يَكْفِي مَنْ رَحَل .. يَكْفِي مَنْ خَذَل !

[Ranouch Runaway]

أخشـــى الفقد كثيراً ..

أخشى أمداً طويلاً بلا افراحيَ الصغيرة ..
و بِـلا أحبتي البُسَطَآء ..
و أمي الجَميلة و أبِي و بلا ذكرياتِي المركُومة على رفوفِ الماضي الجَميل ...

لَمْ أَعْهَدْ هذَا الاحساسِ الطفولي .. وَ خَشيةُ الفَقْدِ المُخفية ..
إلاً بعدَ جُرعاتِ الفقد المُتتالية .. و الخذلان الطويل .. و شيئاً من الافراحِ المنكوبة !

ذَاتَ يومٍ دخلتي عالمي .. أحسستُ و كأنكِ دعوةً لامستْ ابواب السَمَاء
لِـ تهطُلَ قريبة ذاتَ رحمةٍ و زخاتُ خَير
( فـ الحمدُ للّهِ لا نُحصي الالهَ حَمداً وَ ثنآءً )

كُنتي مَطَراً بعدَ إقفِرار .. و نَسِيماً نقياً بعدً فصولِ صيفٍ شديدة

مُتأسِفَه جداً إن أزعجتُكِ بـ خَوفي وانا احاول الاطمئنان عليك ..
ربَمَا هكذا !!

خووفي يلازمني هذه الايام .. وربــــي لا أقــوى على الفَقد !
وَ رَبي لا أقْوى ..
و لا طاقةَ لي ..

　
" في ليلةٍ شديدة .. أَدْخَلَ الشيطانُ حُزناً عظيماً عليَّ لتغدُو زًوايا النورِ مُعتِمَه "
قُلت : ليتني أغدو أقسى طَبعاً و أقوى قَلباً و أشَدُ قولاً

" زًفَرتُ من الفؤادِ ضَجيجاً "
و قلت : الحَمدُ لله ما زِلتُ أشعُر و بعضُ ضمائر البشريةِ مَوتى !

" مُتَدَاخِلَه هي الافكًار "

تِلكَ رَحلت للدارِ الاخرة ..
فـ عاهدتُ نَفسي بأن لا أقَصِرَ في حَق أي صديقةٍ كانَت ..
أًصْبَحتُ بَاذِخًةُ العَطَآآآء ...<<( فَـ صُدِمْت !!)
رحَلوا تاركين لي التوجد .. بَكيتُ .. و ندمت كثيراً
نَدِمتُ لإستنزافِ مشاعِري !

> كَرِهتُ الصَداقاتُ القوية <
> وَ سئمتُ السَذًاجات الدنيوية <

** وَ عَادَ مُنادي الإيمان بـ ( وَ أصْبِر نَفسَكَ )
( وَ أصْبِر نَفسَكَ )

　
وَ أنتِ الآن الوَحيدة التي لم تخْذُلني ..
لم تَجْرَحني منكِـ كلمة ..
أُخْتٌ في الله و صَديقةٌ رائعة ..
وَ عفويةٌ جميلة بلا زيفٌ تَجمعُنا ..

أَبَعدَ ذلكَ تلومُوني أن أخشَى فقدَهَا ..

وحدُها فكرةُ الفقدِ و الخُذلان تُؤلِمُوني ..

يا اختَ القَـلب :
أتَمَنَى لكِ حَيَاةً لا يَشُوبُها كَدَر .. لا يَشُوبُها ظًلال .. و لا يُكَدِرُ صفوَهَا زلاتُ قَدَم ..
لايَأخُذّها الغِيَاب الطَويل .. و لاَ تَسْتَقِرُ بِهَا الدُنيَا حَولَ مُنْعَطَفٍ مِنَ الرَحيِل ..

يَكْفِي مَنْ رَحَل ..
يَكْفِي مَنْ خَذَل ..

يَكْفِي .. يَكْفِي
أَقُولُهَا مَنـكُــوبَة ..

　

شُعورٌ يُلاًزِمُني يآ أختِي وَ كَأَنَنَي قَدْ عُدتُ مِن بَعدِ ظرفِي وَ مِحنَتي طِفلة ..
وَ يُـــــؤسِــفُــــنِـــــي ذَلِكـ الشُعُور !!


هُنَا ...

مُدُنُ عَطَـآءٍ مَنكُوبة ~
وَ لاَفِتَاتْ رَاحِلين ~
وَ وَصَايَا قَديمَة ~

هُنَا لاًشَيء سِوىَ
{ وَ بَشّرِ الصَابِرين }
و { ألَفَ بينَ قُلوبِهِم لَو أنفَقتَ مَا في الارضِ جَميعاً مَا ألَفتَ بينَ قلُوبهم } و أي جمال تحتويه الايتين !

ولها :

دَعوةٌ مِن عُمقِ مَشَاعريِ ..
يَارَب إجعَل تلكَ الانسانَةَ فَرحاً دائماً فِي حَيَاتِي وَ قَدٍّرنِي أَنْ أَكُونَ لَهَا كَذَلِكَ
و أرزقني و إياها و كل من أحببت جَنَتَكَ و اَسْمِعنَا {طِبتُم فَـ أدخُلُوها خَالِدين}

　
　

هِيَ أنَا وَ فَضفَضةَ قَلَم ..
و أسطُر غَالية ..
ممزوجة شيءٌ مِن عنآآءٍ و عطآءً ..
و أهازيجُ نقآءً .. وَ قَوسُ قُزَح بألوان الحياةِ و الاصدقاء ...

من بَوحيِ و رُوحِي أنا