بعد تسريب بعض الأقاويل التي أدلى بها الداعية صفوت حجازي للنيابة في سجن طرة المشدد وما أظهره من تنازلات على مواقفه السابقة تذكرت قصة قرأتها للداعية "الشيخ عارف"ويروي القصة الكاتب سعد هجرس حيث يسرد : كان – على ما أذكر الشيخ عارف– يعمل قبل اعتقاله خطيباً وإماماً لمسجد السيد البدوي. وكان الرجل من غلاة جماعة الأخوان المسلمين. وكان يجاهر بعدائه لنظام الرئيس جمال عبدالناصر، حتى أنه كتب قصيدة قاسية يهجو فيها عبدالناصر هجاء مقذعاً، أتذكر منها بيتاً شهيراً يقول فيه :
جمع الرذائل كلها ذو "فقهش"
نذل البلاد معرّة الأوطان
وعندما تسأله عن معنى "فقهش" الواردة فى الشطر الأول يسارع بالرد وكأنه ينتظر السؤال: الفاء للفجور والقاف للقهر والهاء للهلس والشين للشر المستطير والعياذ بالله.
المهم .. دارت الأيام .. والشهور .. والسنين .. وخارت مقاومة الرجل .. وقرر "الاستنكار" .. ولكي يقنع إدارة المعتقل بأنه "تاب" و "أناب" فقد قرر – بمبادرة ذاتية منه – أن يكتب قصيدة مدح فى جمال عبدالناصر، وتعهد أن تكون على غرار قصيدة الهجاء إياها .. فقال :
جمع الفضائل كلها ذو "فقهش"
أسد البلاد معزة الأوطان
ودون أن ينتظر سؤالك عن معنى "فقهش" الجديدة، يسارع إلى تقديم المذكرة التفسيرية الجديدة حيث الفاء للفخر والقاف للقوة والهاء للهمة والشين للشرف العظيم!.اه.
لقد آثر الشيخ عارف حياته وصحته وأهله وقرر أن يتنازل عنوة على مبادئه ومواقفه لكي ينجو من بطش النظام العسكري .
السؤال هل تنازل الشيخ صفوت حجازي في هذا الوقت على مواقفه ستؤثر على أتباع الاخوان المسلمين ؟