وهذا بحث دون مصادر وان شاء الله يعاونك
ماهية العلاقات الاقتصادية الدولية
العلاقات الاقتصادية الدولية
تمـهيـد
تحتل العلاقات الاقتصادية الدولية أهمية جد بالغة على صعيد كافة دول العالم إلى أن أضحت المحرك الأساسي والرئيسي لكل مناحي الحياة داخل جميع الدول، فبموجب تلك العلاقات يتحدد مستوى التنمية الإقتصادية التي لا يخفى أثرها البارز على جميع الأصعدة الاجتماعية والثقافية بل والسياسية.
ولا نكون مبالغين إذا ما قررنا بأن مستقبل العلاقات بين الدول يخضع تأثيرا وتأثرا بمدى تطور العلاقات الاقتصادية الدولية التي قد تكون مظهرا من مظاهر التكامل والوحدة بين الدول المنشئة لتلك العلاقات ولعل الأمثلة على ذلك كثيرة يقع في مقدمتها العلاقات الدولية الأوروبية والعلاقات الاقتصادية المقررة وفق معاهدات إتحاد المغرب العربي الخمس ( الجزائر ـ تونس ـ ليبيا ـ موريتانيا ـ المغرب ) ، كما أن دول الخليج العربي تسعى لتكريس الوحدة الاقتصادية فيما بينها بموجب ما يعرف بمجلس التعاون لدول الخليج العربي، ومما لا شك فيه أن الدول التي لا تتفاعل مع هذا الميكانيزم الجديد في العلاقات الدولية ستظل معزولة سياسيا واقتصاديا عن كافة المجتمع الدولي وتفقد تدريجيا مكانتها المعهودة وهو ما يفسر جعل العقوبات الاقتصادية من أهم وسائل العقاب الدولي لبعض الدول مثلما وقع لدولتي العراق وليبيا الشقيقتين فبالإضافة إلى كون الحضر الإقتصادي نوع من العقاب فهو يسعى بشكل غير مباشر إلى إضعاف قدراتهما وعزلهما دوليا من الجانب السياسي وضمان تخلفها إقتصاديا وإجتماعيا وثقافيا تبعا لذلكونحن بصدد تناول العلاقات الاقتصادية الدولية نسجل من البداية بأنه ليس من السهل تناول هذه العلاقات في شكل قانوني موحد نظرا لتباين معطيات العلاقة الاقتصادية الدولية التي وإن كانت صورة متطورة عن العلاقات الاقتصادية الوطنية إلا أنها تظل تتمتع بطبيعة خاصة ومتميزة ، مرد هذه الصعوبة يكمن في عدة مظاهر أهمها تمتع الدول باستقلالية مطلقة إتجاه بعضها بحيث أضحى لكل دولة الحق الكامل في إنشاء ما يخدم مصالحها الخاصة من علاقات وطنية أو دولية بحسب أهدافها السياسية والأيدولوجية والإقتصادية، وهو ما قد يجعل العلاقة الاقتصادية والإقتصادية ثمرة للمبادئ السياسية والإتجاهات الإيدولوجية التي تميزها عن غيرها من الدول، ومن ناحية ثانية فإنه ونظرا لعدم وجود سلطة تشريعية عالمية تعلو كافة دول العالم فقد ظلت كل الجهات المتعاقدة في العلاقات الاقتصادية الدولية تتمتع بقدر مطلق من الحرية في تحقيق مآربها الإقتصادية مما فتح الباب على مصراعيه لانتعاش مبدأ سلطان الإرادة التعاقدي كما طفت على السطح المقولة القانونية " العقد شريعة المتعاقدين " ومن ناحية ثالثة فإن مرد الصعوبة قد ينتج عن تباين أسس وأهداف التكتلات الإقتصادية القائمة بين أغلبية دول العالم .
ولكنه ومع ما تقدم فإنه وباستقراء الواقع الإقتصادي العالمي ومن خلال المجهودات المبذولة فإنه يمكن تناول المعطيات الأساسية للعلاقات الاقتصادية الدولية من حيث نشوء العلاقات الاقتصادية الدولية ومجالاتها والقواعد الجوهرية التي ترتكز عليها متتبعين مظاهرها من خلال عمليتي البيع والإستثمار الدولتين ثم كيفية حل التنازع الواقع في العلاقات الاقتصادية الدولية ، من أجل تناول هذه المسائل تباعا فقد قسمنا مجال الدراسة إلى قسمين رئيسيين ، تناولنا في القسم الأول التعريف بالعلاقات الاقتصادية الدولية ، وفي القسم الثاني الأطر العامة للعلاقات الاقتصادية الدولية ، وذلك حسب التسلسل التالي :
القسم الأول : ـ التعريف بالعلاقات الاقتصادية الدولية
أولا : ـ ماهمية العلاقات الاقتصادية الدولية ؟
ثانيا : ـ عوامل نشوء وتطور العلاقات الاقتصادية الدولية
ثالثا : ـ مجالات العلاقات الاقتصادية الدولية .
رابعا : ـ مصادر العلاقات الاقتصادية الدولية .
القسم الثاني : ـ الأطر العامة للعلاقات الاقتصادية الدولية
أولا : ـ البيوع الدولية وتمويلها
ثانيا : ـ عقود الإستثمار الدولية
ثالثا : ـ دور النظام التشريعي في تنظيم مجالات العلاقات الاقتصادية الدولية .
رابعا : ـ الوسائل التقنية لحل منازعات العلاقات الاقتصادية الدولية .
ـ القسم الأول ـ
التعريف بالعلاقات الاقتصادية الدولية
نتناول في هذا القسم مجموعة من المسائل الأساسية ذات الصلة المباشرة بالعلاقات الاقتصادية الدولية من حيث تحديد المدلول القانوني لمصطلح العلاقات الاقتصادية الدولية مبينين العوامل المنشئة والمساعدة لظهور العلاقات الاقتصادية الدولية ثم التطورات التي شهدتها هذه العلاقات غيرمغفلين تلك المجالات التقليدية والمستحدثة لظاهرة العلاقات الاقتصادية الدولية ، ونختم هذا القسم ببيان المصادر التشريعية للعلاقات الاقتصادية الدولية وذلك حسب الترتيب الآتي :