السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قدر لي أن أسمع حوارا دار بين فتاة وأم خطيبها (عجوزتها المستقبلية )، الحوار كان في مجمله مملا للغاية فالعجوز كانت تتحدث عن ابنها كأنه فريد عصره وسيد زمانه والفتاة تحدثت عن نفسها بما يرضي العجوز وابنها عليها، طبعا هذا شيء طبيعي ولا عجب فيه، لكن ما شد انتباهي من حديثهما هو لما مر رجل بالقرب منهما فقالت الفتاة هذا الرجل ليس له كلمة في بيته، زوجته تتحكم فيه كيفما شاءت ركبته كما يركب الحمار فهي تقوده كيفما تريد، فمثلا لو اشترى شيئا ولم يرق هذا الشيء لزوجته فإنها تأمره كطفل صغير أن يرجعه ويستبدله بشيء آخر، هكذا تفعل معه دائما ولا يستطيع معارضتها أبدا ولو كان حقا رجلا لكسر أسنانها منذ مدة... وأنا أكره بشدة هذا النوع من الرجال، أريد الرجل الذي يقود امرأته وليس الذي تقوده هي...
قالت العجوز موافقة لكلام الفتاة.. عندك حق يا بنتي ويا حسرة على زمان بكري نهار كان الراجل -مول الشلاغم- يبدل في النسا كيما يبدل في التقاشر (الجوارب)، كانت المرأة لا تقوى حتى على رفع بصرها إلى زوجها أما معارضته ورفع صوتها عليه فنجوم السماء أقرب إليها من هذا... لكن تغير الحال وتبدل الزمان و أتى جيل رجال البورطابل والفليكسي والتحواس والهدرة خمس سوايع في النهار في التيلفون وصارت المرأة تعرف زوجها قبل ما تجي للدار، لذلك سهل عليها ركوبه والتحكم فيه كيفما شاءت..
سؤالي لكم هل حديث الفتاة إلى عجوزها حقيقة أم أنه مجرد نفاق إجتماعي ؟
هل تصدقون حقا أن الفتاة خصوصا المتعلمة في زماننا هذا تكره الرجل الذي تتحكم فيه وتحب الرجل الذي يتحكم فيها ؟
نحن نعرف أن الفتاة المتعلمة تريد أن تكون متحررة تعمل خارج البيت وتخرج وتدخل متى شاءت فهل حقا يناسبها رجل يتحكم فيها أم أنها لا بد لها من رجل تتحكم فيه كي تستطيع أن تفعل ما تشاء ؟؟