"بينما كان العبد الصالح "محمد بن المنكدر" رحمه الله ، ذات ليلة قائماً يصلي من الليل، إذ استبكى وكثر بكاؤه، حتى فزع
أهله وسألوه: ما الذي أبكاه؟!!
فاستعجم عليهم، واستمر يبكى ولا يقوى على الكلام!! فأرسلوا إلى صاحبه العبد الصالح "أبي حازم" رحمه الله، فأخبروه
بأمره، فجاء " أبو حازم" إليه فإذا هو يبكي فقال له: يا أخي ما الذي أبكاك؟!! قد أفزعت أهلك!! فقال: إنني مررت بآية
في كتاب الله عز وجل فبكيت!! قال: وما هي!! فقال : قول الله تعالى { وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ } الزمر {47} ،
فبكى "أبو حازم" أيضاً معه واشتد بكاؤهما!! فقال بعض أهله لأبي حازم: جئنا بك لتخفف عنه فزدته!! ومازال "ابن المنكدر"
جزعاً من هذه الآية ولا سيما إن تذكر الموت، فقيل له: ولم تجزع؟!! فقال: أخشى آية من كتاب الله عز وجل { وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ
مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ } فأنا أخشى أن يبدو لي من الله ما لم أكن أحتسب ! "
كتاب حلية الأولياء – لأبي نعيم -.