سلفيو الأردن..قمع ممنهج و تعبئة بالشعارات
أكد المراقبون منذ بداية تصدير العناصر المسلحة من الاردن بعد تاريخ (2003) و انهيار نظام صدام في العراق، أن السجون الاردنية كانت المدرسة الاولى لما بات يٌعرف بـ "السلفية الجهادية"، حيث تعرض فيها عدد كبير ممن يسمون انفسهم "مجاهدين" لعمليات تعذيب ممنهجة و معاملة قاسية داخل السجون، دون ان تكون هنالك ادانات واضحة و تهم محددة، كأن تكون تهديد السلم الأهلي او المشاركة في محاولة انقلاب على النظام الملكي او غير ذلك..
انما تهمة البعض منهم أنهم كانوا في افغانستان و شاركوا مع الفصائل الافغانية في عمليات عسكرية تحت مسميات دينية، و عودتهم الى الاردن قرأتها السلطات على أنها رسالة شؤم لابد من الرد عليها بقوة.
و كان من ابرز هؤلاء "ابو مصعب الزرقاوي" الذي تحول من شاب هاوٍ للجهاد و القتال في ادغال افغانستان الى قائد عسكري لأخطر تنظيم في العالم، و في أخطر بلد في العالم ايضاً و هو العراق، و بلغ به الأمر لأن يتحول العدو الذي تبحث عن الولايات المتحدة و تكرّس وجودها في العراق بسبب ما اشاعه هذا التنظيم .
ثم ذهبت السلطات الاردنية الى أبعد من ذلك عندما اتهمت جماعة الزرقاوي بمحاولة إدخال شاحنات مليئة بالمتفجرات و المواد الكيمياوية الى داخل الاردن و تفجيرها عام 2004.
و منذ ذلك الوقت ما برحت السلطات الاردنية تردد مقولة عودة الاردنيين المتمرسين على القتال و العمليات الارهابية الى بلدهم سواءً من العراق او من سوريا، الامر الذي يستوجب القمع الشديد، كما حصل في قصف جوي لموكب زُعم انه ينقل عناصر من "القاعدة" كانوا يعبرون الحدود السورية الى الاردن. فيما تستمر علميات الاعتقال و اصدار الاحكام بالسجن لمن يروم القتال في سوريا.
بعض المراقبين يشيرون الى هذه الطريقة العنيفة في التعامل مع هؤلاء، على أنها تصب في مصلحة التيار السلفي لأن يزيد من لهجة التعبئة و التحشيد و الدعوة لتحدي العقبات "في طريق الجهاد و تحقيق حلم الدولة الاسلامية..".
و فيما تهدد محكمة أمن الدولة بالعقوبة القاسية لمن يغادر البلاد الى سوريا للقتال، باحكام سجن تتراوح بين خمسة، الى خمسة عشر سنة، بيد أننا نلاحظ المساجد في الاردن يعلو صوتها بالمشاركة في القتال بسوريا.
و من اكثر المناطق التي يستهدفها الخطاب السلفي ، هي المناطق ذات الطابع العشائري و القبلي، "الزرقاء" و"السلط" و"معان"، و السبب في ذلك أن الشريحة القبلية بين سكان الاردن هي الاكثر قرباً و ولاءً للنظام الملكي، و للملك نفسه، مما يجعل هذه الشريحة بمنزلة ورقة الضغط القوية على النظام لما يفيد السلفية في المستقبل.
و حسب المصادر فان معظم الشباب السلفي المعبئ في الاردن ينحدرون من انتماءات قبلية و عشائرية، و المثل البارز في ذلك، ما قام به أحد زعماء العشائر في "معان" بمبايعة أمير جماعة "داعش" في سوريا.
..........
الثلاثاء 20/آيار/2014
وكالات أنباء
دول الخليج و قوى الإستكبار الغربية متخوفة من سرقة الثورة السورية من داعش و نجاح الصحوة الإسلامية
سقوط الأسد...........تتويج لمسيرة الربيع