بسم الله الرحمان الرحيم والصلاة و السلام على أشرف المرسلين
أما بعد سوف نتحدث عن كيفية استقبال شهر رمضان بالدعوة إلى الله التي تتمثل مثلا في
دعوة التاركين للصلاة بالصلاة ، دعوة ثري بأداة الزكاة إن كان من المتهربين من الزكاة أو الناكر لها ، دعوة أجنبي إلى اعتناق الإسلام بكتاب أو شريط أو بالكلمة الطيبة المقنعة.... )
إذن من أعظم الأعمال التي نستقبل بها شهر رمضان المبارك الكريم العظيم
هي الدعوة إلى الله لأن من أحسن الأقوال الدعوة إلى الله وإنها من تعاليم الإسلام بل هو الإسلام وإن الدعوة من الأعمال الصالحة و وجوب ارتباطها بالأعمال التي فيها صلاح المسلمين لهذا قال تعالى " ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين " وهذه الآية نرى أن فيها الثناء من الله على أهل الدعوة نسأل الله أن نكون منهم والدعوة إلى الله فيها اقتداء بالأنبياء والمرسلين و يا له من شرف ورفعة أن تفعل كما كان يفعل الرسل و الأنبياء وإن الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم سيفرح بك ويفتخر بك يوم القيامة يباهي بين الأمم بالدعاة إلى الله المخلصين و الصالحين والمسلمين المؤمنين والدعوة إلى الله تدخل الجنة وفيها نيل عظيم لثواب والأجر و فيها حسنات كثيرة ومحو لسيئات فعن أبي مسعود عقبة بن عمرو الأنصاري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من دل على خير فله مثل أجر فاعله رواه مسلم.
كما أن الدعوة إلى الله فيها استمرار ثواب الداعي بعد موته خاصة إذا بقي من دعاهم إلى الإسلام والحق أحياء فحسناتهم كصدقة جارية تأتي إلى قبره أو الأساليب التي كان يدعو بها وعلم بها تلاميذه لأن الدعوة إلى الله علم قائم بذاته فإن ثواب هذا العلم إذا طبقه تلاميذه يكون بمثابة صدقة جارية بعد موت العالم أوحتى في حياته كما أن وجوه الدعاة إلى الله يكون فيها نور ولهم في الدنيا حسنة و في الآخرة إن شاء الله حسنة أيضا .
والدعوة إلى الله ليسا مجالها ضيقا أو محصورا في دعوة كافر إلى الإيمان بوحدانية الله و بتعاليم الإسلام بل هي تتسع إلى المسلمين أنفسهم بدعوتهم بتتبع كل صغيرة أو كبيرة دعا إليها الإسلام سواء في القرآن أو السنة و إلى إصلاح أحوال الناس و حسن المعاملات اليومية و السلوكات و الأخلاق وشعائر الإسلام و إلى الصفات المعنوية والفكرية والدعوة إلى الله أساليبها كثيرة منها بالصوت والصورة و اليد و الإشارات وبالرسم و الكتابة و بكتاب أو شريط ومطوية المهم أننا في عصرنا الحالي المتطور كثرت الأساليب و لا يسعنا ذكرها كلها ومن بين ما استطيع أن أقوله في الدعوة إلى الله مثلا :
1 ـ دعوة ملحد إلى اعتناق الإسلام والملحد هو الذي يقول أن كل شيء مادة ولا وجود لله وهؤلاء من المستحسن الإستعانة بمفكرين عظماء يحسنون جدالهم وهو موجودين في عالمنا الإسلامي و معظمهم شيوعيون وصعوبة الشيوعي أنك لا تستطيع أن تدعوه بالقول قال الله قال الرسول لأنه لا يؤمن بالله و لا يؤمن بالرسول فعليك مخاطبته بالمنطق و العقل لتقيم عليه الحجة .
2 ـ دعوة نصراني مشرك إلى اعتناق الإسلام والنصارى اليوم فيهم عرب وهذا يسهل لك الدعوة إلى وحدانية الله لأن اللغة العربية هي لغة القرآن ولغة الرسول صلى الله عليه و سلم وأعرف جزائري ذهب لدراسة إلى لبنان وكان له أصدقاء و زملاء لبنانيين وكان يظن أنهم كلهم مسلمين ففي إحدى المرات سأل أحد هؤلاء الأصدقاء كيف يمضي شهر رمضان في بيروت فأجابه إجابة في منتهى اللباقة أنا لست مسلم بل مسيحي لكنني أحترم شعائر المسلمين فصدم ذلك الجزائري وأصبح يتحاشى لقاء ذلك المسيحي و لم يرغب في توطيد علاقة الصداقة معه وهذا خطأ فادح لأن الله بعث له الجنة على طبق من ذهب لأن المسيحي لم يبدي أي استياء أو احتقار لدين الإسلامي وهذا مناخ مساعد للدعوته إلى الإسلام وخاصة أنه يفهم اللغة العربية .
3 ـ دعوة يهودي إلى اعتناق الإسلام واليهود يوجدون في بعض الدول العربية مما يسهل أيضا الإتصال بهم ودعوتهم إلى الإسلام أما اليهود الموجودين في فلسطين المحتلة فهم أصعب الناس لأنهم متعصبون و متشددون
ومن دعا واحد منهم و اعتنق الإسلام فقد فاز فوزا عظيما .
4 ـ دعوة هندوسي إلى اعتناق الإسلام و الهندوس موجودون في الهند والهند بها مسلمون لهذا من السهولة على المسلمين الهنود أن يقوموا بدعوة الهندوس إلى نور الإسلام و رحمته ولكن هذا لا يمنع أن من السهولة دعوة الهندوس باللغة الإنجليزية لأنهم يحسنون اللغة الإنجليزية وقد سمعت أحد الدعاة السعوديين يقول أنه في إحدى مرات في ساعة متأخرة من الليل أتى ميكانيكي حليق أي بدون لحية و مدخن لكنه جاء بعماليين اثنين هنديين هندوسيين يعملان عنده من أجل إشهار إسلامهما فسأله وكيف أقنعتهما قال أعطيتهما كتاب عن الإسلام باللغة الانجليزية ثم طلب منه كتب أخرى عن الإسلام فوفرها لهما ثم اقتنعا بدخول إلى الديانة الإسلامية لهذا نقول إذا كنت
لا تحسن الدعوة إلى الله استعمل أي وسيلة أخرى مثل الكتاب أو الشريط .
5 ـ دعوة كنفوشوسي إلى اعتناق الإسلام وهذه الديانة هي ديانة الصينيين وهم اليوم منتشرون في العالم الإسلامي من أجل التجارة و حتى لو كان عددهم قليل فلا بأس بدعوتهم إلى الإسلام وإنني أعرف جزائري بأخلاقه و مواظبته في عمله والتفاني بالحضور بالضبط في مواعيد العمل واتقان شغله وحسن دعوته إلى الإسلام فقد أسلم على يده الصينيين الذين يعملون معه لهذا نركز أيضا أن الأخلاق وحسن تقديم صورة المسلم بإعتباره سفير الإسلام يشجع على اعتناق الإسلام .
6 ـ دعوة وثني إلى اعتناق الإسلام وهؤلاء منتشرون في إفريقيا وبالإمكان دعوة الطلبة الأفارقة الوثنيين الذين يدرسون في جامعات البلدان الإسلامية
إلى الإيمان بوحدانية الله وترك ديانات الضلالة وترك عبادة الأوثان و الأرواح والدخول إلى نور الإسلام كما يمكن إرسال دعاة إلى أدغال إفريقيا لدعوة الوثنية إلى الإسلام كما كان يفعل الداعية إلى الله الكويتي السميط .
7 ـ دعوة متعدد الديانات إلى اعتناق الإسلام فهؤلاء موجودون في أوروبا وهم جماعات يحاولون خلط المسيحية واليهودية و الإسلام مع بعض لهذا فجالياتنا الإسلامية في الخارج وفي أوروبا خاصة عليها بالدعوة إلى الله و التأكيد بأن الدين عند الله الإسلام و لا يمكن قبول أي دين آخر مرتبط معه ومحاربة هذا النوع من الخلط .
8 ـ دعوة تارك للصلاة بالصلاة و شهر رمضان فرصة إلى دعوة تارك الصلاة بأن يتوب إلى الله لأن معظم الناس تهب إلى المساجد بل نرى ازدحام عجيب ولهذا من أعظم ما تستقبل به رمضان هو دعوة تائة و ضال و تارك الصلاة بالصلاة وسيكون لك أجر عظيم لأن المناخ الإيماني في شهر رمضان يساعد
على التوبة و لأن الشياطين مقيدة و مربوطة و مصفدة .
9 ـ دعوة متكاسل في الصلاة ومتعود على الصلاة منفردا وفي المنزل إلى صلاة الجماعة وفي المسجد لأن فيها ثواب وعلو في الدرجات و محو لسيئات و مضاعفة الأجر خاصة في رمضان وهذا استقبال عظيم لشهر الصيام .
10 ـ ومن أفضل ما تستقبل به رمضان دعوة عاق للوالديه ببر الأم وبر الأب
لأن الدعوة إلى الله تتمثل في الدعوة إلى بر الوالدين لأن الإسلام ربط عبادة الله ببر الوالدين ففي سورة الإسراء يقول تعالى : "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً" وهذا استقبال عظيم لشهر الصيام ببر الوالدين وفيه دوة إلى الله .
11 ـ دعوة الذي لم يحج و لم يقم بعمرة إلى الحج و العمرة لأن الدعوة إلى الله هو أيضا القيام بركن من أركان الإسلام فليس الشهادة فقط بل الصلاة و الزكاة وصيام رمضان و حج البيت لمن استطاع إليه سبيل لأن هناك قصة عن وهذا استقبال عظيم لشهر الصيام امرأة لا تصلي وضعوا اسمها في قرعة الحج فخرج إسمها فتابت و أصبحت تصلي و ذهبت إلى الحج لهذا لا يجب أن نغفل على قيمة الحج و العمرة لأنها أيضا مجال عظيم في الدعوة إلى الله لأن هناك من هو ثري و يتكاسل عن أداء العمرة أو الحج و النصيحة بأن يكون الثري أو القادر على دفع مصاريف الحج و العمرة بأنه تتكلم معه و تدعوه إلى الحج أو العمرة يعتبر من الدعوة إلى الله وخاصة أن في شهر رمضان العمرة تساوي حجة .
12 ـ دعوة من يفطر عمدا في شهر رمضان بالصيام يعتبر أيضا دعوة إلى الله و من أحسن حسن معاملة هؤلاء و مجادلتهم و إقناعهم باللين و الكلمة الطيبة والحكمة .
13 ـ دعوة ناكر للزكاة أو منافق أو فاسق أو بخيل بالزكاة بان يزكي ماله يعتبر أيضا دعوة إلى الله وخاصة في شهر رمضان يعتبر من حسن الإستقبال لهذا الشهر الذي كان فيه الرسول كالريح المرسلة في الكرم .
14 ـ دعوة مدخن بالإمتناع عن التدخين يعتبر دعوة إلى الله كما أن تصوير سيجارة و عليها علامة الضرب الدالة على الإمتناع يعتبر دعوة إلى الله سواء وضعتها في المطار أو المستشفى أو في مصلحة البريد أو في البلدية أو في قطار أو في حافلة أو سيارة أجرة أو أي مكان عام أو إدارة عمومية أو شركة اقتصادية عمومية أو خاصة يعتبر دعوة إلى الله لأن ديننا يمنع الخبائث وهذا من الدين بل إن هناك من يعتبر تدخين التبغ حرام .
15 ـ دعوة مدمن مخدرات بالكف عن تناولها يعتبر من الدعوة إلى الله والكف عنها في سبيل الله يعتبر من أحسن الأعمال في استقبال شهر رمضان .
16 ـ دعوة شارب خمر بتركها لأنها أم الخبائث يعتبر دعوة إلى الله وحتى دعوة صاحب حانة بغلقها في شهر رمضان احترام لهذا الشهر الكريم يعتبر دعوة إلى الله و لعل سيهدي الله صاحب الحانة و يغلقها إلى الآبد .
17 ـ دعوة متعود على القمار بتركه يعتبر دعوة إلى الله ومن أحسن ما نستقبل به شهر رمضان الكريم .
