![]() |
|
الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى |
في حال وجود أي مواضيع أو ردود
مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة
( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .
آخر المواضيع |
|
مقدّمات الكتب ..( الجزء الثاني )
|
أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
![]() |
رقم المشاركة : 1 | ||||
|
![]() مقدّمات الكتب ..( الجزء الثاني ) ومن الكتب ما سُميّ مقدّمة وإن لم يكن مقدّمة كتاب، وإنّما هو كتاب بذاته مثل ( مقدّمة ابن الصّلاح ) في علوم الحديث واسمه الأصلي (معرفة أنواع علوم الحديث ) وهو أشهر من نار على علم في مجال علوم الحديث.
وأيضا هناك ( المقدّمة الآجروميّة ) وهي متن علمي في علم النحو مشهور جدّا، لا يظاهيه شهرة ويدانيه مكانة إلّا ( ألفيّة ابن مالك ) وقد سمّاها صاحبها مقدّمة، كأنّما أراد بذلك أن يجعلها بابا لدخول علم النّحو ومقدّمة له فجعل فيها رؤوس مسائله ميسرة مختصرة، متاحة لكلّ طالب علم وناشد اللّغة، وهي من المتون المباركة التي أقبل النّاس عليها قراءة وحفظا وشرحا وتعليقا.. ولقد مرّ زمن مَن لم يحفظ فيه الآجروميّة وألفيّة ابن مالك فلا وزن له ولا شأن في ميدان العلم بالعربيّة. ومن أروع ما قرأته من مقدّمات؛ مقدّمة أمير الشعراء أحمد شوقي لديوانه ( الشوقيّات )، وكان فيها ناثرا أميرا كما هو في الشّعر – بحق – أميرٌ، وقد عُرف عن شوقي أنّه لا يلقي قصائده لشدّة حيائه وغلبة ذلك الحياء عليه، ولم يعرف عنه أنّه خطب أو ألقى محاضرة ورغم ذلك فإنّ مقدّمته لديوانه جاءت محبوكة مسبوكة، والعجيب الغريب أنّ مقدّمته تلك طبعت مع ديوانه ( الشوقيّات ) عام 1907 م، ثمّ حذفت من الطبعات التي تلتها أو على الأقل التي اطّلعت عليها، واكتفى من طبع الديوان بمقدّمة محمّد هيكل وهي مقدّمة ممتازة بلا شك، لكنّها لا تغني عن مقدّمة أمير الشعراء أحمد شوقي والتي تعطي نموذجا رائعا عن إبداعه النثريّ.. وأنا عندي طبعة للديوان في مجلّدين اثنين طبعت عام 2001 م صدرت عن دار الكتب العلميّة ببيروت، وهي خالية أيضا من مقدّمة شوقي، ولا أدري لماذا أهملت هذه المقدّمة الرّائعة وخلت منها معظم الطبعات اللاحقة..؟ فقد قمت بتحميل نسخ متعددة من مواقع مختلفة للشوقيّات فوجدتها جميعا خالية من مقدّمة الأمير.. ! لكنّني بعد جهد كبير عثرت بها في إحدى المواقع فانتخبت منها هذا المقطع تمثيلا وتدليلا، والذي يقارن فيه بين بيتين من الشعر، أحدهما لأبي فراس الحمداني والثاني لأبي العلاء المعرّي : " انظر إلى الأول كيف شرع سنة الإيثار وبالغ في إظهار رقة النفس للنفس وانعطاف الجنس نحو الجنس وإلى الثاني كيف وضع مبدأ الأثرة وغالى بالنفس ورأى لها الاختصاص بالمنفعة في هذه الدنيا ؛ تعيش فيها جافية ثم تخرج منها غير آسية؛ علم أن شعراء العرب حكماء لم تعزب عنهم الحقائق الكبر ولم يفتهم تقرير المبادئ الاجتماعية العالية وإنّهم أقدر الأمم على تقريبها من الأذهان وإظهارها في أجلى وأجمل صور البيان. وكان أبو العتاهية ينشئ عبرة وموعظة . وحكمة بالغة موقظة وكان أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه يرجع اليه كذلك في الوعظ والإرشاد والتحذير من الرذائل؛ والإغراء بالفضائل . وكان الشافعي رحمه الله وهو القائل: ولولا الشعر بالعلماء يزري * * لكنت اليوم أشعر من لبيد ". ومن المقدّمات القيّمة أيضا والتي قرأتها فغيّرت نظرتي لصاحبها هي مقدّمة إحدى دواوين نزار قبّاني، ويا للأسف لم أعد أذكر اسم الدّيوان الآن ولعلّه أحد دواوينه الشعريّة المتأخّرة، وقد أجهدني البحث عن تلك المقدّمة في الشابكة فأعياني أن أعثر عليها إلى الآن. ومن المقدّمات التي شدّتني إليها شدّا وكانت كأنّها كتاب مستقل بذاته؛ هي مقدّمة الشيخ علي الطنطاوي لكتاب الشيخ أبي الحسن النّدوي شيخ علماء الهند لكتابه ( في مسيرة الحياة )، وروعة المقدّمة تأتي من روعة كاتبها وهنا وفي هذا الكتاب بالذّات تأتي روعة المقدّمة من اثنين، من روعة كاتبها وروعة صاحب الكتاب إن لم نقل من ثلاثة فنضيف إليهما الكتاب إذا اعتبرناه شيئا منفصلا عن صاحبه. كاتب المقدّمة هو الشيخ العَلم الموسوعيّ القدوة الأديب علي الطنطاوي ( السّوري )، أو الشامي كما كان هو يحبّ أن يسميّ سوريا دائما، والمكتوب عنه أو عن كتابه ( والكتاب عن سيرة حياته )، عَلم شامخ من أعلام الإسلام الذين لا يشقّ لهم غبار، وقد امتاز بالعلم والانقطاع للتربيّة والتعليم ودعوة الأمّة إلى النّهوض من جديد. وفي تلك المقدّمة نكهة الأدب الرّفيع مشوبة بلمسة الإيمان القويّ وروح الأخوّة في أسمى صورها بين عَالمين عَلمين كلاهما يرى نفسه دون صاحبه، والقارئ – والله – يحتار أيّهما أفضل ولا يستطيع أن يفاضل أحدهما عن الآخر فكأنّما هما سهمان من سهام الإسلام انبعثا عن قوس واحدة، تدكّ حصون الكفر وتنير للمسلمين دربهم ما بين المشرقين والمغربَين، من كتاب الله يقتبسان ولسنة رسوله صلّى الله عليه وسلّم يتّبعان، وما ذاك والله إلّا المجد في قلاعه الشامخة وحصونه المنيعة.. ولقد استهلّ مقدّمته تلك بقوله: " ( في مسيرة الحياة ) كتاب قيّم، لداعية من أكابر الدّعاة إلى الله في هذا العصر، وصديق من أكرم الأصدقاء، ومؤلّف مُكْثرٍ له كتب يعرفها النّاس، ولكن لهذا الكتاب فضلا عليها، لأنّه يسرد سيرة الأستاذ السّيّد أبي الحسن النّدوي، ومعه رسالة منه يشرّفني فيها فيكلّفني بأن أكتب له مقدّمة الكتاب.. "
|
||||
![]() |
الكلمات الدلالية (Tags) |
مقدّمات, الثاني, الجسم, الكتب |
|
|
المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية
Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc