تخلص من معتقداتك القديمة - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

تخلص من معتقداتك القديمة

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-09-12, 23:14   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
العضو الخفي
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Thumbs up تخلص من معتقداتك القديمة

تخلص من معتقداتك القديمة
القيم و الاعتقادات الجزء الاهم و صاحب الدور البارز في شخصيتنا و سلوكنا و قد يكون من الاجزاء المهمله و التي يجهلها الكثير .
فهل تعرف ما هي اعتقاداتك ؟ هل هي صحيحة ؟
و سياقنا هنا هو الاعتقادات العامة عن الذات و الحياة و الاخرين و ليس المقصود بها الاعتقادات الدينية
فهل تمت تربيتنا وفق منظومة اعتقاديه واعية و متفق عليها ؟
هل كان أبي يعي بالقيمة التي سوف أحصل عليها عندما كان يصرخ في وجه أمي ؟
هل كانت تعي أمي ما هو الاعتقاد الذي يترسخ في و وعيي عندما أراها دائما تخاف من كل شيء حتى من الحشرات الصغيرة ؟
هل كان يعي أستاذي ما هو الاعتقاد الذي يغرزه في وعيي عندما كان يردد يا فاشل .. يا غبي …
ماذا عن الأقران و الاعلام و الخطباء و الأمراء … و القائمة الطويلة …
في النهاية خرجت أنا بمنظومة من الاعتقادات المتضاربة و المختلفة لم أختر أكثرها ’’ أخاف من أشياء تافهة و أصرخ في وجه كل من يغضبني و أحتقر كل من لم يفهمني من لم يسمع لي ومن لم يفهمني
هكذا أصبحت أجدف لا إلى أين .. استيقظ في الصباح لكي أتصارع مع كل أحد بدون هدف و أصبح المجتمع منظومة متصارعة و متنافرة الكل يعتقد بصحة رأيه و بخطأ الاخرين بل بسوئهم و نقص عقولهم فلا تخلو إدارة من صراخ أو تعصب أو تهميش أو تسلط و نرى أن التسلط قدرة قيادية و التعصب الأقربون أولى بالمعروف و الخوف من تقديم النصيحة حرص و ذكاء ..
تغير المجتمع أو تغيرت أنا .. المهم تغيرت حياتي بدأت أدرك التناقضات في حياتي و التحديات التي تواجهني و فهمت أخيرا أن التغيير يبدأ من الداخل و في عمق الداخل تقبع اعتقاداتي السلبية
فهل أستطيع تغيير هذه الاعتقادات ؟ و كيف أغيرها ؟
نعم يا صديقي .. اهم ما يميزنا نحن البشر أننا قادرين على تغيير أنفسنا و اعتقاداتنا و هناك طرق كثيرة لذالك :-
1- بطريقة غير مقصودة و هي التي تحدث كردة فعل للأزمات و التجارب و التحديات التي يعيشها الانسان و خاصة المؤلم منها فكلما زاد الألم في التجربة لامسة التجربة المعتقدات العميقة للإنسان و أثرت عليها لذالك نلاحظ العديد من الأشخاص تتبدل حياتهم بعد تجربه مؤلمة و هذه التغيرات طبيعية و ليست بالضرورة تغير ايجابي ويعتمد على وعي الفرد فهي خاضعة للظروف البيئية التي يعيش فيها الفرد
