خَيَارانِ إثْنَان لاثَالثَ لَهُما

[أنفاس الإيمان]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


الآن فِي هَذه اللحظة ، فلنتنفس بِعمق ولنتكلم بجديّة:
عن عجلة الأيام إذ تدور كصبح وليل متعاقبان
عن الدُنيا يوم لا اثنان
عن حقائبنا وكل قاصٍ فيها و دان
*
جلس زياد مولى ابن عياش إلى بعض إخوانه فقال له:
يا عبدالله!
فقال له: قل ما تشاء،
قال: ما هي إلا الجنة أو النار؟!
قلت: نعم،
قال: وما بينهما منزل ينزله العباد؟!
قلت: لا والله،
فقال: "والله إن نفسي لنفس أضن بها على النار، والصبر اليوم عن معاصي الله خير من الصبر على الأغلال"

فهل سمعت ؟!
هُما خياران اثنان
إثنان فقط
لاثالث لهما
إما جنة أو نار
حقيقة لابد ان تستوعبها جيدا بعد ان تدرك أنه لاقرار هاهنا
بعد أن تعي ان مايمضي من فُرص قد لايتكرر مرة اخرى..
بعد أن تعرف ان المنية لاتعرف صغيرا او كبيرا
فكيف تُخاطر بنفسك وكله الى زوال الا عمل ابتغيت به مرضاة الله
وأي حُجة تنكب بها عن استقامة الصراط وذي آي القرآن وأحاديث العدنان تصدح بالحق و تبين الخير من الشر، والصالح من الطالح
وكيف تشتري العذاب بثمن بخس بـ : إعراض عن صلاة ، إمتناع عن زكاة ، أكل حرام ، ألحان وغناء ، متعة عابرة.....
وطريق الجنة بيّن ،وطريق النار بيّن!

*
والله لصَبر ساعة تضبط فيها النفس لتجاوز المعصية لهو رغد العيش تنعم به ابد الدهر ، ولحلاوة معصية تتذوقها فتستطعم لذّتها قد تكون لك خسرانا وطريقا يهوي بك الى الجحيم .
فاخلع عنك ثوب الأمس المثقل بالأدران
وابتع جديد النفس الثمين
وكما قالوا كل الطرق تؤدي الى روما
فليكن قولك "كل الطرق تؤدي الى الله"
وكن على دراية أنه
بقدر اجتهادنا هنا ..نرتاح هناك
وبقدر تحرينا للطاعات.. ننعم هناك
فاعقل هذا وامض سبل النجاة..

أنفاس الإيمان