وصف دجاجة.

[الهاملي الشريف]

من خصوصيات الناس أكلهم وشربهم وموائدهم وما يقدّم فيها من أصناف الطعام والشراب والحلويات وقد تدخّل الأدب وخصوصا الشعر في هذه الخصوصيات ومن الذين أجادوا وصف الأطعمة الشاعر الأديب " كشاجم " الذي جمع إلى خيال الشعراء ورقتهم وشفافيتهم عقل العلماء وفكر الرياضيين وحكمة الأطباء إنّه محمود بن السندي وكنيته أبو الفتح، لقد كان " كشاجم " كاتبا، شاعرا، أديبا، جوادا، منجما، فأخذ الحرف الأول من كل صفة يعني أنه أخذ الكاف من كاتب، والشين من شاعر، والألف من أديب، والجيم من جواد، والميم من منجم، وكوّن من هذه الأحرف اسم " كشاجم " فكان لقبه الذي ظل يعرف به طوال هذه العصور، إنّ كشاجم ذلك العالم بفنون عديدة المتمكن من الشعر والنثر وعدد من الفنون الأخرى فضلا على أنه كان في أول أمره طباخا ماهرا قبل أن يصير من أمجاد الأدب والعلم، وها هو يصف دجاجة ناضجة الطهي لذيذة الطعم، جذابة الشكل، تغري الآكلين منذ أن أعمل السكين في عنقها مرورا بمراحل الطهي والحشو وحسن الإعداد إلى أن قدمها إلى الآكلين وها أنا ذا أدعوكم إلى الوليمة عبر هذه الأرجوزة اللطيفة المبنى والطريفة المعنى:

إسمعْ مَقالاً من أخٍ ذي وُدِّ *** و ذاكَ أني كنتُ حِلْفَ وَجْــــــدِ
بشادِنٍ في كلِّ حُسْنٍ فَــردِ *** مليحِ وجهٍ ورشيقِ قَـــــــــــــدِّ
كَبَدْرِ تمٍّ في قضيبِ رنْــــدِ *** فزارني الآن بغيرِ وَعْــــــــــــدِ
جاءَ مفاجأة ًو ليسَ عندي *** إلا طعامٌ غيرُ مُستَــــــــــــــعِدِّ
دَجاجة ٌ في شَبَهِ السَّمَـــنْدِ *** تَليدَة ٌو فخرُها بالـــــــــــــهندِ
عظيمة ُ الزَّوْرِ بِصَدْرِ نَـهْدِ *** أجريتُ منها في مَجالِ الـــعِقدِ
مُرهفة ً ذاتَ شَباً وحَـــــــدِّ *** لغيرِ ما ذَحلٍ وغيرِ حِــــــــقْدِ
بل رغبة ٌ فيها شيبة الزُّهْدِ *** و لم تَزَلْ بالماءِ كفُّ الــــعَبدِ
و فُصِّلَتْ أعضاؤها من بَعْدِ *** مع لُبِّ أُتْرُجٍّ كلونِ الشَّــــهْدِ
بل طعمُه عن طَعمِه ذو بُعْدِ *** حتى إذا أسعرَها بالــــــــوَقْدِ
صبَّ عليها اللوزَ مثلَ الزُّبْدِ *** وغُلِيَت بعدُ بماءِ الـــــــوَرْدِ
ثم أتى يسعَى بها كالمُهدي *** كأنها قد بُخِّرَتْ بالـــــــــــنَّدِّ
إسمعْ مَقالاً من أخٍ ذي وُدِّ *** و ذاكَ أني كنتُ حِلْفَ وَجْــــدِ
بشادِنٍ في كلِّ حُسْنٍ فَـــردِ *** مليحِ وجهٍ ورشيقِ قَــــــــــدِّ
كَبَدْرِ تمٍّ في قضيبِ رنْـــــدِ *** فزارني الآن بغيرِ وَعْـــــــــدِ
جاءَ مفاجأة ًو ليسَ عندي *** إلا طعامٌ غيرُ مُستَــــــــــــعِدِّ
دَجاجة ٌ في شَبَهِ السَّمَـــنْدِ *** تَليدَة ٌو فخرُها بالـــــــــــهندِ
عظيمة ُ الزَّوْرِ بِصَدْرِ نَـهْدِ *** أجريتُ منها في مَجالِ الـعِقدِ
مُرهفة ً ذاتَ شَباً وحَـــــــدِّ *** لغيرِ ما ذَحلٍ وغيرِ حِـــــــقْدِ
بل رغبة ٌ فيها شيبة الزُّهْدِ *** و لم تَزَلْ بالماءِ كفُّ الـــعَبدِ
و فُصِّلَتْ أعضاؤها من بَعْدِ *** مع لُبِّ أُتْرُجٍّ كلونِ الشَّــــهْدِ
بل طعمُه عن طَعمِه ذو بُعْدِ *** حتى إذا أسعرَها بالـــــــوَقْدِ
صبَّ عليها اللوزَ مثلَ الزُّبْدِ *** وغُلِيَت بعدُ بماءِ الـــــــوَرْدِ
ثم أتى يسـعَى بها كالمُهدي *** كأنها قد بُخِّرَتْ بالــــــــــنَّدِّ

[الصقر الأسود ...]

رأيتُ القصيدة كما يرى القط في صحنيَ دجاجة

[طاهر القلب]

السلام عليكم
وعلى الجوع الشديد جاءت قصيدة شهية ...
بارك الله فيكم