن ذلك من الدين، وهو من الناس لا منه. فكانت النتيجة أن صارت عندنا في مجتمعاتنا فئات تدعو إلى ما يعارض أصول الدين وأساساته. فإن وقف الإسلاميون في وجوههم، استنكروا أن يعاملوهم معاملة الكافرين. وما فطن الجميع إلى أن الإسلاميين لا يُدركون الإسلام على تمامه، وأن العلمانيين ليسوا كافرين على التمام. هذه وضعية لم تعرض لأئمة الفقه السابقين، حتى يفككوا مفرداتها ويردوها إلى أصولها؛ مما جعل متأخرة الفقهاء بسيرهم على خطى الأولين في الفروع، يكونون عاملا من عوامل الأزمة، ونافخا إضافيا في نار الفتنة المستعرة. نعم، ليس كل العلمانيين على هذه الشاكلة "البريئة"، كما ليس كل الإسلاميين كما يزعمون. لذلك فإنك تجد من العلمانيين من هم شياطين إنسية، يعادون الدين أشد العداء، ويعملون على استئصاله من المجتمعات بكل ما يستطيعون. ومن هؤلاء من نسميهم صهاينة العرب. ولك بعد هذا أن تتصور الصراع بين عوام الإسلاميين وعوام العلمانيين كيف يكون!... (يُتبع...) |
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 3 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
رقم المشاركة : 4 | |||
|
![]()
|
|||
![]() |
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
المصرية:, الدروس, سلسلة |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc