سؤال تاريخي لمن لديه الجواب الشافي - منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب

العودة   منتديات الجلفة لكل الجزائريين و العرب > خيمة الجلفة > الجلفة للمواضيع العامّة

الجلفة للمواضيع العامّة لجميع المواضيع التي ليس لها قسم مخصص في المنتدى

في حال وجود أي مواضيع أو ردود مُخالفة من قبل الأعضاء، يُرجى الإبلاغ عنها فورًا باستخدام أيقونة تقرير عن مشاركة سيئة ( تقرير عن مشاركة سيئة )، و الموجودة أسفل كل مشاركة .

آخر المواضيع

سؤال تاريخي لمن لديه الجواب الشافي

إضافة رد
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 2013-06-22, 12:40   رقم المشاركة : 1
معلومات العضو
(الانسان الوفي)
محظور
 
إحصائية العضو










B8 سؤال تاريخي لمن لديه الجواب الشافي

السلام عليكم ...لدي سؤال تاريخي لم اجد له جوابا شافيا ولا غير شافي ..لم أجد جوابه مطلقا ...لماذا ارتد المسلمون بعد موت الرسول عليه الصلاة والسلام ؟ أريد جوابا مقنعا لكون الجواب جزء من بحث أكاديمي ...شكرا لكل من ساعدني ..








 


رد مع اقتباس
قديم 2013-06-22, 12:42   رقم المشاركة : 2
معلومات العضو
إكرام ملاك
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية إكرام ملاك
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز أحسن عضو لسنة 2013 المرتبة الاولى وسام المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم


بعيدا عن موضوعك

فقد أجبتك حول سؤالك في موضوعي


تحيااتي










رد مع اقتباس
قديم 2013-06-22, 12:51   رقم المشاركة : 3
معلومات العضو
إكرام ملاك
مشرف سابق
 
الصورة الرمزية إكرام ملاك
 

 

 
الأوسمة
المشرف المميز أحسن عضو لسنة 2013 المرتبة الاولى وسام المرتبة الثالثة 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة (الانسان الوفي) مشاهدة المشاركة
السلام عليكم ...............لم افهم ؟؟؟
https://www.djelfa.info/vb/showpost.p...8&postcount=70









رد مع اقتباس
قديم 2013-06-22, 12:53   رقم المشاركة : 4
معلومات العضو
(الانسان الوفي)
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

شكرا اختي فهمت ..بارك الله فيك .........










رد مع اقتباس
قديم 2013-06-22, 14:41   رقم المشاركة : 5
معلومات العضو
سعيد جيجل
عضو نشيط
 
إحصائية العضو










افتراضي

اولا السلام عليكم

اخي الكريم سؤالك فيه شيء من الاحكام المسبقة والمطلقة بدون دراسة

اخي الكريم

كل نبي وارجع لكل كتب التاريخ والسير

يقع بعد موتهم شيء ما

انظر بعد موسى ما وقع وبعد سليمان النبي

وبعد رفع عيسى للسماء

هي سنة كونية جعلها الله نبراس

والجواب قول ابي بكر من كان يعبد محمدا فان محمدا قد مات

النبوة رسالة لا تنتهي بموت او قتل النبي والاية تبين هذا

بعد موت النبي لم ترتد كل الناس

بل ترك بعضهم الزكاة

واخرون احلوا الخمر

وبعضهم ارتد

لكن ابو بكر الصديق

استطاع ان يجمعهم في سنة واحدة او اقل

والمدينة لم ترتد اصلا وكذالك خزاعة والامر نفسه مع مكة حيت منعهم

صهيل ابن عمر

معارك الردة كان بيان للناس ان النبوة والرسالة لا تنتهي بموت النبي

بل ان العمل انطلق وكان ابو بكر وعمر وعثمان وعلي

هم من حملوا المشعل رضي الله عنهم

وبعدهم تغير الوضع

اخي الكريم اسال مثلا لما ترك الان المسلمون سيرة الصحابة

والنبي

واتبعو الغرب الكافر

شكرا لك









رد مع اقتباس
قديم 2013-06-22, 16:09   رقم المشاركة : 6
معلومات العضو
(الانسان الوفي)
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ...شكرا اخي الكريم ...لكن أنا لم اسأل سؤالا عابرا بل سؤال تاريخي ...يعني اريد جوابا معرفيا وليس جوابا عاميا ...ما ذكرته يعرفه الكل ..أريد جوابا أكادميا ..










