قراءة في منهج كتاب اشتقاق الأسماء لأبي سعيد عبد الملك بن قريب الأصمعي
الأستاذ:ابن شتوح عامر
الأغواط
الملــخص:
إن الأمر الذي نود البحث فيه هو المنهج الذي اعتمده أبو سعيد عبد المالك بن قريب الأصمعي العالم اللغوي من خلال كتابه اشتقاق الأسماء، فهذا دفعنا إلى تعريف الاشتقاق لغة و اصطلاحا ثم ذكر أنواعه ،و ما هو أصل الاشتقاق عندا لمدرستين البصرة و الكوفة،ثم التطرق إلى الاشتقاق في التراث اللغوي العربي،و بعدها انتقلنا إلى إعطاء تعريف موجز لصاحب المدونة و أهم العلماء الذين أخذ عنهم العلم ،بالإضافة إلى التلاميذ الذين تتلمذوا عليه،ناهيك عن مناظراته مع غيره من العلماء الأجلاء،كما سردنا أهم مؤلفاته ،فالتعريج إلى وصف الكتاب و صفا عاما ،و أخيرا حاولنا الوصول إلى المنهج الذي اتبعه الأصمعي في تأليف كتابه اشتقاق الأسماء.
الاشتقاق : لغة و اصطلاحا:
أ)لغة : هو أخذ شق الشيء و هو نصفه ،و الاشتقاق الأخذ في الكلام و في الخصومة يمينا و شمالا مع ترك القصد و اشتقاق الحرف من الحرف أخذه منه و كذلك أخذ الكلمة من الكلمة ،واشتقاق الكلام إخراجه أحسن مخرج(1
ب)اصطلاحا : فقد أعطي الاشتقاق عدة تعريفات منها : اقتطاع فرع من أصل يدور في تصاريفه حروف ذلك الأصل " أخذ كلمة من أخرى بتغيير ما مع التناسب في المعنى " (2).
وهو أيضا:أخذ صيغة(كلمة)من أخرى مع اتفاقهما في معنى و مادة أصلية،و هيئة تركيب لها؛ليدل بالثانية على معنى الأصل ،بزيادة مفيدة لأجلها اختلفا حروفا أو هيئة؛كضارب من ضرب ،و حذِرٌ من حذَِر(3)
2-أنواعه : ينقسم إلى ثلاثة أقسام :
أ) صغير : وهو ما تحدت الكلمتان فيه حروفا و ترتيبا ، كعلم من العلم و فهم من الفهم
ب)كبير : و هو ما اتحدت فيه حروف لا ترتيبا ، كجذب من الجذب
ت)أكبر : وهو ما اتحدت في اكثر الحروف مع تناسب في الباقي ، كنعق من النهق لتناسب العين و الهاء في المخرج(4) .
3-أصل الاشتقاق عند المدرستين :
أ)- البصرة : اصل المشتقات عندهم المصدر ، لكونه بسيطا أي يدل على الحدث فقط ، بخلاف الفعل فانه يدل على الحدث و الزمن .
ب)- الكوفة : أصل المشتقات عندهم الفعل لأن المصدر يجيء بعده في التصريف .
و الذي عليه جميع الصرفيين الأول(5) (البصرة ) .نفسه ،ص83
تراث الاشتقاق في اللغة العربية:
تراث الاشتقاق في اللغة العربية موضوع ألف فيه الكثير من جهابذة و رجالات العربية منذ أمد طويل فلم يكن الأصمعي الوحيد الذي تطرق لهذا الباب فاتجه الكثير من العلماء إلى البحث و التأليف في هذا المضمار منذ أواخر القرن الثاني هـ ( لغويين و نحويين ) فمن بين هذه المؤلفات نذكر على سبيل المثال لا العصر:
-1- كتاب الاشتقاق : لأبى علي محمد بن المستنير بن احمد المعروف بقطرب (ت 206هـ) .
-هناك كتب كثيرة تحمل نفس العنوان ( الاشتقاق ) .
-2- كتاب اشتقاق الأسماء : لأبي نصر احمد حاتم الباهلي ( ت 231 هـ)
-3- كتاب اشتقاق أسماء القبائل لأبي بكر محمد بن الحسن بن دريد الأزدي (ت 321 هـ) .
-4- كتاب الاشتقاق الكبير لابن درستويه .
