حديث الروح - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > منتديات الثّقافة والأدب > قسم الإبداع > قسم الخـــواطر

قسم الخـــواطر قسمٌ مُخصّصٌ لإبداعات الأعضاء النّثريّة.

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

حديث الروح

 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-09-07, 21:49   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
sara118
عضو مجتهـد
 
إحصائية العضو










B10 حديث الروح

أراني هناك , بين حاضر لا يُحتمل و ماض جراحه لا تندمل , بين حقيقة واقعي و سراب أحلامي الوردية , في برودتي و تجاهلي ألم كبير , في صمتي و كبتي الظاهر نقيض مختلف عن هذا كله يعيش بداخلي ...
آآآه من داخلي هذا , لو أمكنكم أن تُدركوه أو تعيشوه للحظات لفهمتموني يا بشر , انه عالم لا يسكن , عالم به ضجة قاتلة , صرخة متألمة , أنهار من دموع قلبي تنهمر و أمكنة جسدتها أشجاني و مشاعري المتحسرة , تبا لهذا الحال , أنا لا أُطيق هذا من نفسي , لا أحب أن أُنصت الى أنينها ففعل ذلك يمزقني , تُحاول انتشالي من واقعي و هي بذلك تغرقني أكثر في بحر من الكآبة و الحزن .
لطالما عرفت الحزن , كتبتُ عنه حتى مللتُ و لكنه لا زال أوفى الأصدقاء و الصحاب , لا زال الأب و الأم و الأخ و القريب و الحبيب , هو لا يفارقني , لا يدعني للحظة بمفردي و كأنه ألف صحبتي فأبى الترك و التخلي , عجبتُ منه فسألته : ما بالك يا حزن ؟ أوجدتني وطنا لك آمنا ؟ أتُراني احتضنتك حين تخلت عنك جملة المتفائلين ؟ ...الخ
حري بك أن تنساني فأنا سريعة الضجر من الأشياء , أحب رؤية التغيير من حولي باستمرار , و صُحبتك لسنين أرهقت كاهلي , و أعيت بكل المقاييس داخلي , الآن , أريد أن أصير لا مبالية ’ تعيش اليوم على أنه اليوم بتعريفه العلمي المنطقي , و إني لأُفضل الغرق في تعاريفي السخيفة هذه حتى شعر رأسي على أن أُخضع من حولي لفلسفتي التي حُرم تطبيقها أو الاعتراف بها من الأساس , أتمنى لو أن بوسعي تجاهل كل شيء , و معاملة كل شخص بالبرودة التي يستحقها , ففقداني للأمل كل مرة مزقني , أرهقني , شتتني ...بكل معاني السلبية و الخذلان عرّفني , أنا لا أهواك يا حزن , لست بك هائمة فدعني و شأني , أنا بخير من دون أحد كنتُ أبدا معهم و بدونهم , لا فرق عندي بين وجودهم و غيابهم .
و لكني للحظة أردتُ اكتشاف الجديد , أردتُ تغييرا جذريا و لو لشهور فقط لكن و للأسف فالتغيير رفضني , لم تُسعده رفقتي و إخلاصي كما أسعدتك يا حزني الحزين , لكني فخورة بنفسي لأني عشتُ كل ذلك , أني فعلتُ ما أردتُ بقوة – حتى لو مضى ذلك سريعا , سريعا جدا و انقضى – أحببته بشدة و بكل قوتي تمسكتُ به , أردته كما لم أُرد شيئا آخر من قبل , و من دون أي تنسيق , تجاهلتُ تلك النصيحة التي تقول أن : * على المرأة أن تختار من يحبها لا من تحبه *, لأني ظننت أن هذا المثل يقتصر على اختيار الرجال لا الأحوال , فأسرعتُ نحو ذاك التغيير و التجديد و أبديتُ ُ له عشقي و هيامي , أخبرته أني أريد بشدة و فضول أن يُتيح لي فرصة اكتشافه و معاينة أبعاده , أقسمتُ له أني لا أُريد منه الا أن يملأ فراغ أيامي الطوال و ينتشلني من فجوة اللاشعور التي أعيشها باستمرار , سألته بالله أن يُمكنني من جعله شعوري اللامتناهي و الوحيد , كنتُ أرى في رفقته فرح و سعادة أيامي و أنا التي ضحيتُ لأجله بأوفى الأصدقاء – حزني الحزين- , و لكني أعترف الآن بعد انتهاء كل شيء إني أخطأت خطأ فادحا لا يُغتفر , جميل أن اكتشف الحقائق من حولي , أن أحيا و أُعايش الجديد و لكن لما كل هذا التهور , لما ألقيتُ بنفسي كلها كالبلهاء , تجاهلتُ كل ما حولي من قيود , لو فكرتُ لحظتها بأن النتيجة قد تكون سلبية كما قد تكون ايجابية لما وقعت في ذاك الخطأ , كنتُ سأخطو أولى خطواتي بحرص و حذر , لو فعلتُ هذا لما غرقتُ بين ثنايا عالم حُرِّم علي دخوله منذ البداية , لقد كان عالما آخر بحق , اكتشفتُ فيه هدى مختلفة عما عهدته من نفسي , أحببتني لدرجة تفوق كل وصف , و ما زاد تعلقي بتلك المدينة الساحرة هو أني نُصبت مسؤولة من مسؤوليها , بل إنني صرتُ الآمرة الناهية و لربما غرني ذلك و هذا ما صعّب علي مفارقة تلك الأجواء فالمرء يعشق أن يُكرم و يُمنح شرف المحاولة إن كان واثقا كل الثقة بأنه كان بحاجة فرصة فقط ليُثبت ذاته و يُوظف قدراته المكبوتة , هناك رسّختُ شخصيتي و رقّيتُ أكثر من قيمي بتطبيقها على الجميع و لكني صرتُ أبعد ما يكون عن الواقع النتن , و رغم نتانته فمن فقد واقعه فقد حياته و معناها ...
الآن أفقتُ و لستُ بنادمة على ما مضى مطلقا , لم و لن اندم يوما على أي ثانية أمضيتها بمملكتي الخرافية تلك , فما هروبي من الواقع إلا لفظاعته و ما تمسكي بالوهم إلا لأمل مني في العيش بهدوء لبرهة , و لا زلتُ حقا لذلك العالم عاشقة هائمة , سرّني ما مررتُ به بكل ما تعنيه كلمة سرور و كل ما تشمله من حيز السعادة و الغبطة في الأحاسيس , و حديثي الآن بصفة الماضي المنقضي لا يعني بأن تلك الأيام صارت عدما في مفاهيمي , لا و ربي , لستُ أرضى بذلك , أنا الآن أُحاول ترميم نفسي لأنهم ألحقوا بعض الضرر بكياني , سأُرممه سريعا , سأُعيد إصلاح ذاك الضرر لأستعيد حريتي و قدرتي على قيادة نفسي لما يُصلحني , و هذه المرة ان قُدر لي أن أعود فسأعود أقوى و أفضل و أكثر تأثيرا و سأُحيل تلك الخرافة و السذاجة الصبيانية – كما يسميها بعض الجهلة – واقعا حيا يُرى على الدوام و لا طاقة لمخلوق كان برفضه أو سحقه .
انتهى .








 


رد مع اقتباس
 

الكلمات الدلالية (Tags)
الروح, جيدة


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 23:33

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc