توضيحاً و تعليقاً على ما أفتى به شيخنا بقية السلف الشيخ صالح بن فوزان الفوزان حفظه الله بمنع تجنيد المرأة المسلمة، فأقول:
• إن تجنيد المرأة وانخراطها في السيرك العسكري عموما لهو من طرق الكفار الخبيثة، إذْ أن هذا من خططهم التي يدْعون فيها بخروج المرأة للعمل مخالِطة للرجال ومشاركِة لهم في الأعمال، بل إنهم يرون ذلك من المساواة بين الرجل والمرأة وهو من باب العدل لها زعموا وحفظاً لحقوقها.
• اتخذوا المرأة تسلية لهم وإشباع لرغباتهم الخبيثة سواء كانوا في السِّلم أو في الحروب، فكم من حروب للكفار في العصور القريبة المعاصرة سمعنا ورأينا ووجدنا أنهم يجلبون النساء المجندات كي يرافقون الجيش لا لشيء إلا لإشباع رغبات الرجال الجنسية كي يمكثوا في الميادين أطول مدة ولا يتذمرون.
أما ما يتعذر به البعض بأن الخنساء ونسيبة وخولة وغيرهنّ من أفراد الصحابيات وغيرهن من المسلمات شاركن في الحروب ، فنقول:
• التاريخ فيه خلط في بعض المواقف والقصص وضعف في بعض الروايات .
• ليس مشاركتهن تجنيدا لهن من ولي الأمر ولم يكن ذلك منظماً.
• إنهن كبيرات في السن وليس فيهن مطمع، وزد على ذلك أن الإيمان قد ملئ قلوبهن، وخروجهن كان لهدف سامٍ كما سيأتي .
• خرجن لتضميد الجراح وسقي الماء وإعداد الطعام مشاركة منهن في الجهاد بما يناسب طباعهن وأنوثتهن، وهذا يوفر الوقت والجهد على الرجال، في ظل النقص العددي للرجال في ذلك الوقت .
• خروجهن كان لتحميس الرجال على القتال وتحريضهم، وليس لتمتع الرجال بهن كما يفعلن الكافرات في صفوف الجيش الكافر.
• إن مَنْ خرجن كُنّ معدودات على أصابع اليد اليمنى مع أن الصحابيات كثير، ولم نسمع بخروجهن، أو أن النبي صلى الله عليه وسلم طلبهن للخروج ولا خلفائه الراشدين رضي الله عنهم فعلوا ذلك من بعده.
• لم يكن خروجهن تنظيما من الرسول صلى الله عليه وسلم ولا طلبا منه ورغبة.
• لم يخرجن من غير محارمهن بل خرجوا مع المحارم ، فنسيبة هي بنت كعب بن عمرو خرجت يوم أحد مع ابنيها عبد الله وحبيب أبناء زيد بن عاصم زوجها الأول، وخرج معها زوجها غزية بن عمرو بن عطية.
والخنساء خرجت مع أبنائها الأربعة، وخرجت معهم من أجل أن تحرضهم على القتال وتنصحهم، فنصحتهم نصيحة بليغة حمستهم فيها على القتال والشهادة فتقول:
"يا بني أسلمتم طائعين، وهاجرتم مختارين، والله الذي لا إله إلا هو إنكم بنو امرأة واحدة، ما خنت أباكم ولا فضحت خالكم ولا هجنت حسبكم ولا غيرت نسبكم، وقد تعلمون ما أعده الله للمسلمين من الثواب الجزيل في حرب الكافرين، واعلموا أن الدار الباقية خير من الدار الفانية، يقول الله تعالى: ( يا أيها الذين آمنوا اصبروا وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون ) .
فإذا أصبحتم غداً إن شاء الله سالمين فاغدوا إلى قتال عدوكم مستبصرين وبالله على أعدائه مسنتصرين , فإذا رأيتم الحرب قد شمرت عن ساقها واضطرب لظاها على سياقها , وجلجلت ناراً على أوراقها , فتيمموا وطيسها , وجالدوا رئيسها عند احتدام خميسها تظفروا بالمغنم والكرامة في دار الخلد والمقامة ".
• إن خروج الصحابيات كان بحشمة وحجاب ولم يكنّ سافرات كما هو حال المجندات اليوم من الكافرات، أو ممن قلد أهل الكفر من المسلمين.
أما من يحاول إيجاد مخرجا لتبرير تجنيد المسلمات اليوم، فيقول: أنهن سيكنّ في عمل مستقبل بهن وفي مكاتب لا يدخلها الرجال الأجانب، فنقول: متسائلين:
كيف تخرجت هذه المجندة ووضِعت في هذا المكتب المنعزل عن الرجال ؟؟
• إن تجنيد النساء المسلمات اليوم لا يكون بحضور محارمهن، بل ويؤمرن بلباس البنطال الضيّق والقميص المشدود وهن سافرات الرأس والوجه والحلق والصدر وربما شيء من العضد والساقين مكشوف، وهذا قبل أن تحصل على العمل في المكتب المغلق زعموا.
• إن المجندات اليوم يتعرضن لتمارين فيها خدش للحياء وتتنافى مع خصائص أنوثتها، وذلك قبل تعيينها في المكتب المزعوم.
• إن المجندات يتعرضن للخلوة مع المسئولين عنهن من الرجال في أحوال كثيرة وظروف متعددة سواء أثناء الدورة التدريبية أو بعد التخرج. ولا بد.
• إن المجندات يضطررن للسفر في مهمات رسمية وفي الغالب يكون السفر من غير محرم كما هو الواقع اليوم في بعض الدول الإسلامية التي دخلتها هذه الفتنة.
• إن المجندات يستقبلن المسئولين من الرجال من دول أخرى وخاصة إن كنّ صاحبات رتب عسكرية عالية كبروتوكول متعارف عليه بين الدول اليوم، بل وتضطر لمصافحة الرجال الأجانب.
أما بالنسبة لقول القائل وماذا تعمل المرأة المجندة إن لم يكن لها دخل آخر من غير هذه المهنة...؟؟
فالجواب هو:
• أن هناك أعمال أخرى تستطيع أن تعمل فيها المرأة دون أن تعرض نفسها للرجال والفتنة، فلها أن تتوظف في مكان خاص بالنساء أو تعمل وهي في منزلها فتقوم بإعداد الطعام أو الغزل وغيره وتبيعه...
• وقبل هذا وذاك المرأة في ديننا الحنيف مسئولة من قبل الرجال فهناك من يقوم بها من أهلها وأقاربها...
• وكذلك الدولة أيضا اهتمت بالمرأة وخصصت للنساء الأرامل والمطلقات رواتب شهرية ومميزات أخرى...
فليس هناك أي مبرر لعمل المرأة في التجنيد...
وأخيرا؛ مهما يزعم الزاعمون ويدع المدّعون أنهم سيسيطرون على الوضع ويضبطونه حيث يتمشى مع الشريعة الإسلامية، فإنهم لن يفلحوا ولن يستطيعوا، ولو استطاعوا ــــــــ تنزلاً ــــــ فعل ذلك في بلد واحد، إلا أنه من المستحيل أن يضبطوه في بقية الدول الإسلامية.
فاللهم سلم بلادنا وبلاد المسلمين من كيد الأعداء الكافرين منهم والمفسدين.
https://www.up.noor-alyaqeen.com/uplo...3155461121.pdf
منقول.