رد مع اقتباس
قديم 2013-06-22, 16:44   رقم المشاركة : 7
معلومات العضو
(الانسان الوفي)
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم ....شكرا اخي وسؤالي واضح ..ماهي الأسباب التي جعلت المسلمين يرتدون عن الاسلام بعد موت النبي عليه الصلاة والسلام ؟










رد مع اقتباس
قديم 2013-06-22, 16:48   رقم المشاركة : 8
معلومات العضو
مـجيد
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

لم يرتد جميع المسلمسن
بل ارتد ضعاف الايمان فقط
كانو يرون في شخصه صلى الله عليه و سلم ما لا يراه الصحاية و من كان ايمانهم قوي
و من المحتمل انهم كانو يحسبونه بشر غير عادي أو لا يموت
و الله أعلم









رد مع اقتباس
قديم 2013-06-22, 16:58   رقم المشاركة : 9
معلومات العضو
(الانسان الوفي)
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

السؤال واضح اخي ..ما هي الأسباب التي جعلت المسلمين يرتدوا ؟؟؟









رد مع اقتباس
قديم 2013-07-20, 13:20   رقم المشاركة : 10
معلومات العضو
amani moh
عضو مشارك
 
إحصائية العضو










افتراضي

معلومة جميلة










رد مع اقتباس
قديم 2013-07-20, 13:47   رقم المشاركة : 11
معلومات العضو
محمد مصطفى الحبيب
عضو متألق
 
إحصائية العضو










افتراضي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

من كان يعبد محمدا فإن محمدا قد مات و من كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت
الردة بدأت في حياة النبي صلى الله عليه و سلم و بوفاته استفحل الأمر و ثبت الثابتون كالصحابة و المهاجرون و الأنصار و لم يرتد منهم أحد ..!! الردة كانت بهدف إلغاء الزكاة و أنصحك بعد تصديق الشيعة في استقصاء قصص حول الردة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه و سلم .









رد مع اقتباس
قديم 2013-07-20, 14:14   رقم المشاركة : 12
معلومات العضو
صفــاء
عضو فعّال
 
الصورة الرمزية صفــاء
 

 

 
إحصائية العضو










افتراضي

ماأعرفه أن سبب ردة بعض القبائل هو التهروب من الضرائب ومن الزكاة

وقد بدأت الردة قبل وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم

لكـــــــــن موضوعك جعلنى ابحث ووجدت هذه المقالات ممكن تفيدك

وبارك الله فيك

اقتباس:
الأعداد المهولة التي دخلت في الإسلام حديثاً لم تتلق تربية كافية في محضن الرسول صلى الله عليه وسلم، بل إن كثيراً منهم دخل الإسلام طمعاً في المال والثراء، كطائفة المؤلفة قلوبهم، فقد ألف رسول الله صلى الله عليه وسلم قلوبهم بالمال والغنائم حتى يدخلوا في الإسلام. وتعالوا نراجع بعض الأرقام: كان فتح مكة سنة ( 8) من الهجرة، فتح مكة (10.000) مؤمن بقيادة الرسول صلى الله عليه وسلم، وبعدها بقليل كانت حنين والطائف، وكانت الغنائم وفيرة جداً، وأعطى رسول الله صلى الله عليه وسلم رءوس القوم، وأعطى عوام الناس، وأعطى وأعطى حتى دخل الناس في دين الله أفواجاً، ذكر ذلك ربنا عز وجل في كتابه الكريم: إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ * وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا [النصر:1-2].
وبعد فتح مكة بحوالي سنة واحدة فقط كانت غزوة تبوك سنة (9) من الهجرة، وكان جيش المسلمين ( 30.000) مسلم غير المنافقين الذين تخلفوا عن الغزو، فتضاعف الرقم من سنة (8) هـ إلى (9)هـ ثلاث مرات، وهو تضاعف كبير في هذه الفترة الوجيزة. وأعجب من ذلك في حجة الوداع سنة (10) من الهجرة بعد غزوة تبوك بسنة واحدة حدث تضاعف مهول في عدد المسلمين، حيث حج مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من (100.000) مسلم، هذا غير عشرات الآلاف من الذين دخلوا الإسلام في قبائلهم البعيدة عن المدينة ولم يسعدوا برؤية الرسول صلى الله عليه وسلم. هذه الآلاف المؤلفة من المسلمين الذين ارتبطوا بالإسلام فقط منذ شهور ولم يسمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا الكلمات القليلات، وبعضهم لم يره أصلاً، وبعضهم دخل لأجل المال، وبعضهم دخل لأجل الخوف من القوة الإسلامية الناشئة، وكلهم حديث عهد بجاهلية وإشراك. هذه العوامل جميعاً وغيرها جعلتهم على خطر عظيم وبالذات إذا وصل إليهم نبأ وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم. ترى ماذا سيكون رد فعلهم؟ أتراهم يتشككون في أمر الرسالة؟ أتراهم يعتقدون أن الخروج عن جماعة المسلمين أصبح أمراً ميسوراً؟ أتراهم يرتدون على أعقابهم ويعودون إلى جاهليتهم وشركهم؟ كل هذه الاحتمالات واردة، ولا شك أن الصحابة في المدينة كانوا يفكرون في هؤلاء القوم، ويتسمعون أخبارهم، ويخافون من ردتهم عن الإسلام، هذه المشاعر المتزاحمة من قلق وخوف وتربص وحيرة زادت الأزمة في المدينة تفجراً واضطراباً، ولا شك أن هذا زاد من ظلمة المدينة بعد غياب النور المبين محمد صلى الله عليه وسلم. إنها فتنة مظلمة أخرى تحيط بالصحابة، فتنة الردة الفعلية لبني حنيفة ولأهل اليمن، وقد جاءت الأنباء قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بظهور من يدعي النبوة في هذه البلاد، فقد ظهر مسيلمة الكذاب في بني حنيفة في اليمامة شرق الجزيرة، وظهر في اليمن الأسود العنسي ، وتبع هذا وذاك آلاف مؤلفة قبلية وعصبية وجهل وشك وكبر وسفه، تبع مسيلمة وحده ما يزيد على، (40000) مرتد، هؤلاء كانوا مع مسيلمة الكذاب قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهؤلاء مرتدون بالفعل، ومن المؤكد أنهم يتربصون بالمدينة الدوائر، ومن أدرى الصحابة أنهم لا يعدون العدة لغزو المدينة ولاستئصال الإسلام من جذورة، فهذا خطر داهم، لا شك أن الصحابة كانوا يترقبونه.

اقتباس:

ما إن علمت الجزيرة العربية بوفاة الرسول صلى الله علية وسلم حتى ارتدت!! ولم يبقَ على الإسلام إلا المدينة المنورة ومكة والطائف وقرية جُواثَى بالبحرين، ولكنَّ الله عز وجل مَنَّ على هذه الأمة بالصِّدِّيق أبي بكر t، الذي استطاع أن يقمع فتنة المشركين والمرتدين.

كان ارتداد الجزيرة العربية على درجات؛ فمن العرب من منع الزكاة، ومن العرب من ترك الإسلام وعاد إلى عبادة الأصنام، ومن العرب من سارع بادِّعاء النبوة، ومن أشهر هؤلاء مسيلمة الحنفي الكذَّاب، والأسود العنسي، وطليحة بن خويلد، وسَجَاح.

وأسباب حدوث الرِّدَّة تتمثل في جهل العرب بحقيقة الرسول صلى الله علية وسلم وحقيقة الرسالة؛ إذ دخل أعداد كبيرة من العرب في العامين الأخيرين من حياة الرسول انبهارًا بسيطرة المسلمين على الجزيرة العربية، فمنهم من جاء رغبًا في المال والغنائم، ومنهم من جاء رهبًا من قوة المسلمين، ومنهم من جاء لا رغبًا ولا رهبًا، ولكن اتباعًا لزعمائهم وقادتهم. ومن ثَمَّ كانت القبليَّة هي القناع الذي وقف وراءه أعداء الإسلام في ذلك الوقت لحرب الإسلام، واعتقد الجميع أن الدولة الإسلامية انهارت بموت من أسَّسَها.

ومع هذه الأحوال العاصفة أصرَّ الصِّدِّيق رضى الله عنة على إنفاذ جيش أسامة بن زيد لقتال الروم؛ وذلك لوصية الرسول صلى الله علية وسلم قبل وفاته. وبالفعل خرج جيش أسامة إلى أطراف الشام، وقد فرَّت منه الجيوش الرومانية في هذه المنطقة، فوجد بعض القبائل في هذه المنطقة ارتدت فقاتلهم، وشتَّت شملهم وهزمهم، وعاد بسرعة إلى أبي بكر الصِّدِّيق في المدينة، ومعه الغنائم من هذه الموقعة. وخروج الجيش إلى شمال الجزيرة أحدث بكل القبائل العربية الموجودة في هذه المنطقة رهبةً من المسلمين؛ مما جعلهم يظنُّون أن للمسلمين قوةً في المدينة.

وقد رفض أبو بكر t عرض القبائل بأن يقبل منهم الصلاة ويرفع عنهم الزكاة، وأصر t على قتال من فرّق بين الصلاة والزكاة، وقتال المرتدين أيضًا. بعد ذلك قام الصديق أولاً بحراسة المدينة المنورة حراسة مستمرة، ثم قام بمراسلة كل القبائل التي بقيت على الإسلام لتوافيه في المدينة المنورة، وأرسل رسائل شديدة اللهجة إلى كل قبائل المرتدين يدعوهم للعودة إلى ما خرجوا منه، وهدَّدهم وتوعَّدهم؛ وذلك ليُلقِي الرهبة في قلوبهم.

جهز الصديق 11 جيشًا كاملاً لحرب المرتدين في وقت متزامن، ومع أن أعداد جيوش المسلمين لم تكن كبيرة، فإنها كانت جيوشًا منظَّمة, راغبةً في الجهاد في سبيل الله. وحدَّد الصديق اتجاه كل جيش من هذه الجيوش الأحد عشر، فوُزِّعت هذه الجيوش على الجزيرة توزيعًا دقيقًا، بحيث تستطيع تمشيط كل رقعة منها تمشيطًا كاملاً، فلا تبقى قبيلة أو منطقة إلا وفيها من جيوش المسلمين. وبفضل الله كتب الله النصر للمسلمين في كل المواقع، ولم يبقَ في الجزيرة العربية مرتدٌّ واحد.

نِعْمَة الصِّدِّيق

كان من الممكن أن تكون لهذه الفتنة العظيمة آثارٌ وخيمة، لولا أن الله مَنّ على الأمَّة في ذلك الوقت بنعمة عظيمة هائلة، تلك هي نعمة الصِّدِّيق t. فالله أيَّد به هذه الأمة، وحفظ به الدين والقرآن، وقمع به المشركين والمرتدين. يقول أبو هريرة t يصف هذا الموقف المتأزم: "والله الذي لا إله إلا هو، لولا أن أبا بكر استُخْلِفَ ما عُبِد اللهُ". ولا ننسى أن مصيبة الردة هذه جاءت بعد أيام قلائل من مصيبة أخرى كبيرة، هي مصيبة وفاة الرسول صلى الله علية وسلم . ولا شك أن مصاب الصِّدِّيق كان كبيرًا، فهو أقرب الناس إلى رسول الله ، وأشدهم حزنًا على فراقه، ولكن الله رزقه نعمة الثبات، والثبات نعمة جليلة لا توهب إلا لمن كان مؤمنًا حقًّا.

وقد كان ارتداد الجزيرة العربية على درجات؛ فمن العرب من منع الزكاة، ومن العرب من ترك الإسلام كله، وعاد إلى ما كان يعبد من أصنام، ومن العرب من لم يكتفِ بالردة ويترك المسلمين في شأنهم، بل انقلبوا على المسلمين الذين لم يرتدوا، فقتلوهم، وذبحوهم، وفعلوا بهم أشنع المنكرات، ومن العرب من سارع بادِّعاء النُّبُوَّة، ومن أشهر هؤلاء مسيلمة الحنفيّ الكذاب، والأسود العنسيّ، وطليحة بن خويلد، وسَجَاح.

أسباب حدوث الردة

الواقع أن هناك أعدادًا ضخمة من العرب دخلوا في الإسلام في العامين الأخيرين من حياة الرسول ، فيما عرف في التاريخ بالوفود، ولم يدخل هؤلاء في الإسلام إلا انبهارًا بسيطرة المسلمين على الجزيرة العربية، فجاء الناس أفواجًا يدخلون في دين الله ، ولكن ليس كلهم عن اقتناع؛ فمنهم من جاء رغبًا في المال والغنائم، والارتباط بالقوة الأولى الجديدة في الجزيرة، ومنهم من جاء رهبًا من قوة المسلمين، ومنهم من جاء لا رغبًا ولا رهبًا، ولكن اتباعًا لزعمائهم وقادتهم، فَسَاقهم زعماؤهم كالقطيع فدخلوا في دينٍ لا يعرفون حدوده، ولا فروضه، ولا تكاليفه، ولم يفقهوا حقيقة الرسول وحقيقة الرسالة، ولم يعيشوا مع القرآن، ولا مع السُّنَّة.

فلما مات الرسول صلى الله علية وسلم اعتقد الجميع أن الدولة الإسلامية انهارت بموت من أسَّسَها كما تنهار الكثير من الأعمال المعتمدة على شخص بعينه إذا غاب هذه الشخص، وفوق ذلك هم لم يأخذوا الفرصة الكاملة والوقت المناسب لفقه حقيقة الإيمان، فدخلوا في الإسلام ولم يفقهوا حقيقته بعدُ. ولم تكن المشكلة فقط في عوامِّ الأعراب، ولكن كانت أيضًا في زعمائهم؛ فالقبائل العربية ما تعودَّتْ مطلقًا على القيادة الجماعية، بل كان كل زعيم قبيلة زعيمًا في مكانه وقبيلته، يأمر فيُطَاع، ويُشير فلا رادَّ لكلمته، وفجأة ضاعت زعاماتهم، وذابت في الدولة الإسلامية، ولم يقبل غالبهم بذلك، فلما مات رسول بحث كل منهم عن زعامته المفقودة، وباعت الأعراب كل شيء في سبيل القبيلة.

ومع ذلك فالصورة النهائية للوضع، هي حرب بين الحق والباطل، هي السُّنَّة الكونية الطبيعية جدًّا، لقد كانت القبليَّة هي القناع الذي وقف وراءه أعداء الإسلام في ذلك الوقت لحرب الإسلام، أمَّا الهدف العميق الأصيل، فهو حرب الإسلام ذاته. ودليل ذلك أن المرتدِّين قتلوا المسلمين في قبائلهم نفسها، فانقلب مسيلمة الكذاب الحنفي على المسلمين من بني حنفية فقتلهم، وكذلك فعل طلحة، وفعل غيرهم.


بعث أسامة
كان الرسول صلى الله علية وسلم قد أوصى بإنفاذ جيش أسامة بن زيد لقتال الروم قبل وفاته، وجهّز الجيش، وخرج الجيش على مشارف المدينة، ولكنهم لمَّا علموا بمرض الرسول لم يخرجوا، فكان أول قرار يأخده أبو بكر الصِّدِّيق t في الخلافة، هو قرار إنفاذ بعث أسامة بن زيد، ولكن الجزيرة العربية كلها ارتدتْ عن الإسلام، وكلها تتوعَّد المدينة، وهذا الجيش الخارج من المدينة لم يكن موجَّهًا إلى من ارتدوا، ولكن كان موجهًا إلى الرومان، ولم يكن في منطقة قريبة من المدينة حتى يستطيع أن يأتي إليها إذا داهمها المرتدُّون، بل كان خارجًا إلى مشارف الشام، ومع ذلك أصرَّ أبو بكر أن يُنفِذَ هذا الجيش مع كل ما يحيط بالمسلمين من خطورة. فثار عليه بعض الصحابة، وكلموه في ذلك، فقال لهم كلمة تسجل بحروفٍ من نور:

"والله لا أحلُّ عقدةً عقدها رسول الله صلى الله علية وسلم ، ولو أن الطير تخطفنا، والسباع من حول المدينة، ولو أن الكلاب جرت بأرجل أمهات المؤمنين لأجهزَنَّ جيش أسامة".

وبالفعل يخرج جيش أسامة بن زيد، فتكلمه الصحابة في أمير الجيش، ويأتى له عمر بن الخطاب ، ويقول: "لو اتخذت أميرًا غير أسامة بن زيد". وكان سِنُّهُ يومئذِ 17 أو 18 عامًا، يطلب منه عمر أن يُنَصِّبَ أميرًا أكثر حكمة منه؛ لأن الأمر صعب. فيمسكه أبو بكر من لحيته ويهزُّه ويقول له: "ثكلتك أمُّك يابن الخطاب! أمنع أميرًا أمَّرَهُ رسولُ الله عن إمارة جيشه؟!". ويخرج بعث أسامة بن زيد من المدينة إلى مشارف الشام, والجزيرة العربية كلها مُتَأجِّجَةٌ في نار الردَّة.

لما خرج الجيش إلى أطراف الشام فرَّت منه الجيوش الرومانية في هذه المنطقة، فلم يلقَ قتالاً، فوجد بعض القبائل في هذه المنطقة ارتدَّتْ، فقاتلهم، وشتَّتَ شملهم، وهزمهم، وعاد بسرعة إلى أبي بكر الصِّدِّيق في المدينة، ومعه الغنائم من هذه الموقعة. وخروج الجيش إلى شمال الجزيرة أحدث بكل القبائل العربية الموجودة في هذه المنطقة رهبةً من المسلمين؛ مما جعلهم يظنُّون أن للمسلمين قوةً في المدينة، وأن هذا جزءٌ صغير من الجيوش، فقرَّرَتْ عدم الهجوم على المدينة وإيثار السلامة، مع أنه لم يكن هناك جيش بالمدينة، إلا أنها كانت حكمة من الله ألهم بها نبيَّه، ووفَّق لها أبا بكر، فكانت هذه فائدة عظيمة من خروج جيش أسامة بن زيد t.

موقف الصحابة من الرِّدَّة
رأى الصحابة y أن الجزيرة العربية قد ارتدت بكاملها تقريبًا، ورأوا أيضًا أن المدينة المنورة العاصمة أصبحت خالية تقريبًا من الجنود، وذلك عندما كان جيش أسامة في الشام. ورأوا كذلك أن هناك بعض القبائل القريبة من شمال المدينة قد أعلنت ردَّتها، وهي في ذات الوقت علمت بخروج جيش المدينة إلى الشام، وكانت هذه القبائل قد أرسلت رسولاً مرتدًّا هو عيينة بن حصن الفزاري، ومعه الأقرع بن حابس؛ ليفاوضا المسلمين في المدينة في أن يقبل أبو بكر منهم الصلاة، ويرفع عنهم الزكاة، في مقابل أن يرفع المرتدُّون أيديهم عن المدينة.

في هذا الجو المشحون جاء الصحابة إلى أبي بكر y يعرضون عليه قَبُول طرح عيينة بن حصن، والأقرع بن حابس، بل إعطاءهما بعض المال؛ وذلك لتحييدهما، وتخفيف ضغط الأزمة. لكن الصِّدِّيق t كان له رأي آخر، وهو أن يقاتلهم، وعارض عمر بن الخطاب وكلُّ الصحابة y أبا بكر في قتال المرتدين، وكان عمر يتكلم عن تلك الطائفة من المسلمين التي ترفض دفع الزكاة فقط, ولم تترك الإسلام كُلِّيَّة، فهو يعارض أبا بكر في قتالهم؛ لأنهم لم ينكروا الألوهية ولا الرسالة، أما من ارتدَّ وادَّعى النبوة، وقاتل المسلمين، وأنكر نبوَّة الرسول صلى الله علية وسلم ، فهو متفق معه على أنهم مرتدون.

فقال الصِّدِّيق : "والله لأقاتلَنَّ من فرَّق بين الصلاة والزكاة؛ فإن الزكاة حق المال، والله لو منعوني عقالاً كانوا يؤدُّونه إلى رسول الله لقاتلتهم على منعه".

ولما رأى الصحابة إصرار أبي بكر على قتال المرتدين ومانعي الزكاة، ناقشوه في المشكلة الثانية: أين الجيوش التي ستحارب هؤلاء المرتدين؟! ولكن أبا بكر يردُّ عليهم بكلمات خالدة، تُكتب بحروفٍ من نور، قال: "أقاتلهم وحدي حتى تنفرد سالفتي". أي: حتى تُقطع رقبتي.

ودخلت كلمات أبي بكر في قلوب الصحابة فلم تترك شكًّا, ولا تَحَيُّرًا إلا أزالته. ويظهر لنا هنا عامل مهم من عوامل الخروج من الأزمة، وهو العلم؛ فقد كان أبو بكر الصِّدِّيق أعلم الصحابة، وما أكثر ما ضلَّ المخلصون لغياب العلم! فالإخلاص وحده لا يكفي، والنوايا الحسنة فقط لا تكفي، والتضحية الكاملة وحدها لا تكفي، إنما يجب أن يكون كل ذلك مصقولاً ومسبوقًا بالعلم. ولعلنا هنا نفهم لماذا بدأ القرآن الكريم في النزول بآيات تحثُّ على العلم.