-5- اشتقاق أسماء الله تعالى و صفاته المستنبطة من التنزيل لأبي القاسم عبد الرحمن بن أبي إسحاق الزجاجي (ت 337 هـ)
-6- كتاب الاشتقاق الصغير لأبي الحسن علي بن عيسى الرماني (ت 384هـ).
-7- العلم الخفاق في علم الاشتقاق محمد صديق بــهادر (ت1375هـ) .
-8- الاشتقاق و التعريب لعبد القــادر المغربي (ت 1307 هـ)
نبذة عن حياة الأصمعي:
هو أبو سعد و يكنى أيضا بأبي حاتم عبد الملك بن قريب بن عبد الملك ... إلى نسب عدنان
و قد أدرك أصمع النبي صلى الله عليه وسلم و كذلك أبوه واسلما جمعيا و قـبر (مظهر ) بكاظمة قرب البحر على طريق اليمامة .
اختلف في تاريخ ميلاده و وفاته إلى عدة أقوال أقربها إلى الصواب 122هـ/216 هـ و بعض المصادر ، تكفي بأنه عمر نيفا و تسعين سنة .
- و قد نال الأصمعي شهرة عظيمة في حياته و بعد مماته ترك الناس و كلهم يلهج بالثناء عليه و مدحه و وصفه بالصدق و العلم و الدراية و الضبط و حفظ اللغة و النحو و الأخبار و النوادر .
يقول عنه الإمام الشافعي رضي الله عنه" ما عبر احد عن العرب بمثل عبارة الأصمعي" كما قال أيضا: " ما رأيت بذلك المعسكر اصدق من الأصمعي "(6)
- و هذا أبو إسحاق بن إبراهيم الموصلي يقول:"عجائب الدنيا معروفة معدودة منها الأصمعي " (7).
- و يقول الأخفش
سعيد ابن مسعدة ت 215هـ)"ما رأينا أحدا أعلم بالشعر من الأصمعي ،و خلف فقيل له أيهما أعلم ؟ فقال الأصمعي "(8).
- و يقول الفراء:" أعلمهم بالشعر و أتقنهم للغة و أحضرهم حفظا "(9)
العلماء الذين تلقى الأصمعي عليهم العلم :
نذكر من بينهم :
1- الخليل بن احمد الفر اهدي (ت 175 هـ )
2- الشافعي محمد بن إدريس (ت 204 هـ ) .
3- أبو عمرو بن العلاء (ت 154 هـ)
4- مالك بن أنس (ت 179هـ )
5- يونس بن حبيب (ت 182هـ) فعددهم يقارب الخمسة و العشرين عالما .
تلامذة الأصمعي :
و تذكر المصادر منهم ما يلي وهذا على سبيل المثال لا الحصر أيضا:
1- إسحاق بن إبراهيم الموصلي ( ت 235هـ )
2- الجاحظ عمرو بن بحر بن محبوب (ت 255 هـ )
3- أبو حاتم السجستاني (ت 250هـ )
4- ابن السكيت (ت 244 هـ )
5- عبد الرحمن بن عبد الله ابن أخي الأصمعي
6- المازني (ت248 هـ )
ومن بين الذين أخذوا عنه و أخذ عنهم العلم مالك ابن انس رضي الله عنه و أرضاه .
- مناظرته مع علماء عصره
أهمها)
1-مناظرة بينه و بين أبي عبيد في وصف الخيل –وفيات الأعيان .
2-مناظرة بينه و بين السكاكي بحضرة الرشيد، أخبار النحويين للسيرافي.
3-و هناك مناظرة أخرى بينه و بين أبي يوسف القاضي .
4-مناظرة بينه و بين سيبويه .
مؤلفات الأصمعي:
قد ألف الأصمعي مؤلفات كثيرة و إن كان بعضها في ورقات منها (الإبل – الخيل – خلق الفرس- الشاء – النحلة – الوحوش – النبات و الشجر – مياه العرب – الأجناس – الأخيار – اسما الخمر – الأصمعيات – الأصوات –أصول الكلام – الأضداد – الألفاظ – الأمثال و ما اتفق لفظه واختلف معناه –ما اختلف لفظه و اتفق معناه .....)
و تقدر مؤلفاته بستين مؤلفا كما عمل (حقق) الأصمعي دواوين ستة و عشرين شاعرا ذكر أسماءهم صاحب الفهرست .
