اِحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ, وَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ . - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الدين الإسلامي الحنيف > قسم الكتاب و السنة

قسم الكتاب و السنة تعرض فيه جميع ما يتعلق بعلوم الوحيين من أصول التفسير و مصطلح الحديث ..

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

اِحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ, وَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ .

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2015-01-27, 10:35   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي اِحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ, وَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ .





بسم الله الرّحمن الرّحيم



اِحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ, وَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ



قال الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن البدر حفظه الله [1]:


بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين, و أشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمدا عبده و رسوله –صلى الله و سلم عليه و على آله و أصحابه أجمعين-.
اللهّم علّمنا ما ينفعنا و انفعنا بما علّمتنا و اجعل ما نتعلّمه حجّة لنا لا علينا يا ذا الجلال و الإكرام.

ثم أما بعد أيها الإخوة الكرام, الكلمة حول قول نبيّنا عليه الصلاة و السلام : " اِحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ, وَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ.." و هي جملة من حديث خرّجه مسلم من حديثه الصحيح من حديث أبي هريرة –رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلّم :" اَلْمُؤْمِنُ اَلْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اَللَّهِ مِنْ اَلْمُؤْمِنِ اَلضَّعِيفِ, وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ, اِحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ, وَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ, وَلَا تَعْجَزْ, وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا, وَلَكِنْ قُلْ: قَدَّرَ اَللَّهُ وَمَا شَاءَ فَعَلَ; فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ اَلشَّيْطَانِ".

و هذا الحديث كما أوضح و بيّن أهل العلم, اشتمل على كلمات جوامع و أصول عظيمة و فوائد جمّة.

و الوقفة في هذه الكلمة مع قول نبيّنا –صلوات الله و سلامه عليه-:" اِحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ, وَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ ".

و هي كلمة جامعة نافعة مفيدة للغاية , حَوَت ما فيه سعادة العبد في دنياه و أُخراه, و فيها أمر النبي عليه الصلاة و السلام بأصلين عظيمين و أساسين متينين لا سعادة للعبد و لا فلاح في دنياه و أخراه إلا بهما.

الأمر الأوّل: في قوله عليه الصلاة والسلام :" اِحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ " و هذا فيه حثٌّ على بذل الأسباب النافعة في ما يفيد المرء و ينفعه في أمور دينه و دنياه .

و الأمر الثاني : في قوله :" وَاسْتَعِنْ بِاَللَّهِ " و فيه عدم الالتفات إلى الأسباب و الاعتماد عليها و الدعوة إلى الاعتماد و التوكل التام على الله سبحانه و تعالى طلبا لعونه و توفيقه و تسديده .

و قوله في هذا الحديث :".. عَلَى مَا يَنْفَعُكَ " ,احرص على ما ينفعك .الأمور النافعة المأمور في الحديث بالحرص عليها, يشمل الأمور الدينية كما يشمل الأمور الدنيوية و ذلك لأن العبد يحتاج إلى الأمور الدنيوية كما أنه يحتاج إلى الأمور الدينية.

فوجّه عليه الصلاة والسلام العبد إلى أن يكون حريصا على الأمور النافعة في دينه و دنياه. و أن يُتبِع هذا الحرص ببذل الأسباب, مجاهدةً للنفس على سلوك المسالك الصحيحة و الطرائق القويمة التي يُتوَصَّل من خلالها إلى المقاصد العظيمة , و أن يكون في ذلك كلّ مستعينا بالله تبارك و تعالى. لأن العبد لاحول له و لا قوة إلا بالله و ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن . و الأمور النافعة التي تتعلق بالدين ترجع إلى أساسين عظيمين و هما العلم النافع و العمل الصالح . ﴿هو الّذِي أرْسل رسوله بِالْهدىٰ ودِينِ الْحقِّ لِيظْهِره على الدِّينِ كلِّهِ﴾[ التوبة:33].

و الهدى هو العلم النافع و دين الحق هو العمل الصالح. و العلم النافع هو المستمد من كتاب الله و سنّة نبيه –صلوات الله و سلامه و بركاته عليه- و هو العلم المزكّي للقلوب المصلح للنفوس المحقّق لسعادة الدنيا و الآخرة . فيجتهد العبد في هذا المقام مع نفسه في تحصيل العلم النافع و يجعل لنفسه في كل يوم من أيّامه نصيبا من هذا العلم . و لا ينبغي أن يُفوّت على نفسه يوما من أيّامه يكون خُلوا من العلم النافع. و كان نبينا –عليه الصلاة و السلام- كل يوم إذا أصبح, بعد أن يُسلّم من صلاة الفجر يقول:"اللهم إني أسألك علما نافعا و رزقا طيبا و عملا مٌتَقَبَّلا" و هذا يُبيّن أن العلم النافع من أعظم أهداف المسلم في يومه. فلا ينبغي للمسلم أن يمرَّ عليه يوم من أيامه لا يحصّل فيه علما نافعا, و هذا يفيد أن المسلم ينبغي أن يُرَتّب لنفسه برنامجا مع العلم النافع في كل يوم من أيّامه , يحصّل فيع نصيبا و إن قلّ , و لا يٌفوّت على نفسه العلم النافع في أي يوم من أيّامه.

