2/ علاقة الدال بالمدلول :
طرح الاشكالية : - ما علاقة الدال بالمدلول ؟
- هل العلاقة بين الدال و المدلول اعتباطية ام هي ضرورية ؟
ظبط المصطلحات ( بغية تيسير عملية الفهم )
* الدالsignifiant : (الاسم) هو صورة رمزية تمثل اشارة أو رمزا – هو اللفظ و العبارة – * كقولنا حمامة
* المدلول signifie: (المسمى) هو تمثل ذهني أو تصور – هو المعنى المراد من وراء اللفظ – * معنى الحمامة باعتبارها حيوان من صنف الطيور...... وهي من اكلات الحبوب..... تعيش في المناطق .....*
* اعتباطية : تقول اعتباطية او تعسفية او تحكمية بمعنى تواضعية و اتفاقية
* ضرورية : بمعنى لابد منها كقولنا ان علاقة الجسد بالروح هي ضرورية أي لابد منها
أ / الموقف الاول :
علاقة الدال بالمدلول اعتباطية ( لا توجد أية علاقة بينهما ) يمثله اللغويون المعاصرون و على رأسهم دوسوسير
1/ ظبط الموقف :
يرى اصحاب هذا الاتجاه بانه لا توجد اية علاقة تربط بين الدال و المدلول وان الاسماء لاتحمل معنى المسميات بل هي من صنع البشر و اتفاقهم يمكننا ان نقول ببساطة : " إن العلامة اللسانية اعتباطية "
2/ الادلة و البراهين :
- يرى دوسوسير ان مفهوم اخت لا تربطه اية علاقة داخلية بتتابع الاصوات التالية : أ . خ . ت ومن الممكن ان تمثله أية مجموعة اخرى من الاصوات – بمعنى ان الاخت كشخص في حد ذاتها ليس بالضرورة يجب ان نعبر عنها بكلمة اخت بل بامكاننا ان نتفق و نستبدلها بكلمة اخرى أي كانت . سميها ما شئت –
- ضف الى ذلك ما يوجد بين اللغات من فوارق في تسمية الاشياء فللمدلول " ثور مثلا عدة عدة تسميات بحسب اللغات : ثور بالعربية – بوف بالفرنسية - اوكس بالانجليزية .....
- بل وحتى اختلاف الاسماء في اللغة الواحدة : فالاسد كحيوان يمكن ان نسميه عدة تسميات لكن المعنى يبقى واحدا ولا يتغير بتغير الاسماء - الاسد = الليث = الغضنفر
مثال2: - البحر= اليم ...
- و حتى اختلاف اللهجات : في الجزائر مثلا تختلف اللهجات باختلاف المناطق من الشرق الى الغرب و من الشمال الى الجنوب * اختلاف تسميات الشيء الواحد *
- اللغة هي وليدة المجتمع الذي له دور كبير في انجازها و تطويرها و دليل ذلك كمثال : الاتحاد الاروبي حاليا كان اسمه سابقا المجموعة الاروبية C.E.E فاتفق الاعضاء على تغيير الاسم الى الاتحاد الاروبي U.E و ليس من المستبعد و ليس من المستبعد ان يتغير اسمه في وقت لاحق
- الاقوال :
- يقول دوسوسير في كتابه " دروس في الالسنية العامة " : ... الدال امر غير مبرر أي اعتباطي بالنسبة للمدلول و ليس له أي رابط طبيعي موجود في الواقع ...."
- ابن جني : " ان اصل اللغة لا بد فيه من المواضعة "
3/ نقد وتقييم :
لكن التسليم باعتباطية العلاقة بين الدال و المدلول أمر لا ينسجم مع واقع الانسان دائما و إلا كيف نفسر تطابق الدال و المدلول في معان كثيرة . وربما لهذا السبب قام تصور اخر يرى ان العلاقة بين الدال و المدلول اكثر من ضرورية . حيث ان اللفظ يطابق ما يدل عليه في العالم الخارجي . وهناك كلمات كثيرة مستمدة من الواقع الطبيعي فمثلا لفظ خرير يشير الى الصوت الطبيعي الذي يصدره انسياب المياه .... و غيرها من الامثلة .
ب/ الموقف الثاني :
العلاقة بين الدال و المدلول ضرورية يمثل هذا الاتجاه المدرسة الكلاسيكية افلاطون و اتباعه
( افلاطون , هيغل , بنفنيست , Benveniste.....)
1/ ضبط الموقف :
اللفظ يطابق ما يدل عليه دائما ....
2/ الادلة و البراهين :
- لفظ شخير مثلا يشير الى ذلك الصوت الطبيعي الذي يحدثه النائم
- كلمة المثلث تشير بالضرورة الى مدلول المثلث كشال هندسي له ثلاثة اضلاع و نفس الشيء ينطبق على لفظ المربع .... هذا ما يدل على وجود تطابق بين الدال و المدلول .
- - يقول هيغل في كتابه " فلسفة الروح " : نحن نفكر داخل كلمات * أي ان الاسماء مرتبطة بمسمياتها *
- كما ان سقراط كان يحكم على الفعل في حد ذاته فكلمة خير تعني بالضرورة خيرا لانها تحمل في ثناياها بذور الخير و تهدف للاصلاح ......
- الاقوال :
- " نحن نفكر داخل كلمات " هيغل
- " الذهن لا يحتوي على اشكال خاوية " * أي لايحتوي على مفاهيم غير مسماة * بنفيست
3/ نقد تقييم :
- اللغة هي من انتاج البشر هذا ما يدل على انها تواضعية و ان البشرهم من استحدثوا الاسماء لاجل التواصل لا غير * لا لمحاكاة الطبيعة *
- و لقد اتبتت بعض الدراسات الحديثة بعدم وجود اية علاقة بين الاسم و المسمى حيث بامكاننا مثلا منذ هذا اليوم ان نتفق و نسمي الأسد سماءا و السماء أسدا ....
- كما ان اللغويين المعاصرون يرفضون إطلاقا التسليم بما جاءت به المدرسة الكلاسيكية لافلاطون و أتباعه .
محاولة حل المشكلة :
نستخلص مما سبق ان اللغة هي نسيج من المحاكاة لاصوات الطبيعة و المواضعة الرمزية لان الانسان كائن طبيعي و ثقافي في نفس الوقت يتجاوز بعده البيولوجي بقدرته على الترميز للتواصل مع الجماعة .
* لا تنسى إبراز الرأي الشخصي مع تبريره *