وصف الكتاب :
إن كتاب اشتقاق الأسماء للأصمعي تعلقت مادته بالأصل اللغوي و قبل الخوض في هذه المادة و تقصيها للوصول إلى المنهج الذي اعتمده الأصمعي في كتابه ، وقبل هذا أود أن أشير إلى أن الكتاب المشار إليه قام بتحقيقه و التقديم له و وضح فهارسه كل من الدكتورين –رمضان عبد التواب رحمه الله و صلاح الدين الهادي في طبعة ثالثة امتازت بمايلي :
- جودة الطبعة و خلائها من الأخطاء المطبعية
- جمال الورق المستعمل
- حسن اختيار الغلاف الخارجي
- تميزها بالإعراب أي شكل الأسماء المشتقة بالإضافة الشواهد المستعملة والشروحات المقدمة .
- وضع مجموعة من الفهارس جاءت على النحو الآتي :
أ) فهرس اللغة
ب) فهرس الحديث
ت) فهرس الأمثال
ث) فهرس القوافي
ج) // الأعلام
ح) // الأماكن
خ) // مصادر البحث و التحقيق
أما المادة المحققة جاءت في مئة و ستة و عشرين اسما ممثلة في تسع و خمسين صفــحة (من ص77 إلى ص 135) هذا فيما يخص المادة العلمية المحققة ، أما ما تبقى من الكتاب جاء على النحو الآتي :
- مقدمة الطبعة الثالثة (ص3-7)
- مقدمة الطبعة الأولى (ص9-12)
- التعريف بالأصمعي (ص13-19)
- أساتذة و مشايخ الأصمعي (ص20-23)
- تلامذة الأصمعي (ص23-29)
- مؤلفات الأصمعي (ص29-45)
- كتاب اشتقاق الأسماء (ص46-51)
- تراث الاشتقاق في العربية (ص51-52)
- أهم المؤلفات التي تحدثت في موضوع الاشتقاق (ص52-58)
- وصف مخطوطات الكتاب (ص59-63)
- سلسلة رواية كتاب الاشتقاق و بعض الصفحات من المخطوطة الأولى و الأخيرة (ص65-74)
- فمن مقـدمة الطبعة الثالثة إلى بعــض صفحات المخطــوطة الأولى و الأخيرة (ص03-74).
قراءة في المنهج :
حتى نضع قراءتنا في إطارها الصحيح لابد أن نقدم صورة تعريفية لمفهوم المنهج إن كلمة منهج تعود في الأصل إلى الكلمة اليونانية (****-hodos) ومعناها الطريق أو النهج الذي يؤدي إلى هدف ما. وفي اللغة العربية المنهج هو الطريق الواضح و نقول طريق واضح و بين ،و هو النهج ومنه المنهاج الطريق الواضح أيضا 10 ،و أرسطو يبد و أنه أول من استعمل كلمة " منهج " حيث أسسه على دعامتين : الأولى منطقية (عقلية) تبدأ بالمسلمات ثم تنتقل إلى طبقات الاستنتاج المنطقي الصارم لتنتهي بالنتائج ؛ والثانية دعامة إجرائية (عملية) تبدأ بالملاحظة الدقيقة ، ثم تنتقل إلى استنباط التعميمات في سلم تصاعدي حتى تصل إلى المبادئ الأولية (11) .فهذا يعني أن التصور الأرسطي يكتشف يقوم على الاستقراء وصولا إلى الاكتشاف،ثم تأسس المعرفة في شكل استنتاج. وفي بداية العصر الحديث ظهرت نظريات متعددة في المنهج على يد كل من فرنسيس بيكون وروني ديكارت وبرتراند راسل وميل ستيوارت، يركز بيكون في مؤلفه ( الأورغانون الجديد ) على الاستقراء التجريبي الذي يعتمد على الملاحظة والمشاهدة ثم القيام بمختلف أنواع التجارب ، خلافا لصاحب الاورعانون (أرسطو ) ، الذي ينطلق من معطيات نظرية. أما ديكارت فإنه يركز على التحليل والتركيب،وحتى لا نذهب بعيدا نود أن نطرح سؤالا يحق لنا طرحه،ما هو التعريف المناسب لتعريف المنهج ؟
و نظرا لكثرة التعريفات و تشعبها نقترح التعريف الآتي
" المنهج هو مجموع العمليات العقلية والخطوات العملية التي يقوم بها الباحث بهدف الكشف عن الحقيقة أو البرهنة عليها بطريقة واضحة وبديهية تجعل المتلقي يستوعب الخطاب دون أن يضطر إيه"(11)
قبل الخوض في الحديث عن منهج العمل الذي اتخذه العالم اللغوي الأصمعي لابد أن أقر بحقيقة ألا وهي أنه لا ولن يستطيع أحـد أن يتوصل إلى حقيقة ما -أعني منهج عمل مؤلِف ما- لمجرد قراءة أو قراءتين فهي غير مجدية فلابد أن يكثر من القراءة القراءة الناقدة المتقصية الموصلة إلى الحقيقة ،القراءة الهادفة وهذا ما سعيت إليه، فقد قرأت الكتاب -اشتقاق الأسماء –مرات ومرات أن لم أقل عشرات المرات ،وعلى ضوئها توصلت إلى مجموعة من الحقائق وربما قد تكون معبرة بطريقة أو بأخرى عن المنهج العام الذي اعتمده الاصمعي في كتابه المذكور أعلاه .
1:عدم الاستشهاد بالقران الكريم وربما يعود إلى حرصه على عدم الاستشهاد به فقد يراه أسمى وأعلى من ذلك 00% .
2:استشهاده بالحديث النبوي الشريف كان نادرا إن لم اقـل منعدما،فقد استعمله مرة واحدة الصفحة (109)من الكتاب 0.79%.
3: كثرة الشواهد الشعرية والتي كانت لها حصة الأسد مقارنة مع الشواهد الأخرى .39,68% ،فالشعر كان المادة الأساسية للاستنتاج وخدمة اللغة العربية لاعتمادهم فيه على المشافهة و الرواية .
4-كثيرا من الأسماء المشتقة ينسبها إلى رجال من زمانه أو زمان غيره ،أمثال مرداس بن مروان الذي شهد يوم الحديبية مع الرسول صلى الله عليه وسلم والمعنى اللغوي لمرداس اشتق من الدرس ،وقال الردس ضرب الجبل أو الصخرة العظيمة وعلى غرار هذا الأمثلة كثيرة.
5-عدم ذكره الشاهد لبعض الأسماء المشتقة نحو : رؤاس اشتق من الرأس والسبب إما انه كان يخاطب من هم في بيئته و مستواه أو شهرة هذه الأسماء بين العرب.
6-لم يذكر سبب وتعليل اشتقاق بعض الأسماء فهو في بعض الحالات لا يلقي بالا إلى ربط الاسم بنسب معين من انساب القبائل و الأشخاص .
مثل : جعفر، نهر الصغير ، لماذا نسب هذا الاسم إلى النهر ؟ فأين السبب؟
7-تعدد معنى اشتقاق في الاسم الواحد نحو قوله : غسان اشتق من احد الشيئين : غيسان ، شبابه و نعمة شبابه و يقال للخصلة من الشعر: أو غسنة من المرأة و الفرس و الجمع غصن و هناك لم يثبت على رأي واحد .
8-عدم نسبت بعض الأبيات الشعرية إلى قائلها ربما يعود إلى شهرة هذه الأبيات أو شهرة أصحابها .
9-بعض الأسماء المشتقة يطيل فيها النظر أي الشرح والتغيير وأخرى يوجز نحو حاشد ص115-باسل –ص120.
10-استعمال بعض الأسماء المشتقة على صيغ الأفعال نحو: زهدم على صيغة:دحرج.
11-اتسام شرحه و تفسيره بجمال العبارة ووضوحها ودقتها.
12-اعتماد العبارات والأمثال العربية المأثورة لتفسير مادته اللغوية .
نحو :كأنهم جنة عبقر "ولم أر عبقريا يا يفري فريه " .
-أحيانا يتناول هذه الأمثال بشيء من الشرح والتفسير :فيقول في قولهم "ولك العتبة والكرامة " أي لك الرجوع إلى من تحب ، وقولهم: "ما للرجل سعنة ولا معنة "أي ماله قليل ولا كثير ".
13-ومن منهجه أيضا أنه مزج بين التذكير والتأنيث إلا أن الأسماء الدالة على التذكير كانت الغالبة بنسبة: 79.36% سواء كان الاستعمال استعمالا لفظيا أو معنويا .
أما الأسماء الدالة على التأنيث سواء كان استعمالها استعمالا لفظيا أو معنويا قدرت بـ:20.63%.