2- طريقة الانتباه و التكرار و هي طريقة مقصودة لتغيير السلوك أو الافكار أو الاعتقاد و تقصد بها أن تكون واعيا بكل تصرفاتك و دوافعها , أن تكون مدرك كل ما تقوله لنفسك أو للآخرين أن يكون تركيزك على المعتقدات الجديدة عالٍ و ان لا تغفل أبداً عنها .. و عن رفض القديم منها و التشكيك فيه من خلال السؤال عن مدى صحته و عن اشخاص استطاعوا تغييره ..
فالوعي الدائم بأي قيمة يجعلها من القيم العليا للإنسان و الانتباه المستمر لأي فكرة يجعلها من الأفكار الجوهرية التي لها التأثير الأكبر في سلوك الإنسان .. وهذا الوعي و الانتباه يحدث عن طريق التكرار على جميع مستوياته :-
- التكرار اللفظي للمعتقد
- التكرار المتخيل للمعتقد ( تكرار الخيال )
- تكرار التجارب و الأفعال
- تكرار التجارب الإيجابية للمعتقد
فالتكرار أخطر الطرق لزراعة الاعتقادات و القيم
تكرار أي فكرة يخلق لها اتجاه فينا
التكرار أحد أهم الممارسات في الدين التي تعمق الاعتقادات الايمانية
عندما تتحدث عن شخص فقير لا يدرك الكثير عن حياة التجارة تجد أن لديه العديد من المعتقدات المغلوطة و هو لا يدري … فكيف تساعده ؟
هذا مثال بسيط :-
أنا شاب في بداية العمر و أرغب في ممارسة التجارة لدي الموهبة لكن لدي شعور بعدم القدرة على إدارة المال و أسمع في داخلي صوتاً يقول لي أني لست تاجراً !!
هنا يحدث الصراع مع المعتقدات القديمة و طريقة التخلص منها هي الانتباه للمعتقد الجديد و هو أنك موهوب في التجارة هذه الجملة هي التي يجب أن ينتبه لها وعيك في كل حين يجب أن تبدأ في الإطلاع على طرق التعامل مع المال , و أن تتعرف على تجار في نفس التخصص و بعد كل لقاء تقول لنفسك أنا تاجر..أنا تاجر ..أنا أستطيع أن أصبح أفضل تاجر في المنطقة تابع أخبار الاقتصاد و التجارة في الفضائيات في الجرائد في مواقع الانترنت تابع التجار في تويتر اصنع صداقات جديدة مع التجار تخيل نفسك مكان الشيخ الراجحي أو غيره تخيل نفسك تمارس التجارة كرر أنا أفضل تاجر في المنطقة كرر اسمك
( فلان بن فلان تاجر صادق و أمين و مميز)
اقرأ قصص التجار الناجحين لخص الدروس التي تتكلم عن التجارة مع الأصدقاء المهتمين اكتب أفكارك و كرر دائماً أنا تاجر مميز و أمين .. اكتب هذه العبارة على مكتبك . مذكرتك . باب غرفتك مع كل مرة تكرر فيها استشعر شعور النجاح و تحقيق الأهداف و كأنك الان مدير أكبر شركة في المجال الذي تريد …
هذا المثال البسيط يوضح كيف تتكون الاعتقادات الجديدة و كيف تولد و نعلم أنها تولد ضعيفة و مع التجربة و الاستمرار في الانتباه لها تكبر و تقوى و تصبح مسلمة لديك …
حتى تعرف ما هي معتقداتك انتبه لما تقوله لما تسمعه لما تتابعه و لكي تعرف المزيد عن أبنائك انتبه لما يقولونه .. يقرؤونه .. يسمعونه … و اذا لم يعجبك اعتقادات أبنائك
ابدأ من الان في تغييرها لهم بنفس الطريقة السابقة .
أحمد الرفاعي
20/11/1433








 


رد مع اقتباس
قديم 2013-09-13, 08:31   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
نورسين سوف
عضو محترف
 
الصورة الرمزية نورسين سوف
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

شكراااااااااااااااااااااااااا اخي الكرييييييييييييييييييييييييييييييييييييييم










رد مع اقتباس
قديم 2013-09-15, 05:33   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
العضو الخفي
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لمرورك










رد مع اقتباس
قديم 2013-09-15, 05:36   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
الحبابي
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

موضوع رائع

بارك الله فيك










رد مع اقتباس
قديم 2013-09-15, 05:38   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
العضو الخفي
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










Thumbs up خواطر متفرقة

خواطر متفرقة

أبو مهند القمري
إذا افتقدت الطريق الذي تشعر معه بدفء القرب من الله فهذا يعني أنك على حافة هاويةٍ من الضياع، فتوقف على الفور ولا تواصل السير في دروب الضياع حتى لا تنزلق قدمك في تلك الهاوية السحيقة، واستجمع قوى التوبة والإنابة إلى الله في قلبك لعلك تفلح في التماس الطريق نحو الله والجنة مجدداً، حيث به تكون النجاة ولا نجاة لك إلا به.

سبحان الله . . ما أعجب تلك النفس البشرية، قد وضُعت لها كافة اللوحات الإرشاد المؤدية بها إلى طريق السلامة دون لبسٍ إو إيهامٍ، وانهمرت عليها الآيات والأحاديث مبيّنة ما فيه خير الأنام، إلا أن النفس البشرية بما فيها من جهالة تأبى إلا أن تعاين بنفسها ما تم تحذيرها منه، فكانت العاقبة هي الضياع والشعور بتخلي العناية الربانية عنها، إذ كيف يلتمس لها العذر بعدما عاينت ببصرها النور فأبت إلا المضي في الظلام، فاللهم عفواً منك ثم عذراً فقد تمت المفاصلة في نفسي بين طرق النجاة والهلاك، فعاملني اللهم بما أنت أهله ولا تعاملني بما أنا أهله، إنك أهل التقوى وأهل المغفرة واغفرلي برحمتك يا أرحم الراحمين.

مزيد من التعمق في الدنيا يعني المزيد من البعد عن الله والدار الآخرة، فاستدر بنفسك عن هذه الطريق الموحلة التي لن يصيبك من وحلها إلا هوان القلب وعداوة الخلق وحيرة البال وضياع العمر ثم يأتيك الموت على حين غرة وأنت منغمس في كل هذه الألوان من البلايا، فهل تُرى يمكنك الخلاص من هذا التردي في لحظة خاطفة لكي تدرك بنفسك حسن الخاتمة؟! هيهات هيهات حين مناص!! فإن القلب الذي يُثقل بهموم الدنيا لا تجد هموم الآخرة له سبيلاً، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

للخوف سبب واحد وللأمن سبيل واحد، أما الخوف فإن سببه في المقام الأول عدم سكينة القلب بالله تعالى، إذ أن العبد الذي يسكن قلبه بالأنس بمولاه لا تؤثر فيه حوادث الدنيا مهما عظمت إذ كفى بالله لقلبه مؤنساً، وهل يُفزع القلب المستأنس بربه شيئاً من أمور هذه الدنيا الحقيرة؟! أما سبيل الأمن الأوحد فهو بذل الغالي والنفيس للفوز بالدار الباقية بصدق النية وصواب العمل، إذ أن استشعار رجاء عمار الآخرة يلقي بظلالٍ من الأمن والطمأنينة على نفس العبد خلال أيام عمره القصيرة في هذه الدنيا سريعة الزوال، وهل يعادل النجاة من أهوال يوم القيامة أي نوع من الأمان؟ فاللهم قنا عذابك يوم تبعث عبادك، ونجنا برحمتك من فتن الدنيا وعذاب الآخرة، إنك على كل شيء قدير وبالإجابة جدير وأنت سبحانك نعم المولى ونعم النصير.

إرغام النفس على طاعة الله ومراقبته في السر والعلن تحتاج لعزيمة صادقة وإخلاص قلبٍ لا يتوانى ولا يتيح مجالاً للتردد في هذا الإرغام، ولعل المرء يعاني شيئاً من المشقة في بداية الطريق، إلا أنه بعد تجاوز صعوبة هذه المرحلة سوف يشعر بلذة لا تعدلها لذة، إنها لذة حلاوة الإيمان والأنس بالله تعالى، فإنه حين يلمس دفئهما في قلبه لا يمكنه التفريط فيهما بحال ولو أنّ له الدنيا وما عليها، فاعقد العزم على مواصلة رحلة إذعان النفس وإرغامها على طاعة الله تعالى، ولا تتردد فإن النهاية محفوفة بسعادة لا تعدلها سعادة أبداً.

