أربعينية حُبّ

[** لا أحد **]

إهداء : بداية هذا العام تبدو مُغريةً للقلوب ، فيها قصصٌ ستستمر وفيها قصصٌ ستبدأ ، و قصص ستتكرّرُ أو تتكسّرُ ..


أمّا أنا فملّتني الأيامُ والشهور ، ولهذا سأبتعد


أبتعدُ لترجع إليّ ذكرياتي


يكفيني ما عشت فيها من دموع ، وسعادة ..


الحقيقة .. أنّي هرمت ولا طاقة لي على العِشق ولوعته .


فلا عيناي تستعدُّ لإنزال مثل تلك الدموع ، ولا قلبي سيرتعش لفرحة أو سرور ..


تكفيني آخر أيّامِ الشتاء الماضي ،حيثُ كان المطر يُبلّلُ صفحات كتابٍ كان مفتوحا بيننا ..


أتذكرين ؟


ههههه ... لعلّك ناسية


وما ذنبي لو كنتِ قاسية ؟


هل أذكّرك ؟


بذاك اليوم الماطر حيثُ كنّا نحتمي من القطرات تحت سقفٍ ضيّق ، فيُجبرُنا الضيق على الهروب إلينا ..


تجعلين تارة نفسك تحت المطر لآخذ مكانا دافئً تحت السّقف ، وتارة أجعلُ نفسي تحت المطر لأفسح لك في الدفئ زاوية .. ونتنافسُ من يحمي الآخر أكثر..


يا الله ..


كان الكتابُ مفتوح الدفتين بيننا ، تسقطُ دفّة منهُ على ذراعي ، وأخرى على كتفك .


هل تذكرين ما كان عنوان الكتاب ؟


"......." أو شيءً كهذا ..



عاتبني أبي ليلتها لأنّهُ مثلي ذو قلب :


كلّنا نختارُ عقولنا يا بنيّ ونصنعُ فيها ما نصنع ..


ولا أحدَ منّا يختارُ قلبه


من قسوة الأيّام بي أني تماما


بعد أربعين يوما ينصبُ النّاسُ صوان حبّي لاستقبال المعزّين.







فهذه :




أربعينية حُبّ



السلامُ عليكم أهلُ الهوى ، وشكر اللهُ سعيكم


أمّا بعد حبّها :


فنارٌ تحرقُ الأفئدة ، ونارٌ تحرقُ الأوردة


ونارٌ... في صدري موصدَة


فبالله اسألوها


كيف هي بعد الفُراق ؟ أ وحيدةٌ يطيبُ النومُ لها


أم مثلي تستأنسُ بالرّفاق ؟


أمّا أنا فلا أزالُ ألفظُ سكرات حبّك ويا لها من سكرات ، تتحجّرُ حرقةُ الموتِ فيها والحزنِ في الأعناق


أمّا بعد حبّها فالقلب صدأ ، وحال دونه الدمُ فالعروقُ جفت.. والنبضُ هدأ


وأمّا الأطرافُ فمصلوبة على جذعي جيفةً لا تئنّ


وأمّا اللسانُ فمحشور بين فمٍ وحنجُرة يقتاتُ من حنينِ الذكريات .. كلماتٍ قالها حين كان .



عظّم اللهُ أجركم ، والسلامُ عليكم .