رد مع اقتباس
قديم 2013-07-20, 14:27   رقم المشاركة : 13
معلومات العضو
(الانسان الوفي)
محظور
 
إحصائية العضو










افتراضي

اللام عليكم ...شكرا اختي الكريمة وبارك الله فيك ....









رد مع اقتباس
قديم 2013-07-20, 14:31   رقم المشاركة : 14
معلومات العضو
syrus
محظور
 
الأوسمة
العضو المميز لسنة 2013 
إحصائية العضو










افتراضي

اغلبهم لم يسلم إسلاما عقائديا بل إسلاما سياسيا لذلك فالردة أيضا هي ردة سياسية ... هناك الكثير من العوامل اهمها العصبية القبلية . و بالرجوع لعام الوفود نجد ان الامر كان في جوهره بيعة سياسية , كانت القبيلة تسلم بإسلام شيخها و ترتد بردته ... الإسلام بالنسبة لهم كان إتفاقية و ليس عقيدة و ردتهم كانت لها دوافع تتعلق بتوزيع السلطة و الثروة ... و إعادة إدخالهم بالقوة في دائرة الإسلام كان اجتهادا سياسيا ايضا . و موقف القبائل المتقلب هذا امكن السيطرة عليه و توجيهه مؤقتا عندما شكلت الفتوحات هدفا مشتركا وجهت فيه طاقة العصبية القبلية في التوسع الخارجي ... لكنه ظل يشكل عاملا رئيسيا في الصراع على السلطة وقت الفتنة الكبرى و زمن خلافة ابن الزبير و في معركة مرج راهط و في تشكل التيارات الدينية ذات البعد السياسي ... الخ










رد مع اقتباس
قديم 2013-07-20, 17:45   رقم المشاركة : 15
معلومات العضو
houssam_ddine
عضو محترف
 
إحصائية العضو










افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة syrus مشاهدة المشاركة
اغلبهم لم يسلم إسلاما عقائديا بل إسلاما سياسيا لذلك فالردة أيضا هي ردة سياسية ... هناك الكثير من العوامل اهمها العصبية القبلية . و بالرجوع لعام الوفود نجد ان الامر كان في جوهره بيعة سياسية , كانت القبيلة تسلم بإسلام شيخها و ترتد بردته ... الإسلام بالنسبة لهم كان إتفاقية و ليس عقيدة و ردتهم كانت لها دوافع تتعلق بتوزيع السلطة و الثروة ... و إعادة إدخالهم بالقوة في دائرة الإسلام كان اجتهادا سياسيا ايضا . و موقف القبائل المتقلب هذا امكن السيطرة عليه و توجيهه مؤقتا عندما شكلت الفتوحات هدفا مشتركا وجهت فيه طاقة العصبية القبلية في التوسع الخارجي ... لكنه ظل يشكل عاملا رئيسيا في الصراع على السلطة وقت الفتنة الكبرى و زمن خلافة ابن الزبير و في معركة مرج راهط و في تشكل التيارات الدينية ذات البعد السياسي ... الخ
السلام عليكم

أنا أختلف معك

فلو لم يكن إسلامهم عقائديا لما ألقوا بأنفسهم الى ساحات الجهاد

و هم لم يكونوا يعلمون هل سيعودون أحياء أم شهداء

وهذا دليل على إخلاصهم










رد مع اقتباس
إضافة رد

الكلمات الدلالية (Tags)
لديه, الجواب, الشافي, تاريخي, سؤال


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

الساعة الآن 17:52

المشاركات المنشورة تعبر عن وجهة نظر صاحبها فقط، ولا تُعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر إدارة المنتدى
المنتدى غير مسؤول عن أي إتفاق تجاري بين الأعضاء... فعلى الجميع تحمّل المسؤولية


2006-2024 © www.djelfa.info جميع الحقوق محفوظة - الجلفة إنفو (خ. ب. س)

Powered by vBulletin .Copyright آ© 2018 vBulletin Solutions, Inc