من المستحيلات استيعاب أماني طول الأمل خلال ما قسمه الله لنا من قصر العمر، فاجمح زمام نفسك عن مواصلة السير وراء الأوهام، واحرص على ما ينفعك من عملٍ صالحٍ تنجو به يوم القيامة من هول يوم المحشر، واستعن بالله ولا تعجز، فإنما الأمر صبر ساعةٍ يعقبها نعيم لا يحزن المرء بعده أبداً.

إذا منَّ الله عليك بالبصيرة التي تفرق لك بين أحوال أهل الدنيا الغافلين وأهل الآخرة الناجين، وما ينبغي عليك فعله لتجنب طريق الهالكين والفوز بطريق الفالحين، فخرّ ساجداً لله والهث بحمده أن اصطفاك بهذه البصيرة قبلما تباغتك الخاتمة بسوئها؛ فتهلك مع الهالكين نسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة.

حياة القلب بطاعة الله نبع من الحياة لكل من يحيط بصاحب هذا القلب من حوله، فهي حياة لنفسه وحياة لأهله وحياة لأصحابه وحياة لمجتمعه الذي يعيش فيه؛ لأنه لو لم يكن يملك قلباً حيّاً ما دلّهم على خيرٍ ينجيهم، ولا حذّرهم من شرٍ قد لا تتجلى لهم عواقبه الوخيمة إلا يوم تبلى السرائر فما لهم من قوة ولا ناصر، فليحمد الله كل من رزقه الله صحبة عبدٍ صالحٍ يملك مثل ذلك القلب الحي.

من صاحبك لدنياك فكن على حذرٍ فوريٍ منه، فإنه صلاحية صحبته تنتهي فور انقضاء حاجته الدنيوية منك، بل لعله ينقلب عليك عدوّاً وحاسداً لما رآه عليك من نعم الله تعالى، أما من صاحبك لدينك ولم يرغب في دنياك، فاعضض على صحبته بالنواجذ لأن بركتها تمتد إلى قيام الساعة، بل يظلك الله بصحبته في ظلّهِ يوم لا ظلَّ إلا ظلّه.

يا ترى هل ما نحياه في هذه الدنيا هو الحقيقة أم أنه الحلم والخيال الذي يسرق أيام عمرنا دون أن نشعر لنواجه على حين غرّة الحقيقة المفزعة التي سوف نستيقظ عليها يوم الفزع الأكبر حين البعث والنشور؟! أكاد أصرخ في كل ما حولي من ديكورات وخلفيات هذا الحلم الذي نعيشه أن انكشفي فما وراءك من أهوال أشد بكثير من إغراءاتك السفيهة _ سريعة الزوال _ والتي لا تورث صاحبها إلا خزي الدنيا وعذاب الآخرة.

السم الزعاف الذي يدسه الشيطان في أيام حياتنا هو الغفلة التي تحجب العقل عن التفكر في العواقب والقلب عن استشعار مراقبة الخالق؛ وبالتالي تنساق كافة أعضاء الجسد تباعاً لمؤثرات الشهوة في ظل التأثير على يقظة العقل والقلب، فالعين بالنظر والأذن بالسمع واللسان بالنطق والفرج يصدق ذلك أو يكذبه، فإذا كان يوم القيامة وجد العبد حصاد عمره جبالاً من الأوزار ينأى عن حملها كانت الغفلة وحدها السبب فيها، فتحت تأثيرها وقعت منه المعصية !! وتحت تأثيرها نسي ما كان منه من فعل تلك المعصية !! وتحت تأثيرها غفل عن أن الله يحصي عليه كل معصية!! حتى تراكمت منه وصارت كالجبال!! فانتزع زمام نفسك من رحى الدوران في تلك الغفلة، حتى تسعد بنجاة لا يعرف لها طريقاً أحد من هؤلاء الغافلين، واعلم أنه ما أنت إلا عدد وكل يوم يمر عليك ينقص من هذا العدد، حتى تجد نفسك في نهاية المطاف بين يدي من لا تخفى عليه خافية.

اللذة العاجلة مطب للنفس البشرية، والسعيد من استطاع تطويع هذه الرغبة حسبما يرضي الله تعالى، حتى يصل بها إلى مرتبة استشعار حلاة الإيمان وزينته في قلبه، وبغض الكفر والفسوق والعصيان، وحيينها فقط يمكنه بلوغ مرتبة الراشدين.

إذا أردت النجاة بصدق فتعامل في جميع شؤون حياتك من منطلق الضعف مع الله والمذلة له وتسليم جميع الأمور إليه سبحانه، والجأ من حولك إلى حوله ومن قوتك إلى قوته، ومن ضعفك وعجزك إلى سلطانه وقدرته؛ فإنك حيينها سوف تستشعر دفء القرب من الله وقوة الصلة به، وحلاة الشوق والحنين إليه، وإياك ثم إياك أن تغتر بنفسك وتظن فيها القدرة على فعل أي شيء دونما عونه ومشيئته، فإنك بذلك تؤذن بهلاك نفسك وإلقائها في وادٍ سحيقٍ من المذلة والمهانة يصعب معه استشعار أنك حتى ولو ذبابة أو أن لك قيمة أحقر الذباب!!

عجيبة تلك النفس التي لا حدود لتمردها، فتراها حين تستشعر العجز والحرمان جزعة خائفة تلتمس النجاة في أي اتجاه، وتراها حين تستشعر الغنى والمنعة متمردة طاغية تستحقر كل ما حولها ولا تذعن لموعود الله، وهي بين الحالتين مدَّاً وجزراً، ولا سبيل لإنماء خيّرها وتقليل شرِّها سوى بإرغامها على الإذعان لصوت الحق الذي يحدو بها إلى رحاب الله تعالى، ففي ظلال رحابه سوف يتطاير شرها ويتكاثر خيرها حتى لا يكاد يعرف الشيطان لها سبيلاً، وحيينها فقط سوف تسعد بها ولها الحياة، وسوف يزداد شوقها جنَّات الله.

الله أرحم الراحمين، فعطاؤه رحمة ومنعه رحمة وإمهاله رحمة وابتلاؤه رحمة، فكم أعطانا ليهب لنا الأمل، وكم منعنا لينجينا من الزلل، وكم أمهلنا لعلنا نسترجع، ولم يبتلينا إلا لكي نتوب ونرجع، فكل أمره مع عباده رحمة، وكل شأنه في تدبير أمورنا رحمة فوق رحمة، فما أقسى هذه القلوب التي ابتعدت عن الالتصاق بمنبع هذه الرحمة!! وما أشد جرم هذه النفوس التي أبت الاستجابة لداعي هذه الرحمة، وذلك حينما فتح أمامها أبواب التوبة ليرحمها من لهيب ذنوبها ومعاصيها، فرحماك ربي ثم عوداً إذ كيف نتجافى عن رحمتك ونحن أحوج ما نكون إليها؟! وكيف نعرض عنك وقد فتحت أمامنا أبوابها وأنت الغني عنَّا، فاغفر اللهم زلتنا واغسل حوبتنا واسلل سخائم قلوبنا وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة وهب لنا من رحمتك ما ينجينا من شر نفوسنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

بين الدنيا والآخرة مأساة تتكرر وفجيعة تتوالى، فتجد الدنيا في إدبارٍ دائمٍ وعلى الرغم من ذلك تجد الخلق يهرولون وراءها ويبذلون مهجتهم في سبيل تحصيلها، في حين أن الآخرة في إقبالٍ آزفٍ غير أنهم لا يكترثون بها!! وبين دفتي رحيل الدنيا وإقبال الآخرة طامة كبرى وآزفة تجعل القلوب لدى الحناجر كاظمين، فهل من مبصر لهذه الحقيقة قبل فوات الأوان؟! وهل من منتزع لنفسه من براثن الغفلة قبلما يحل البلاء الهوان ؟! فإن كل مبررات الغفلة ليس لها يوم القيامة أي حظ أو نصيب، وإنما تحل محلها فقط الحسرة والندامة!! فهل من مسترجع؟!

بداية طريق الزلل خطوة تتغافل فيها عن تقوى الله، وتهون الأمر على نفسك مبرراً لها التجاوز بأي وجه من الوجوه، ومن ثم يعرف الشيطان كيف ينتقل بك من خطوة إلى أخرى حتى تجد نفسك في نهاية المطاف قد وقعت في هاوية سحيقة من الانزلاق!! فاجمح زمام نفسك عن غيها بكثرة ذكر الموت وما يتلوه من ظلمة القبر وفوات فرصة الحياة كلها واستحالة عودة أي لحظة منها لتدارك التوبة!! واعلم أن صبر ساعة الدنيا يهيئك برحمة الله للفوز بنعيم الآخرة الذي لا ينقضي، فاستجمع قوى نفسك واعزمبها على تقوى الله تكن من المفلحين.

أياً كانت عوامل الإغراء متدنية فيما حرّم الله من معاصي؛ فإن الشيطان كفيل بأن يزينها لك ويجعلها في عينك من أعظم اللذات التي يمكنك الحصول عليها إذا أنت أتحت له فرصة الدخول إلى قلبك على حين غفلة من تقوى الله تعالى مكَّنته من الوسوسة إلى نفسك، كما أن الشيطان كفيل أيضاً بأن يجعل لذَّة الشهوة الحلال حقيرة وضيعة في عينك مهما بلغت مغرياتها فقط لأنها حلال، وهو لا يريد لك إلا الهلاك بالحرام ومزيد من الزهد في الحلال، حتى يسهل عليه تدميرك بمعصية الله، فكن يقظاً لخواطر نفسك ولا تنأى بها عن مراقبة الله عز وجل حتى تكون من الناجين.

وقود النفس على طريق مواصلة تقوى الله تعالى يتمثل في أهمية المراقبة، وتجديد التوبة وكثرة الاستغفار ودوام ذكر الله تعالى على كل حال ومخالطة الصالحين من عباد الله تعالى، والبعد عن مواطن الشهوات والشبهات، وأخيراً كثرة ذكر الموت والبلى.

من استأنس بالله كفاه، ومن أعرض عنه ابتلاه، وأقل لون من ألوان هذا الابتلاء هو استشعار الوحشة وإصابة القلب بالضيق والقلق والشعور بالخوف والهلع وعدم الطمأنينة بحال.

ما وجدت أكثر من حب المال فتكاً بالنفوس وتدميراً للعلاقات ولو كانت بين متحابين، حيث أن سحر تأثيره على النفوس لاسيما الضعيفة منها أقوى بكثير من وقع السحر على المسحورين!! فرحماك ربي . . اجعل الدنيا في أيدينا ولا تجعلها في قلوبنا حتى لا نهلك مع الهالكين.

التقييد عن فعل الخيرات علامة عدم التوفيق من الله، أما سألت نفسك لم ذاك ؟!

لابد من وضع خارطةٍ لنفسك، توضح لك معالم الطريق نحو النجاة بها إلى رضوان الله تعالى، إذ ستقف من خلال هذه الخارطة على مواطن الضعف والخلل في نفسك فتجتنب أسبابهما، وستستشعر مواطن الخير فيها فتنمي مصادرها، وبذا تكون النجاة بعد توفيق الله تعالى وبحمده.










رد مع اقتباس
قديم 2013-09-15, 05:53   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
* عبد الجليل *
عضو ماسي
 
الأوسمة
أفضل موضوع في القسم العام المواضيع المميزة 2014 وسام المرتبة الأولى 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا لك على الخواطر ... بارك الله فيك

سلمت اناملك









رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
متفرقة, معتقداتك, القديمة, تخلص, خواطر


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 05:56

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc