وأنا أطالع صفحة الزوار تفاجأت بتساؤل أحد المتمتعين بالانتداب بستفتيء فيه مدى جواز الانتداب شرعا إذا كان يشعر أنه لا يؤدي واجبه بصدق وبتفان فسررت لهذه اليقظة الروحية من واحد من بين الآلاف ممن جعلوا من الانتداب فرصة للراحة والبزنسة وغيرها من الممارسات التي لا صلة لها بالهدف الذي من أجله انتٌدب.تأكد أخي المستفتيء الذي يقِظ ضميره من السبات أن ما تأخذه من دون جهد ودون نية صادقة في أداء مهامك النقابية فهو عمل فيه شك وما أكثر المنتدبين ممن يتخذون الإنتداب من أجل مآرب شخصية ليخدمون أنفسهم وأنفسهم فقط وقد ينعكس ذلك على سلامة وعلى المسار الدراسي لأبنائهم ويمكن في هذا السياق أن أسرد عليكم قصة نقابي يدرس في التعليم المتوسط، كان في بداية الثمانينات ضمن صفوف الاتحاد العام للعمال الجزائريين واستفاد بعلاقاته ومعارفه من الانتداب فكان يحضر اجتماعات مع مصالح الوزارة أيام السيدة ليلى الطيب وفي بداية التسعينات وبعد تأسيس الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين وبعد تجريده من الانتداب في الاتحاد العام للعمال الجزائريين انخرط في صفوف الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين وقد استفاد من انتداب كما استفاد من تحضير شهادة الليسانس ويترقى من أستاذ تعليم أساسي إلى أستاذ تعليم ثانوي ، ونظرا لكون مساره المهني كان في قسم كبير منه منتدبا فلم يستطع الاضطلاع بدوره كأستاذ بل كان التقصير هي الصفة التي ميزته عن معظم زملائه وفي إحدى الأيام بدأ يشكو مشاكله للإدارة لتبرير غياباته،اهماله،عدم التحضير الجيد وضعف التكفل بالأفواج المسندة له تربويا وبيداغوجيا ومن حسن إن لم أقل من سوء الحظ كنت حاضرا وكنت أعلم بوضعيته العائلية والاجتماعية فأبناؤه لم يسعفهم الحظ في الدراسة بحيث لم يتجاوز أي منهم مستوى التاسعة أساسي ،بعضهم يعاني أمراض مزمنة والبعض الآخر عاق كما أن زوجته هي الأخرى ابتلاها الله بمرض حال دون قيامها بدورها المنزلي فبالمختصر المفيد كان السيد النقابي ، الذي كان يسعى بكل ما أوتي من قوة وبكل الوسائل للحصول على الانتداب وبعد ذلك التقصير في العمل، يعيش في جحيم، فلما أصبح يقدم هذه اللوحة السوداء عن حياته العائلية قلت له، وليس شماتة حاشا لله، ألا أدركت أسباب هذه الوضعية المأساوية التي تعيشها وأنت على أبواب القاعد؟ تردد ثم رد علي قائلا لا أدري فقلت له ودون أن أجرح مشاعره أن التقصير في أداء المهام وأكل الحرام عن قصد قد يؤدي إلى هذه النتائج التي لا نرجوها لأي كان.إذن فليدرك الجميع أن الله يمهل ولا يهمل وأن الذين يسعون بالطرق غير الشرعية للحصول على الانتداب وقضاء الوقت في التسكع في المقاهي والضحك على أذقان السذج أو عدم اتقان العمل والكذب والنفاق سيصل كل واحد من النقابيين إلى النهاية التي وصل إيها زميلنا.لقد اقترح بعض الخيرين من نفابة الاتحاد أن يكون الانتداب جزئيا أي أن يُكلَّف المنتدب بتدريس 06 ساعات في الأسبوع حتى يبفى على اتصال بزملائه ويشعر بمعاناتهم لكن وللأسف الشديد عدد كبير من الانتهازيين يتحصلون على الانتداب من النقابة لممارسة نشاط تجاري أو سياس
منقول عن سجل الزوار ...كناباست / سيدي علي ..الشلف../