
الحمدُ لله الذي انْعم علينا بالإسلام، وَ رزقـنَـا الهداية بعد الجهْل والضَـلال، وصلّى الله على سيّدنا محمّد الهادي البشير، وَ السّراج المنـير،
وعلى آله وصحْبه، ومَنْ تَبعه إلى يوْمِ الدين
أشراط الساعة الكبرى الخسوفات والدخان والشمس
الكـاتب : سعد بن عبد اللّه البريك
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونستهديه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، ولا ند ولا شبيه ولا مثيل ولا نظير: (ليس كمثله شيء وهو السميع البصير).
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، بلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد في الله حق جهاده، وعبد ربه مخلصاً حتى أتاه اليقين، صلَّى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً إلى يوم الدين.
أما بعد:
فيا عباد الله اتقوا الله - تعالى - حق التقوى: (يا أيها الناس اتقوا ربكم واخشوا يوماً لا يجزي والد عن ولده ولا مولود هو جاز عن والده شيئاً إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور).
معاشر المؤمنين: صحَّ عن الصادق المصدوق - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ((إن الدنيا حلوة خضرة وإن الله مستخلفكم فيها فناظر كيف تصنعون فاتقوا الدنيا واتقوا النساء فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء)).
حذَّر - صلى الله عليه وسلم - أمته من الافتتان بالدنيا والاغترار بزهرتها رحمةً منه بهم لئلاّ يتعلّقوا بمتاعٍ فانٍ ونعيمٍ زائل، لكن وللأسف تجاهل كثيرٌ منهم هذا الحديث وعَمُوا عن التحذير الذي حذرهم إياه نبيهم وأشفق الخلق عليهم - صلى الله عليه وسلم - فوقعوا فيما نهاهم عنه من حبِّ الدنيا والتعلُّقِ بها فأصبحت شغلهم الشاغل يفكرون بها ليل نهار ويعملون لأجلها صباح مساء وأصبحت المادة مسيطرة عليهم ومتحكِّمة فيهم وغفلوا عن الآخرة وتكاسلوا عن العمل لها.
وقعوا فيما وقعوا فيه بسبب نسيانهم للمغيَّبات وما سيكون في آخر الزمان من فتن وملاحم وعلامات تجعل الحليم حيراناً، ولا يثبت أمامها إلا من ثبته الله وكتب له السعادة والسرور.
إنَّ من أعظم ما يقوِّي الإيمان ويرسِّخ اليقين في نفس المؤمن: الإيمان بالأخبار والأمور الغيبية التي أخبر بها اللهُ ورسولُه - صلى الله عليه وسلم -، لذا أُراني اليوم سأواصل بعون الله - تعالى - تكملةَ الكلام عن أمور الغيب وأشراط الساعة الكبرى متحدثاً عن الخسوفات الثلاث والدخان وطلوع الشمس من مغربها وخروج الدابة والنار التي تحشر الناس بعدما مضى الحديث في الخطب الماضية عن المهدي والدجال ونزول عيسى - عليه السلام - وخروج يأجوج ومأجوج.