السلام عليكم
إن الناظر إلى حال زماننا وما فيه من قلائل وفتن ليستذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ( يأتي على الناس زمان يغربلون فيه غربلة ـ يبقى منهم حثالة ـ قد مرجت عهودهم وأماناتهم ـ واختلفوا فكانوا هكذا وشبك بين أصابعه ” قالوا يا رسول الله فما المخرج من ذلك ؟
” قال : ” تأخذون ما تعرفون وتدعون ما تنكرون ، وتقبلون على أمر خاصتكم وتدعون أمر عامتكم ” السلسلة الصحيحة .
"حَقِيقَةُ الشَّعْبِ المِصْرِيِّ -إِلَّا مَنْ رَحِمَ اللهُ-".
"فقط لتعلموا حقيقة الشعب المصري من حيث الرؤية والتصور إلا من رحم الله ، فالشعب المصري أثبت بنفسه على نفسه أنه فاسد الرؤية ،فاسد التصور ،فاسد الاختيار ،فاسد القرار .
لأن الفكرة العامة المتعلقة بالإدراك عند جماهير الشعب المصري تعني أنهم يختارون الرسائل المتاحة من حولهم ،والتي تتفق مع اتجاهاتهم وقيمهم ،ومعتقداتهم عما هم بصدده ،فيسمعون ويرون ويقرؤون ما يناسبهم ،ويتجاهلون تلك الرسائل التي تتناقض مع اتجاهاتهم وقيمهم ومعتقداتهم."فإن الذي ينظر تحت قدميه ولا يتجاوز بنظره تلك البقعةَ الأسفلَ منه ،فإنه لا يشعر بالقطار الخارج عن مساره وهو آت بين يديه لانعدام توقعه أن يسير القطار حيث هو ،حتى يصير من الهالكين .
الداع داعي الى الله هؤلاء دعاة فتنة
ألا تعتبرون ؟!
ألا تتعظون ؟!
ألا تخجلون ؟!
أليس في الناس رجل رشيد ؟!
أليس فيهم من يقوى على الجهر بكلمة الحق ؟!
لله درُّ القائل : ذهب الذين يعاش في أكنافهم ... وبقيت في خلف كجلد الأجرب
هذا شعور كل عاقل بحق في ظل وخضمِّ هذه الأحداث العفنة الجريئة على مخالفة أمر الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم-.
شعب مصر شعب تتحكم فيه العواطف ،فيستطيع َ كلُّ واحد مَلَكَ لسانا أن يؤثر فيهم ويدعوهم إلى ما فيه هلاكهم ،وإلى الخروج إلى الميادين هاتفين بما لا بفقهون معناه ولا مدلوله ولا ما يؤول إليه هتافهم .وإن إشكالية الانجذاب العاطفي تجاه الشعارات الدينية من غير ما نظر إلى حقيقة تلك الشعارات وإلى جوهر ما يحملها ،لهي دلالة واضحة على غياب التربية المنهجية، وعلى التشوه المعرفي. وليس أدل على ذلك من الحشود الهائلة التي تحتشد مع تلك الهتافات التي يهتف بها الرجل في حماسة منقطعة النظير، ثم تمضي الشهور والسنوات ولا نراه كلف نفسه محاسبةَ بل مجردَ سؤالِ من حشدوه عن تحقق تلك المطالب في الواقع. لا صلاح للبلاد والعباد إلا بالاستقامة على أمر الله ورسوله ،والانطلاقة من خلال تعاليم الكتاب والسنة في علاج مشكات الحياة .
وإني لأربأ بكل مثقف أن يكون معولا في يد من يريدون تخريب البلد والقضاء على شعبها من خلال استعمالهم في تهييج الرعية على الراعي ونظامه ،وإحداث الفتنة بين أبناء الدين الواحد والبلد الواحد .
والعجيب أنك تجد من ثمرة (الحنظل) لهذه الفوضى أن أبناء الدين الواحد يكفر بعضهم بعضا ، ويسفك بعضهم دم بعض ،والإعلام الخبيث يلعب دورا رئيسا في هذه المهزلة التي يدعوها الناس ثورة ،حيث تولى الإعلام كبره بأنصاف رجاله ،ونساءه الشمطاوات ،واستمر في دغدغة مشاعر المصريين فخرجوا إلى حتف مِصرهم وحتفهم ،رعاية لمصالح عدوهم الصهيوأمركي ،فترتفع راية الماسون على أرض من أراض المسلمين ،وليتها بأرض عادية ،بل هي مصر نبض الاستراتيجية العربية ،ودرع من دروع الإسلام العظيم .
يا شعب مصر ،إن لم تتداركوا المصيبة التي ابتدأتم في تكبيرها وتعظيمها ،فستندمون ما بقي لكم من أعمار ،وستتسببون في الإفساد على الأجيال القادمة إن لم يتداركُّم المولى برحمة منه .
يقول فضيلة الشيخ محمد بن سعيد رسلان -حفظه الله :
" مصــــر أمـــانة في أعـــنـاقكم ...فـــلا تضـيـعوها!!
فالزموا الجادة عباد الله ... واعلموا أن هذا الوطن المسلم أمانة في أعناقكم ،وأن قرة عين الشيطان أن تقع الفوضى في جنباته ... لأنه إن كان ... فهو وعد التوراة المكذوب .. وأهيج مصريين على مصريين .. حتى يقتل الأخ أخاه ،وحتى يسبي الأخ أخاه .. ويجف النهر وتنتن الترع ... وينحاز المصريون بعد إلى خمس مدن حقيرة ،ولا يبقى في مصر عذراء واحدة .. كما في مواضع كثيرة من التوارة المكذوبة المحرفة ،والعجيب أنهم يصلون إلى ذلك بأيدي مصرية ... مصرية خالصة .. وليست بأيدي أجنبية وإن كان التدبير يحاك في الظلام