منام

[saoudi.a]

.. مشينا وبحثنا دون جدوى ،ولم نقطع الأمل ، ونحن كذلك قادتنا أقدامنا إلى زاوية ( زاوية الرقادي) استقبلنا من طرف جماعة يظهر عليها الوقار ،رحبوا بنا وقدموا لنا الطعام وختمنا الضيافة بكؤوس من الشاي شاي الرجال الزرق، وبعد كرم الضيافة وجهونا إلى زمزم ليس بئر زمزم الذي بمكة ولكنه تاجر وأظنه في كلّ شيء وجهونا إليه لعله يبيعنا ما نحتاجه ، أو يدّلنا على غيره ولكننا زمنا عن الخوض في الحديث معه أكثر لأنّه طلب منا ما لا نستطيع دفعه وقد فضت جيوبنا ،أثناء ذلك ظهر المساعد هو أيضا اسم لإنسان وفي نيته مساعدتنا وكنت كثير العجب من مطابقة الأسماء لأفعال الأشخاص ، أمدّنا المساعد بكلّ ما نحتاجه بدون مقابل كرم حاتم في صحراء بلاد العجائب .....
أخذنا وجهتنا حيث الجبال ذات الحجارة السوداء وكم كانت رحلة شاقة متعبة لنا جميعا ، لم نتعود على مثل هذه الرّحلات .
في أول محطة لنا على مشارف جبال الهقار أقمنا مخيمنا لنستريح من عناء السفر ، ونواصل صباحا اكتشاف عالم آخر،و الولوج في متحف طبيعي يندر وجوده ( هو مصنف تراث عالمي وأكثرنا لا يعرف إلاّ وجهة واحدة عالمية ،برج إيفل وتمثال الحرية....)
قلت نصبنا خيمة صغيرة، وقام أحدنا بتحضير العشاء ،وآخر بإعداد الشاي وسهرنا مع النجوم ، في الهقار النجوم ليست كبقية النجوم لها لمعان قوي
وأكبر ولو مددت يدك ممكن تمسك إحداها وتسألها أيتها النجمة هل تراك نجمتي الآن ،هل يهزّها الشوق والحنين لفراقي هل حمّلتك كلمات أم اكتفت بذرف الدموع أم كعادتها كبرياؤها يمنعها من إظهار ذلك ولو للنجوم لم نبح بهذا السّر لبعضنا قبل الآن وإن أفشيته
لأردّ جميل المرسول هي تحمل أسرارا وكاتمة لخلجات القلوب .....
(نوظ يا رأس ....طلع النهار في الليل اتبات ساهر وفي النهار راقد وتهترف ربما الحمى)، راقد ،زاوية الرقادي أه لونمت في الزاوية كان أحسن على الأقل أكمل المنام..