14-ومن منهجه أيضا المزج بين هذه الأسماء من حيث الصيغة وبنائها فهناك الأسماء المبنية على حرفين وكانت بنسبة 0.79% أما المبنية على ثلاثة أحرف كانت بنسبة 18.26% أما المبنية على أربعة أحرف كانت بنسبة 63.49% أما المبنية على خمسة أحرف 14.28% أما التي جاءت على ستة أحرف كانت بنسبة 3.96%.
وعند التدقيق هذه النسبة نجده اعتمد الأسماء التي جاءت على صيغة الرباعي بنسبة مئوية غالبة .
15-حاول أن يستعمل كل حروف اللغة العربية انطلاقا من بداية الاسم أي الحرف الأول في الاسم المشتق ،فقد جاءت هذه الحروف على النحو الآتي :
م:نسبة 11.11%،ع:11.11%،ح:8.73%،ج:8.73%،
ا،ب،خ،ر:بنسب متساوية ،4.76% x 24 17.84%
ش،د،ز،غ،ه // // :3.97% 5 x:19.80%.
ق،س:بنسبتين متساويتين :3.17%x 2 : 6.34%
ن،ي،ف :// // : 2.38%x 3 :7.14%
و،ل ،ص،ط // // : 1.58% X 4 : 6.32%
ث،ت // // : 0.79% x 2 : 1.58%
98.34 %
و النسبة المتبقية مقدرة بـ 1.66 % تمثل الحروف التي لم تستعمل (كـ، ذ،ظ ض )
16-و من منهجه لم يستعمل –ال- التعريف إلا في19 اسما مشتقا أي بنسـبة : 15.92%
أما 107 اسما كانت بنسبة 84.92% .
الخــاتمــــة:
من خلال هذا العرض السريع و البسيط و الذي يعود إلى طبيعة المادة العلمية المراد دراستها بل التي درست و المعبرة عن أصالة اللغة العربية و تميزها عن لغات العالم ، فبعد القراءة المتقصية لها بغية الوصول إلى المنهج الذي اعتمده الأصمعي من خلال كتابه –اشتقاق الأسماء – فيمكنني القول و بدون جزم و غلق الباب أمام من أراد البحث و التنقيب في مادة الكتاب و في منهج الرجل لأن الحقيقة تبقى دائما و أبدا نسبية خاصة إذا تعلق الأمر بميدان العلوم الإنسانية فليس هناك حقيقة يقينية مهما كانت النتائج و الأدلة ، إلا أنني لم أجد منهجا معينا اتخذه الرجل مطية آخذا فيه مثلا ترتيب مادة الكتاب ترتيبا أبجديا أو ترتيبا ألف بائيا، أو كان يرتبها ترتيبا حسب كل اسم من الأسماء المشتق على شكل حقول دلالية حسب الجنس أو يرتبها ترتيبا صوتيا، أما تصور الأصمعي لعرض مادته و بسطها فقد اعتمد منهج عمل نرى أنه أخذ فيه عدة أمور كما تقدم ذكرها سواء كانت عن قصد أو عن غير قصد،فهذا يدل على سعة فكر الرجل و تعمقه في بحر اللغة العربية ،كما أننا وجدنا أن الرجل كان اهتمامه منصبا على الأصل الاشتقاقي- أي الأصل اللغوي- لهذه الأسماء و المقدرة بـ مئة و ست و عشرين اسما .
الإحالات
1)-ينظر: لسان العرب،ج10،ص184
2)-نفسه،ص186
3)-المزهر،ج1،ص346
4)-ينظر:الشيخ أحمد بن محمد الحملاوي، شذا العرف في فن الصرف شرح و فهرسة د/عبد الحميد هنداوي،دار
الكتب العلمية ،بيروت لبنان،ط1،1998م،ص83
5)-نفسه،ص83
6)- الأصمعي ، اشتقاق الأسماء ،ط3،تـحقيق ،كل من الدكتورين رمضان عبد التواب ، صلاح الدين الهادي
سنة 1999م،ص16
7)-نفسه،ص17
8)-نفسه،ص17
9)-نفسه،ص18
10)-لسان العرب ،ج2،ص383
11)- ينظر:فخري ماجد، أرسطو المعلم الأول، الأهلية للنشر والتوزيع ، بيروت ، سنة1977م ، ص 145-155
12)-العربي أسليماني، مناهج البحث في الجغرافيا ،( مقاربة ابستمولوجية) ، مركز تكوين المفتشين ، الرباط ، 1997م
ص86