ثم يحرص على العمل, و العمل هو مقصود العلم , كما جاء عن علي –رضي الله عنه- :"يهتف بالعلم العمل, فإن أجابه و إلا ارتحل", فيحرص على أن يكون له حضّه و نصيبه من العمل المقرّب إلى الله سبحانه و تعالى . و أهم ما يكون في هذا الباب: العناية بفرائض الدين و واجباته. و في الحديث القدسي :"ما تقرّب إِلَيّ عبدي بشيء أحبّ إليّ مما افترضته عليه" .

و لا يليق بالمؤمن أن تمرَّ أيّامه و لياليه مضيّعا لفرائض الاسلام و واجبات الدين, بل يجب عليه في كل يوم من أيّامه أن يكون في أشد الحرص على العناية بالفرائض و الاهتمام بواجبات الدين . و يدخل في هذا المقام تجنّب الحرام و البعد عن الآثام طاعة لله سبحانه و تعالى و طلبا لرضاه و خوفا من عقابه جلّ في علاه . و فيما يتعلق بمنافع العبد الدنيوية , جاء الحديث حاثّا على الحرص عليها, فإن قوله " اِحْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ " يتناول ما ينفع من أمور الدنيا كما أنه يتناول ما ينفع من أمور الدين ما يُقرّب إلى الله سبحانه و تعالى.

و العبد لا غنى له عن حاجاته الدنيوية التي هي سبب لتحقيق مصالحه و مقاصده الدينية ,فيهتم بها ,لكن لا يطغى هذا الاهتمام على ما خُلق لأجله و أوجد لتحقيقه و هو عبادة الله تبارك و تعالى ,كما قال الله عزّ و جلّ ﴿وما خلقْت الْجِنّ والْإِنْس إِلّا لِيعْبدونِ﴾[ الذاريات:56] .

و على كلٍّ فهذا الحديث معدود في جوامع كلِم النبي الكريم –صلوات الله و سلامه و بركاته عليه- و هو مليء بالفوائد العظام و التنبيهات الجليلة التي لا غنى للمسلم عنها فيما يتعلق بأموره الدينية و الدنيوية .

و أسأل الله الكريم أن يُصلح لي و لكم ديننا الذي هو عصمة أمرنا و أن يُصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا و أن يُصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا و أن يجعل الحياة زيادة لنا في كل خير و الموت راحة لنا من كل شرّ إنّه تبارك و تعالى سميع الدعاء و هو أهل الرجاء و هو حسبنا و نعم الوكيل ,

و الله تعالى أعلم و صلّى الله و سلّم على عبده و رسوله نبيّنا محمد و آله و صحبه أجمعين ,و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.

---------------------------

فرَّغها أبو عبد الجليل صالح الجزائري

غفر الله له و لوالديه

يوم السبت 9 من صفر 1434 ه


https://www.ajurry.com/vb/attachment....7&d=1356185562


https://www.ajurry.com/vb/attachment....8&d=1356185604



المصدر:



https://www.ajurry.com/vb/showthread.php?t=31543










 


رد مع اقتباس
قديم 2015-01-27, 11:01   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
ADILANO19
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

-بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2015-01-27, 12:40   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
NEWFEL..
عضو فضي
 
الصورة الرمزية NEWFEL..
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2015-01-27, 13:23   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي






وفيكما بارك الله ، تقبّل الله منكما صالح الأعمال ووفّقكما للعلم النّافع.












رد مع اقتباس
قديم 2015-01-27, 13:34   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
أبو همام الجزائري
عضو محترف
 
الصورة الرمزية أبو همام الجزائري
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز 
إحصائية العضو










افتراضي

جزاكم الله خيرا









رد مع اقتباس
قديم 2015-01-27, 14:43   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
العزة بالاسلام
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

بارك الله فيك وجعلها فى ميزان حسناتك










رد مع اقتباس
قديم 2015-01-28, 15:45   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
عَبِيرُ الإسلام
عضو مبـدع
 
الصورة الرمزية عَبِيرُ الإسلام
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي





اقتباس:
أبو همام السلفي
جزاكم الله خيرا
آمين بارك الله فيكم



اقتباس:
العزة بالاسلام

بارك الله فيك وجعلها فى ميزان حسناتك

وفيك بارك الله وأعزّك بالإسلام أختي


اقتباس:
adeladilone السلام عليكم ................

وعليكم السلام ورحمة الله











رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
اِحْرِصْ, بِاَللَّهِ, يَنْفَعُكَ, عَلَى, وَاسْتَعِنْ


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 12:17

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc