لا للأقنعة
كثيراً ما نُصادفُ في طرقاتِ الحياة , أنماطٌ مخْتلفةٌ من البشر , كلٌ لهُ قناعاته الشخصية التي يؤمن بها , ويعمل وفقَما تمليه عليه , ولكلٍ منّا تفكيره الخاص الذي يوجهُ تصرفاته , لا أعني بذلك أن أصنِفَ الناس إلى أسوياء وخلافه , ولكن هناكَ فئة منهم نلتقيها , فتكون البراءة مرتسمةٌ على ملامح وجوههم, وحديثهمْ فيهِ من اللين ما يجعلُ قلوبنا ترقُ لهم ,فنشعر بوقع الصدمة , حين نكتشف بأننا مخطئون في حسابتنا ,وأن كل ذلك كان مجرد قناع يختبئ خلفه الزيف ,اتخذوا تلك الأقنعة للوصول إلى مآربهم في هذه الحياة, متخذين من الآخرين جسوراً للوصول إلى ما يبتغون ,غير مهتمين بمن حولهم ...!
فهل من الضروري لبس تلك الأقنعة للوصول إلى الغاية ؟
ولماذا أصبح النفاق الاجتماعي سمة عصرنا الحالي ؟
هل بالفعل اصبحنا في زمن الاقنعة؟؟
هل بالفعل اصبحنا في زمن نجهل فيه الوجوه الحقيقية؟
سؤال نطرحه على انفسنا احيانا ولا نجد له جوابا...
فنستسلم للسير دون احساس بالصدق و الامان لما تتشوه الوجوه بالأقنعة التي اجاد اصحابه استخدامها وتفننوا في تثبيتها على وجوههم ..وتتعد الوجوه حولنا منها الجميل والمريح ومنها الغير ذلك .. فنبقي منها في عالمنا ما نبقي ونحذف ما نحذف ..ونترك للأيام والزمن والمواقف مهمة لكشف الاعماق والوجوه والنوايا .. الوجوه الاقرب الى ارواحنا نلتصق بها ونمنحها تأشيرة الدخول الينا نفتحلها ابواب احلامنا على مصرعيها ونحبها كما هي نحفظ ملامحها وتضاريسها نرى حتى القبح فيها جميلا ونعتاد عليها ونفتقدها حين تفرد الغياب ونظن في لحظة نقاء الوجوه التي احببناها لا تتغير وان الوجوه التي اعتدناها لاتتشوه ولا تتساقط ...وتسقط الوجوه وليست الوجوه هي التي تتساقط لكنها الاقنعة...الاقنعة التي سترت وجوههم الحقيقية امامنا الاقنعة التي جملت ملامحهم في اعين قلوبنا وعندها فقط نكتشف حجم الزيف من حولنا ونكتشف مقدار تشعب الأقنعة في وجوههم حتى اصبحت اقنعتهم هي الوجوه الحقيقية واصحاب الأقنعة لا يتأثرون كثيرا عندتساقط اقنعتهم واكتشاف وجوههم الحقيقية ولا يشعرون بالندم والالم .. بل يسارعون الى ارتداء قناع اخر جديد ولا يستهلكون الكثير من الوقت لأقناع الاخرين بأقنعتهم.. يحيط بك الكثير من اصحاب الأقنعة وكم اتمنى ان لا تفضح المواقف اقنعتهم .. لأنه لم يعد في القلب اتساع لاكتشاف مرير اخـــــــــر وكثير هي الأقنعة التي يلبسونها البعض من الناس
قناع الطيبة
يخفون المشاعر الزائفة ويخفون ماتحمل نفسهم من حاقد على الاخرين وهم بعيدين عن الطيبة
قناع الالتزام الكاذب
يخفون حقيقته انهم لا يعرفون عن الالتزام الا اسمه ولا يعملون بما ينصحون قد يلبسونه لانهم يحاولون الالتزام فعلا
قناع المجاملة الكاذبة
كم اكره هذا القناع لأنه الاكثر انتشر بيننا وهنا يخفون الحقيقة وليجاملوا الجميع ويكون الكل صح وجميل والكل رايه صح حتى وان اختلفت الآراء فهي كله عندهم صحيحه والمجاملة تتحول الى نفاق ان كانت تقلب الحقائق وتبعدنا عن النصح السليم بعيد عن المجاملة
وتسقط الأقنعة
يأتي الوقت الذي لم يستطيعوا التصانع اكثر فتسقط الأقنعة لتظهر حقيقتهم امام كل الناس الذين احبوهم وانخدعوا بهم وتتبادل المشاعر التي يحملونها لهم وتظاهر وجوههم المختبئة وراء تلك الأقنعة ويظاهر انسان غير من كنا نعرفه ترى هل سياتي اليوم الذي نقول لا للأقنعة ام اننا في يوم سنشتريها من اصحابها ونقلدهم ونلبسها ونتصانع مثلهم
لا للأقنعة