18 ـ و الدعوة إلى الله قد تكون بالكتب تتحدث عن الإسلام وعن بر الوالدين وعن الصلاة والزكاة فلا يجب حصرها فقط في كيفية نطق الشهادة و تعاليم الإسلام بصفة عامة و موجزة والدعوة بالأشرطة السمعية حتى السينما و الفيديو والمسرح و السور المتحركة والدعوة بالأخلاق لأن الله قال عن سيدنا محمد صلى الله عليه و سلم في القرأن " وإنك لعلى خلق عظيم " وعن عائشة رضى الله عنها قالت " كان خلق نبي الله صلى الله عليه وسلم القرآن " رواه مسلم; و عن أنس رضي الله عنه قال " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقاً " متفق عليه ونؤكد أن الأخلاق تلعب دور كبير في اقتناع الغير المسلمين بروعة الإسلام و نور الإسلام وهناك قصص عديدة تؤكد على هذه الفكرة كما أن الدعوة باليافطات أو صور الدعائية تعلب دور فقد قام رجل مسلم ثري بوضع رقم هاتفه في مدينة من المدن الأوروبية لكل من يريد أن يسأل عن الإسلام و بالفعل اتصل به أناس غير مسلمين و مع كثرة أسئلتهم وحسن إجابته اعتنقوا الإسلام لهذا فالإشهار و الدعاية في العصر الحديث مهم في الدعوة إلى الله لأن أعداء الإسلام يستعملونها كما أن الدعوة بالصوت ممكن من خلال الإذاعة و الأشرطة و الأناشيد الدينية بمختلف لغات العالم التي تبرز محاسن الإسلام كما أن الدعوة بإستغلال شهرة شخصية من أجل الدعوة إلى الله ممكن ففي إحدى المرات في برنامج من برامج قناة "اقرأ " امرأة مغربية رأت ممثلة مصرية مشهورة مرتدية الحجاب اعتزلت الفن و أصبحت تاجرة ملابس النساء المسلمات المتحجبات تأثرت بها هذه المغربية واتصلت بالحصة و قالت سوف ارتدي الحجاب لأنني قلت كيف ممثلة مشهورة تترك الأضواء و الشهرة في شاشات التلفزيون و الجرائد والمجلات و الإذاعة و اختارت الاعتزال والحجاب ومادامت فعلت هذه الممثلة هذا فإن الحجاب شيء عظيم بل أعظم من الشهرة بأزياء تكشف مفاتن المرأة لهذا أثرت هذه الشهرة في المرأة على الرغم أن زوجها كان يدعوها دوما للبس الحجاب لكن كما قالت هي غرورها بجمالها و الشيطان هما من جعلها لا تلبس و جاء الفرج بواسطة ممثلة مشهورة لبست حجاب فأنارت لها بصيرتها وسيكون في حجابها خير الدنيا و الآخر ة لها و للممثلة .
19 ـ استغلال أي موهبة في الدعوة إلى الله كموهبة الشعر مثلا في كتابة قصائد تبرز محاسن الإسلام وسماحته و إيجابياته أو موهبة الرسم لدفاع عن الإسلام و الرد على من يسيء بالرسم إلى الإسلام بنفس الأسلوب أو من له موهبة التمثيل بإبراز أخلاق المسلمين و تعاليم الإسلام بتبسيطها و ابرازها بطريقة فنية مثيرة و حسنة وجذابة وغيرها من المواهب التي لا يسعنا الآن التطرق إليها.
وختام قولنا إن أصبت فمن الله و إن أخطأت فمن نفسي و الشيطان وندعو الله أن يرينا الحق حقا و يرزقنا اتباعه و يرينا الباطل باطلا و يرزقنا اجتنابه وأطلب كل من قرأ ما كتبت أن لا ينسى الدعاء لنا بالخير و تصحيح أي خطأ إملائي أو نحوي أو في الأسلوب و البلاغة وقعت فيه و تنبيهي به وله الثواب و الأجر عند الله.أرجو ثانية التعليق على الأفكار و محاولة تصحيحها و التأكد من صحة كتابة الأحاديث و النقد المفيد و الهادف على كل حديث قد لا أنتبه على صحته أو نفعه أو سهوت عن حرف منه .هذا ما وقفني الله في الكتابة عن حسن استقبال شهر رمضان بالدعوة إلى الله على الرغم أني لم أعط الموضوع حقه لأن أمامي نقاط أخرى علي أن أتمها قبل نهاية شهر رمضان إن شاء الله وموضوع الدعوة إلى الله إن كان في العمر بقية سأكتب عنه بإسهاب و تفصيل ممل وبكثرة وبقوة وفي الأخير نقول و الحمد لله رب العالمين أللهم اجعل كل من يقرأ ما كتبت وطبق تطبيقا صحيحا من أهل الجنة بشرط أن يوافق الكتاب و السنة .