
أكبر مدرسة في العالم تعلم تلاميذها دروسا في الحياة
دخلت مدرسة "سيتي مونتيسوري سكول" المعروفة بـCMS في مدينة لاكناو
الهندية موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكبر مدرسة في العالم، حيث
سجل فيها 39437 تلميذا للسنة الدراسية 2010-2011.
ونالت المدرسة لقب أكبر مدرسة في العالم للمرة الأولى سنة 2005
عندما كان 29212 تلميذا مسجلا فيها، فحطمت الرقم القياسي الذي سجلته
قبلها مدرسة ريزال الثانوية في مانيلا بالفيليبين التي كانت تضم
آنذاك 19738 تلميذا.
وتقول إدارة المدرسة أن عدد التلاميذ المسجلين فيها تخطى اليوم 45
ألفا وأن المدرسة تضم 2500 أستاذ و3700 جهاز كمبيوتر وألف قاعة
للدرس وواحدا من فرق الكريكت الأكثر قوة، وفقا لوكالة الصحافة
الفرنسية.
وكان جاغديش غاندي وزوجته بهارتي قد فتحا المدرسة سنة 1959 بقرض
بلغت قيمته 300 روبية (ستة دولارات بسعر الصرف الحالي) وخمسة تلاميذ
فقط، لكنها تشمل اليوم 20 موقعا في لاكناو عاصمة ولاية أوتار برادش،
وهي معروفة بنتائج تلاميذها الممتازة في الامتحانات وببرامجها الخاصة
بتبادل الطلاب الأجانب.
ويقول غاندي، الذي ما زال يعمل في إدارة المدرسة وهو في سن الـ75
إن "نمو مدرستنا الهائل يعزى إلى جهودنا الهادفة إلى كسب رضا الأهل
في ما يتعلق بالخدمة التي نقدمها إلى أولادهم".
ويضيف للوكالة "يسجل تلاميذنا نتائج أكاديمية ممتازة كل سنة، ودخول
موسوعة غينيس يشعرنا بالسعادة، لكن العدد ليس العنصر الوحيد المهم".
يقول الطالب ريتيكا غوش البالغ من العمر 14 عاما إن "مدرسة كبيرة
كهذه تقدم إليك الكثير من الفوائد، منها أنك تحظى بفرصة لإقامة
صداقات كثيرة"، موضحا "لكن بما أن المدرسة كبيرة جدا، على التلميذ
أن يبذل جهدا كبيرا ليثبت نفسه، وإلا فلن يلاحظه أحد. وهناك طبعا
تحديات أكبر ومنافسة أقوى تحضرنا في نهاية المطاف لمواجهة الحياة
الحقيقية".
ويشير الطالب تانماي تيواري البالغ من العمر 16 عاما إلى أن حجم
المدرسة سمح له بتخطي خجله، قائلا "كنت خجولا جدا لكن المدرسة عززت
ثقتي بنفسي. وأنا الآن عضو في فريق المدرسة وأشارك في مسابقات
وطنية".
وللمدرسة طموحات مثالية، فهي تعلم التلاميذ فلسفة السلام العالمي
والعولمة تحت شعار "النصر للعالم".
ويوضح كريغ غلنداي رئيس تحرير موسوعة غينيس أن "المدرسة مصدر وحي
ليس للتلاميذ فحسب، بل لأي فرد أينما كان يريد أن يحدث فرقا إيجابيا".
ويختم بالقول إن "المدرسة تدرك أن التعليم هو أسمى المهن وهي تعتبر
مصدر وحي بالفعل لأنها تطورت من مدرسة متواضعة إلى المؤسسة
التعليمية الأكبر في العالم".
ومن بين خريجي المدرسة أوشهان غونديفيا وهو مصرفي في شركة "غولدمان
ساكس" وبراكاش غوبتا وهو دبلوماسي رفيع المستوى لدى الأمم المتحدة في
نيويورك، بالإضافة إلى أساتذة متخصصين في جامعة هارفارد وعدد كبير
من الجراحين والعلماء الكبار.